صلاح احمد عبد الله

دخول المناذرة.. في أرض الغساسنة!؟!


* في جزيرة العرب.. قبل الإسلام.. نعم.. (قبل الإسلام).. كان المناذرة حلفاء للفرس.. وكان الغساسنة حلفاء للروم.. وكان الفرس والروم قديماً مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قديماً.. روسيا اليوم.. وكان هناك عداء مستحكم بين المناذرة والغساسنة.. في سبيل السيطرة على الأرض.. (والثروة).. خاصة في منطقة وسط الجزيرة العربية.. وشمالها.. وشرقها بالتحديد..!!
* والثروة عندهم.. القطعان الكثيرة من الإبل والغنم والبقر.. والمزارع.. والسيطرة على الطرق التجارية البرية.. الذاهبة إلى الشام أو بلاد الروم.. أو التي تنطلق من الوسط إلى العراق.. وتعبر جبال زاقروس الى بلاد فارس.. هم يتاجرون أو يكونون حراساً على القوافل.. أو يفرضون (أتاوات) على التجارة العابرة لبلدانهم وأماكن نفوذهم.. كان الصراع محموماً.. والغزوات متبادلة.. والدم والأسرى غنائم متبادلة عند كل من الطرفين.. (والفرس والروم) يشعلون نار الحرب دائماً..
******
* (الحارث) بن المنذر الكبير.. حاول يصلح الحال بين أهله وعشيرته.. وبين الغساسنة.. قام بعدة رحلات إلى مضاربهم.. ووسط خيامهم وزغاريد نسائهم.. وصيحات رجالهم.. تزوج منهم.. وصار (كراع هنا.. وكراع هناك).. تولى أمور تجارتهم إلى بلاد الروم.. كما كان وكيلاً خاصاً لتجارتهم إلى بلاد فارس.. وتمر السنوات.. ورغم القليل من المناوشات بين القبيلتين إلا أنه أصبح من أثرى أثرياء زمانه.. في جزيرة العرب..!!
*******
* ذات ليل بهيم حالك السواد في تلك الصحاري الواسعة.. حمل الحارث بن المنذ الكبير كل أمواله وتجارته.. ساعده المخلصون من رجاله.. حملوها على أعداد كبيرة من الإبل.. (four wheel drive ).. قطعوا صحراء النفود من جهتها الشمالية قاصدين مضاربهم في نواحي العراق.. (الحيرة).. وهناك استقبلتهم القبيلة.. وتوجه المناذرة سيداً عليهم.. بعد أن عركته السنين في أرض الغساسنة.. وعرف عنهم.. (كل شئ)!؟!
* وأعلنوا حرباً شعواء عليهم.. وتضررت منها (سمعتهم) وتجارتهم.. لدرجة أنه رفض أن (يطلق) لهم ابنتهم.. والتي أنجب منها الكثير من (الأميرات).. الحلوات..!!
* ولذلك قرر ملك (الغساسنة).. بمساعدة مخابرات وعيون الروم.. أن يعملوا جاهدين في التخلص من (الحارث) بن المنذر الكبير.. سيد المناذرة.. ووضعوا الخطط والترتيبات اللازمة لهذا الفعل الشنيع..!!
*******
* كانت العرب قديماً تهتم بسباقات الهجن.. وتختار لذلك كل قبيلة شبابها من الفوارس.. وأمضى إبلها من (النوق العصافير).. four wheel drive.. وفي غرب (الحيرة) عاصمة المناذرة.. في تلك الصحراء تتجمع القبائل والفرسان والنوق.. وكل قبيلة تأتي (بحكم).. ويكون للجنة التحكيم هذه.. القرار النهائي.. وبطل السباق يتوج بجائزة (100) من الإبل.. وله حرية التزوج بأجمل وأصغر.. وأملح الجميلات من القبائل المشاركة.. وكان الحارث بن المنذر الكبير.. سيد المناذرة يتصدر الاحتفال كعادته.. وسط أجواء من الطعام الجيد.. والخمر المعتق.. ورقصات الغيد الحسان..
* كان (الجميع) لا يعلمون أن (الغساسنة) ومخابرات الروم.. قد جهزوا فعلاً منكراً تجاه الزعيم المحبوب.. والعائد اليهم بعد أن تكاثرت ثروته هناك..!!.. كانوا يريدون أن تكون (الأموال) لهم.. وللأميرات الصغيرات الجميلات..!!
*******
* كان الحارث بن المنذر الكبير عائداً إلى خيمته الكبيرة في طرف المضارب.. كان منشرح الصدر بعد أن فاز ابنه (الأوسط) بالجائزة الكبرى وتزوج من أحلى الأميرات في قبائل الصحراء.. كان به آثار نعنشة وانبساط.. وكان (بعيره) الأشهب ينطلق به خبباً.. وبقرب الخيمة.. وقبل (اللفة) الأخيرة.. خرج (بعيران) منطلقات بسرعة عليهما (رومي).. وغساني.. وصدما الحارث بن المنذر الكبير.. الذي سقط وسط الرمال.. واندق عنقه.. وهربا إلى بلاد الروم.. بينما عاش (المناذرة) ظروفاً قاسية واستعدوا للحرب وكشف مستندات القتيل التي جمعها من بلاد الروم.. وخططهم للاستيلاء على (أراضي) شمال جزيرة العرب..!!
* الحارث بن المنذر الكبير.. قتلوه.. ولكن دمه سيكون لعنة على تاريخ المضارب..
* وللحكاية بقية..!!