فدوى موسى

يوم التنوع الثقافي


رغم تعدد ثقافاتنا السودانية ومقدرتنا على التعايش، إلا أن هذا الباب أصبح هذه الأيام مدخلاً لاعتلالات كثيرة ولدت وفجرت نعرات ودماء وتعانقاً ولد الوضع المأزوم في السودان، والذي أخذ أبعاداً إقليمية ودولية ذات إطار عاجز لثقافة التنوع والتحاور من أجل الوطن.. شعارات اليونسكو لهذا التثاقف «كيف نعيش سوياً»، هو كما الأمنيات والترف إذا ما نظرنا بعين المتفحصين لواقع ما حدث في إقليم دارفور ككل وعلى وجه الخصوص ما حدث في الفترة الأخيرة ما بين القبائل.. وعنوان الثقافة والتنمية المستدامة تظل أوهاماً على أطراف تمنيات الناس هناك.. نعم الثقافة معول يمكن أن يكون للبناء أو الهدم والدمار.. قريباً كانت بعض القبائل في عداد العمومة والأخوال ثم دخلت دائرة الاختلافات والحقوق والجذب وسوء استغلال الموارد ودائماً ما يكون المحور الأول مورداً ما ويتأطر بالقبلية والعشيرة «أهلي وأهلك.. ناسي وناسك»، وهذه ثقافة نكابر إن قلنا إننا لا نمارسها، بل العكس نمارسها بشيء من الوعي واللا وعي وكاذب من يقول إنه لم يقع في الفخ حتى وإن خرج منه، لأن القبيلة متجذرة كفكرة في التربية والإرث حتى عندما أصبح السودان في عداد الدول التي تستخدم التقنية التواصلية بشكل كبير وتعداد لا يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية للأفراد، ظلت نكات القبائل هي التي تحرك وتثير في الناس لواعج الضحك على بعضها البعض لأنها تؤثر على غالبية أهلنا ويختلط ذلك مع مداخل ومخارج حياتنا الاجتماعية خاصة في أطراف المدن والقرى.. فإن كانت الثقافة في إطار فكرها ووجدانها وتراكمها اليومي يوماً بعد يوم تجد من يأخذها من إطار الإيجابية إلى سلبيات التوجه والغرض، بالتأكيد تنجر المجتمعات في سياقات مختلفة وسبل قد لا تلتقي مع روح التآلف والتوافق ثم إن بطون السياسة تشتت ما تعارف عليه من واجب ومفروض من أصل التعايش مع الاختلاف.. من هنا وهناك تنبع أن يكون هناك إجماع على التلاقي فوق انف القبلية البغيضة.

آخر الكلام: شئنا أم أبينا فإننا معنيون بقبول أنفسنا عبر قبول الآخرين.. شخوصاً.. قبائل وجهويات دون أن نعلي من حقنا عليهم أو من حقهم علينا عبر توافيقة لا تخلو من ذكاء اجتماعي.

مع محبتي للجميع