نور الدين مدني

للحفاظ على سفينة الزواج


*لاحظت أن زوجي قد تبدل حاله من رجل إجتماعي حسن المعشر إلى شخص عدواني لم أعد أسلم من يده ولسانه‘ بعد أن عشنا سنوات جميلة من حياتنا الأسرية‘ أنجبنا فيها ولدين أحدهما على أعتاب الدخول للجامعة.
* هكذا بدأت السيدة ع.س رسالتها وأضافت قائلة : الغريب في الأمر أنه من المدافعين عن حقوق المرأة‘ لكنه ينسى ذلك عندما “يشرب” ويحاول إشباع رغبته المشروعة دون أن يراعي ظروفي النفسية أو الصحية.
*كان في الماضي عندما يأتي من أصدقائه – عقب سهرة أنس – يدخل البيت وهو يدندن بأغنيته المحببه لنفسه : “ظلموني الناس وتجنوا علي” .. لكنه منذ أن ترك السهر مع أصدقائه أصبح إنطوائياً وعدوانياً.
*أكتب إليك لأنني حريصة على إستمرار حياتنا الأسرية‘ ليس فقط لما بيننا من “فضل” الله عز وجل علينا‘ إنما لأنني مازلت أكن له الإحترام والتقدير وأريد مساعدته للخروج من هذه ” الحالة” التي لاتشبهه.
*هكذا إختتمت السيدة ع.س رسالتها التي أوضحت فيها أنها تدرك الضغوط الإقتصادية والنفسية التي يعاني منها زوجها‘ وتحرص في نفس الوقت على الحفاظ على تماسك أسرتها‘ لكنها حائرة كيف تعيده إلى سيرته الأولى حسن المعشر كما كان.
* السيدة ع. س أشارت ضمناً إلى الأسباب التي جعلته يصل إلى هذه الحالة‘ فالظروف الإقتصادية الضاغطة كافية لإحداث هذ الإنقلاب في السلوك لكنها ليست وحدها السبب.
*هناك بالطبع عوامل أخرى جعلته يصل إلى هذه الحالة الإنتقالية من حياة “شلة الأنس” إلى “العزلة الإجبارية” مع إستمرار “الشراب” منفرداً‘ هذه الحالة تتطلب من زوجته معاملة خاصة كي تعيده إلى أجواء الإستقرار العائلي والعاطفي والنفسي.
*المطلوب من السيدة ع. س المزيد من الصبر على زوجها وأن تسعى لتعويض الجو الإجتماعي الذي إفتقده بمؤانسته وتهيئة أسباب الحياة الإسرية المستقرة الهانئة‘ وأن تأخذ بيده تدريجياً للإقلاع نهائياً عن ” الشراب”.
*على السيدة ع. س أن تحمد الله لأن زوجها لجأ إلى البيت بدلاً من البحث عن “متنفس” اخر يجد فيه ضالته‘ ومن واجبها بل من حقه عليها أن تكون هي المتنفس الصحي لانها” سكنه” الذي عليهما أن يعززاه سوياً بالمودة والرحمة.
*إن الحياة مليئة بالقصص والتجارب العملية التي إستطاعت فيها الزوجة الصالحة إصلاح حال زوجها بصبرها وحسن معاملتها له‘ كي يقودا معاً سفينتهما إلى بر الأمان بعيداً عن المنغصات.
كلام الناس
noradin@msn.com