منوعات

المعمرون.. و”ربيع السعادة” الذي لا يذبل


جيرالين تالي، واحدة من ثلة من المعمرين على البسيطة، ممن عاشوا وتعلموا العيش دون ملل، فكانوا مثالا مبهرا على تطويع سنوات العمر الطويلة لاغتنام أكبر قدر من لحظات السعادة والتمتع بالحياة في أبهى حلتها.

فجيرالين تالي، وهي الأطول عمرا على كوكب الأرض حاليا، احتفلت بعيد ميلادها الـ116  مؤخرا بأحد المطاعم في ولاية ميشيغان، بحضور أفراد عائلتها، وقد بدت بصحة جيدة وروح معنوية عالية، مقبلة على الحياة وعازمة على عيشها حتى الرمق الأخير، فهي لازالت ناشطة في الكنسية وتنوي الاستمتاع برحلة صيد قريبا.

وجيرالين ليست الوحيدة التي تمتلك فلسفة مشرقة لإدارة سنين عمرها الطويلة، ففي قرية ونغ بينغ بمقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين يعيش زوجان فوق المئة من عمرهما، وهما سعيدان جدا.

فالزوج يانغ تشنغ رونغ البالغ من العمر 100 سنة  والزوجة لوه آر مي ذات 102 سنة تزوجا عام 1928، وأمضيا معا 80 عاما يعملان في أرض زراعية بالريف.

وإلى اليوم ما زالا يفلحان الأرض ويدبران الأعمال المنزلية ويعيشان في انسجام مع أفراد عائلاتهما التي تضم 4 أجيال، وهما يؤمنان بأن السكينة والسعادة مفتاح لإطالة الأنفاس وامتداد أعوام العمر ورغد الحياة.

عذوبة الحياة
قصة “كريستيان مورتيسين” لا تختلف كثيرا عما سبق فهي على غرار ما أسلفنا تحوم في فلك الحياة الهانئة والسعيدة ومقارعة المصاعب بسلاح التفاؤل والايجابية، فقد عاش كريستيان في مقاطعة مارين الأميركية، وتوفي عن عمر 115 عاما.

ولم يرحل كريستيان قبل يورث تركيبة وصفته الخاصة للحياة المديدة والهانئة من منظوره موجزا إياها في هذه الكلمات “الأصدقاء، وشرب الكثير من الماء، والامتناع عن الكحول، والبقاء إيجابيا، والغناء”.

وطبق كريستيان هذه الوصفة بحذافيرها حتى أنه استمر في الغناء حتى وفاته عام 1999.

وكذلك “جينا كالمينت” التي ولدت قبل 14 عاما من بناء برج إيفل، وكانت أكبر معمرة في العالم حين توفيت عام 1997 عن عمر 122 عاما وقد احتفلت بأعياد ميلادها في العقد الأخير الذي قضته في فرنسا.

وخلال عيد ميلادها الأخير قدمت بعض النصائح التي ركزت فيها على ضرورة الاستمتاع بالحياة قدر الإمكان، والابتعاد عن الشعور بالملل بإشغال النفس بنشاطات مختلفة.

وكشفت دراسة أميركية أن سر طول العمر الذي يتمتع به البعض ممن تجاوزا المئة عام يعود إلى مكون جيني. وأوضحت أن الأشخاص الذين يملكون نسختين من جين فوكوس أو إيه سيعمرون في الأرض.

لكن يمكن التأكيد أن هذا الجين وحده لا يكفي، إذ حددت الدراسة أن من الأسباب التي تطيل العمر أيضا هي مواصلة الحركة وعدم التوقف عن العمل وتنويع الغذاء بالخضروات خصوصا داكنة اللون منها والمكملات الغذائية.

وقد بلغ عدد المعمرين في العالم 131 ألف معمر في العام 2009 ، ويتوقع أن يقفز العدد في عام 2050 إلى ما يقارب المليون معمر.

فحياة الفرد النفسية البعيدة عن الهموم لها عامل حاسم في دوام صحته، فالمعمرون يحبون الحياة ولديهم قدرة على الاستمتاع بها دون إفراط، كما أنهم يتعاملون مع الحياة ببساطة عبر فلسفة خاصة بهم.

وقد لوحظ أيضا أن معظم المعمرين عملوا حتى سن متأخرة ولم يتقاعدوا كغيرهم في سن مبكرة أو عند الستين.

وهو ما أكدته المعمرة فرانسيس شيفينوت البالغة من العمر 107 أعوام إذ قالت “أحب أن أشغل نفسي دوما وأفعل أي شيء”.

لكن المعمر هارولد روتنبرغ البالغ من العمر 103 أعوام، قدم مقاربة مختلفة للحياة من منظوره تفسر تمسكه بها إذ يقول “الحياة مثيرة دوما هناك مغامرة”.

لكن البعض ممن أنهكتهم الحياة وخطوبها قد يردون على هارولد وغيره من المعمرين بقولهم “أن الحياة لأكثر من مئة عام اليوم قد تكون في حد ذاتها مغامرة لا يطيقها الكثيرون”.

سكاي نيوز