مقالات متنوعة

عبد الباسط حمد النيل عبد الله : شارع الحوادث – نموذج لخطوة في الاتجاه الصحيح اذا


عندما انطلقت شرارة الربيع العربي والذي كان السودان من رواده منذ انتفاضة اكتوبر 1964 ضد الرئيس ابراهيم عبود كانت ولا تزال الأسباب وراء كل هذه الثورات هي التخلص من التسلط والقهر والإحباط والفقر غير أن جميع هذه الثورات تكاد تشترك في بعض الأخطاء والثغرات التي اسهمت في افشالها. واحدة من أهم هذه الأخطاء هي ادارة ما بعد التغيير حيث لا توجد لدى الثوار خطط وبرامج واضحة لادارة هذه المرحلة. هناك عدة دول كانت ليست بحاجة لثورة دموية لازاحة الحاكم ومن بين هذه الدول السودان سواء بتجاربه السابقة في الثورات أو الحالية, بل كل ما يحتاجه السودان هو شخص أو جماعة مستقلة تعمل بتجرد ونكران ذات لا تحركها تنظيمات أو انظمة خارجية ويكون هدفه أو هدف هذه الجماعة هو رفعة السودان وانسانه ولهذا الفرد أو لهذه الجماعة اياد بيضاء وسيرة ناصعة تنافس وبقوة في أي انتخابات تجرى في السودان. ولمزيد من التوضيح, وعلى سبيل المثال تجربة مبادرة شارع الحوادث هذه التجربة الانسانية الرائعة فقط ان حافظت على استقلاليتها, أي عدم تبعيتها لأي حزب أو حركة أو أيادي خارجية خفية تحركها. أكثر ما أخشاه أن تُسرق مبادرة شارع الحوادث من قبل الشيوعيون وذلك لما عُرفوا به من اطلاق شعارات مناصرة للعمال والكادحين على الرغم من أنهم اشد فسادا ودموية ودكتاتورية وخير دليل اذا نظرنا الى ما يفعله الشيوعيون في كل من كوريا الشمالية حيث أن حاكمهم يقتل من لم يصفق له ومن ينام بحضوره كما فعل بوزير دفاعه ولا توجد حرية رأي ونفس الحال نجده في الصين الشيوعية والتي أبادت ملايين الصينيين في اربعينات القرن الماضي بسبب الخطة الخمسية, كما يحرم على الناس الان حتى البحث في قوقل الا بتصريح من الاتصالات فضلا عن سجونهم المليئة بسجناء الرأي وأما في روسيا ام الشيوعية فيكفي أن فلادمير بوتن يغتال معارضيه أينما كانوا وبغموض شديد فضلا عن دعمه اللامحدود لبشار الاسد لا لشئ الا محاربة الاسلام الاسلاميين في كل مكان.
علامة اخرى أتمنى أن تكون عابرة لوحظت عند شباب مبادرة شارع الحوادث وهي الحملة الشرسة التي قادوها ضد الصحفي الهندي عز الدين والذي أبدى تخوفه من سرقة هذه المبادرة من قبل الشيوعيين وعن استخدام الحاجة ام قسمة كمجرد لوحة من لوحاتهم الاحتجاجية ولم ينتقد الرجل الحاجة أم قسمة لشخصها. فقد كان الاجدر بشباب المبادرة التحلي بالروح الرياضية عندما أنتقادهم للصحفي الهندي بدلا من كيل السباب والشتائم والتجريح, لينسجم عملهم الخيري بالتحلي بالأخلاق الحميدة. واذا علمنا ان الصحفي الهندي عزالدين كان ولايزال في حالة حرب اعلامية شرسة مع موقعي سودانيز أونلاين وصحيفة الراكوبة المحسوبين على الشيوعيين حيث من المؤكد بأنهم أرادوا من هذه الحملة ضد الهندي النيل واستغلال الفرصة و ضرب الصحفي في مقتل واعتقد بأنهم قد احسنوا استغلال هذه الأزمة بين شباب المبادرة والصحفي الهندي عزالدين لاسيما وقد دخل في حملة السباب والشتم هذه الكثير من البسطاء الذين لا يدركون ابعاد هذا الصراع بين الهندي عزالدين والماركسيين.