مقالات متنوعة

عبدالله إبراهيم علي : عندما يتعلق أطفالنا بالألعاب الإلكترونية


الألعاب الإلكترونية التي تُمارَس عبر الإنترنيت (Online game)، تسهم في تحسين بعض المهارات الاجتماعية والأكاديمية، وهي سلاح ذو حدين وكما لها إيجابيات فهي لا تخلو من السلبيات، وهناك آثار سلبية مترتبة على ممارسة الألعاب الإلكترونية فهي عديدة، منها الأضرار الدينية والسلوكية والصحية والاجتماعية، ويتم تشغيلها عادة على منصة الحاسب والإنترنت والتلفاز والفيديو (Play station) والهواتف النقالة، والجلوس في حد ذاته أمام التلفاز والكمبيوتر لا يصنع طفلاً اجتماعياً، ولا يصنع المواقف الاجتماعية، لأنه يتعامل مع جهاز، وللأسف لا تُوجد بدائل تُغني الطفل عن التلفاز، لأن الطفل في مرحلة عمرية يحتاج إلى تنمية مداركه.
أصبحت الألعاب الإلكترونية ظاهرة حقيقية واضحة في مجتمعاتنا، إذ لا يكاد يخلو بيت من نوع من انواعها المختلفة، حيث إنها زادت وصارت شغل الأطفال واستحوذت على عقولهم واهتماماتهم وأصبحت جزءاً من غرفة الطفل، وهذه الألعاب لم تعد حِكراً على الصغار، بل شغلت الكثيرين من الشباب والمراهقين، وعلى الرغم من تحذيرات الخبراء من خطورة تلك الألعاب إلا أن الأطفال يقضون ساعات طويلة أمامها، فلماذا يتعلق الأطفال بهذه الألعاب؟
يُرجع البعض هذا التعلق لأسباب شتى، منها أن الألعاب الإلكترونية تجذب الأطفال بما توحيه إليهم من إثارة وحركة، وبما تستخدمه من رسوم وألوان، يشعر معها الطفل كأنه في مغامرة حقيقية، كما أن أفكار الألعاب الإلكترونية وموضوعاتها متنوعة، إذ تقدم أحياناً سباقات بأنواع مختلفة كسباق السيارات والدراجات، إضافة إلى أن الطفل يجد في هذه الألعاب مجالاً واسعاً لتحقيق أحلامه وبطولاته.
ومن أضرار الألعاب الإلكترونية العزلة الاجتماعية ونقص التواصل مع الأسرة مما يؤدي إلى نقص التواصل الاجتماعي والإصابة بمرض سوء التغذية، فالطفل لا يُشارك أسرته في وجبات الطعام معتمداً على الوجبات المتباعدة غير الصحية مثل الساندويتشات التي تسبب سوء الهضم بسبب جفافها وإصابة الجهاز الهضمي والعضلي، كآلام الظهر والرقبة، حيث أكدت العديد من الدراسات أن الإكثار من ممارسة الألعاب الإلكترونية يؤدي إلى مشكلات اجتماعية ونفسية كثيرة، تشمل فقدان العلاقة الأسرية وحدوث حالات من القلق والتأخر الدراسي، كما أن في تلك الألعاب الاختلال العاطفي، فأصبح الأطفال يواجهون خصوماً وهميين يكرهونهم بشدة ثم يغضبون عليهم بشدة ثم يريدون قتلهم أو الانتصار عليهم، أيضاً هناك أضرارا تتمثل في عدم انتظام في ساعات النوم، والتهاب في العينين، إلى جانب المخاطر التي يتعرض لها الطفل نتيجة للأشعة الضارة الصادرة من أجهزة الحاسوب، فضلاً عن أنها سبباً رئيسياً لازدياد السلوك العنيف وارتفاع معدل جرائم القتل والاغتصاب والاعتداءات الخطيرة في العديد من المجتمعات والشاهد ما نراه اليوم من عنف تعرضه وسائل الإعلام أو الألعاب الإلكترونية نفسها ويتم تقديمها للمراهقين والأطفال بصفتها نوعاً من أنواع التسلية والمتعة.
في المقابل نستطيع التقليل من تلك الأخطار عن طريق تحديد ساعات لهذه الألعاب بتنظيم الوقت، على أن تكون ساعات الألعاب الإلكترونية متباعدة، والجلوس بعيداً عن شاشة التلفاز، وربط ممارسة هذه الألعاب بالتفوق في الدراسة والفراغ من أداء الواجبات.
أخيراً هناك خطر يكمن في هذه الألعاب الإلكترونية وإنْ كانت تبدو ممتعة وتتيح التواصل الاجتماعي، إلا أنه يلزم الاهتمام في كيفية تحديد المحتوى المناسب لمختلف الفئات العمرية، وهنا مشاركة الوالدين هي المفتاح الرئيسي لتقليل الأخطار المحتملة التي يواجهها الشباب عند استخدامهم هذه الألعاب.