منوعات

بكل الوضوح فنان (نادر) الصفات والمواصفات


{ الفنان عندما يضيف للفن شخصيته وقتها فقط يستطيع أن يقول إنه نجح، والنجم الراحل “نادر خضر” من الفنانين النادرين الذين أضافوا شخصيتهم للفن. جاء بمذاق مختلف وأداء آخر، نجح في وضع أسلوب جديد في الغناء استوقف الجميع، وبصوته النادر وطريقته الأدائية المتفردة ساهم في ترسيخ الذوق التطريبي الرفيع، وترك أعمالاً غنائية عشقها الجميع ورددها بحب.
طيلة مسيرته الفنية أظهر تميزاً في منهجية سلوكه كفنان، ولم ينصاع إلى متاهات بعيدة عن إبداعاته، لأنه كان يدرك أن الفنان لا يتقدم إلى الأمام ولا يعلو باسمه ولا يصل بفنه فقط، إنما يتحلى بكل صفات الجمال. فكان مثالاً للفنان الملتزم بالخلق القويم والمتعلم والمهتم بثقافته ومظهره، كان يختار (شللياته) من الأخيار.
{ كان بالنسبة للجميع شخصية مثيرة للاهتمام، كان يملك ذكاءً وإصراراً لا يتوفران لدى أحد، وطيلة مراحل تدرجه الفني لم ينحرف يوماً نحو الهبوط والسقوط الذي يملأ الساحة الآن.

{ قيمة “نادر” في أنه كان يعلم جيداً قدر نفسه وإمكانياته الإبداعية، ولذلك استطاع أن يصنع منها شكلاً غنائياً خاصاً ومن خلاله امتحن الآذان السودانية، ونجح بتفوق في لفت انتباه الجماهير من جميع الأعمار.
{ “نادر” من الفنانين النادرين الذين تمتعوا بشياكة في الغناء، ظل يمتعنا بالاستماع لأغنيات الآخرين عبر صوته النادر بإحساس مختلف. كان يملك خصوصية تجسيد المعاني بصوت نابع من أعماق القلب، لم يكن مجرد صوت يغني بل كان يقوم بتشخيص الأغنية ويتوحد معها وكل من يستمع إليه تجده لاشعورياً يغرق في الانتباه لصوته النادر. وخلال مشواره الفني حرص على تقديم أغنيات راقية عاشت وستعيش في وجدان الناس.
{ من ناحية المظهر لم أرَ في حياتي قط فناناً في أناقته وشياكته، كان ذا أناقة لافتة حتى داخل منزله، وكان صاحب حضور طاغٍ على مسرح الغناء.
{ كلما أتت سيرة “نادر” في أي مجتمع في حياته وبعد مماته إلا وجدت حباً كبيراً له، كان الكل يحترمونه كباراً وصغاراً.
{ كل هذه الصفات والمواصفات جعلت “نادر خضر” يحلق بعيداً حتى صار في السحاب نجماً يشار إليه بالبنان جاعلاً بينه وبين أبناء جيله مساحة شاسعة، من حيث المكانة والمستوى الفني والتفرد الإبداعي والخلق القويم.
ألا رحم الله الفنان “نادر خضر” بقدر ما قدم من عمل.

 

 

المجهر السياسي