احلام مستغانمي

دموع !


نحن نملك دموعنا لا دموع من أحبّونا.. أمّا هي فلا تملك حتّى دموعها. ما يمنعها ليس خوفها من الإخفاق في بروفا البكاء، بل ما أورثوها من كبرياء في مواجهة الدموع.
ما كان جدّها ليتصوّرها يومًا واقفة خلف الميكروفون باكية، حتّى وإن كانت تؤدّي أكثر أغاني مروانة حزنًا. قد يغفر لها الغناء، لكن لن يغفر لها البكاء، ففي مروانة، عن حياء، لا يبكي الناس إلّا غناءً.يأتون الحياة وهم يغنّون، صرختهم الأولى بداية شجنٍ يستمرّ مدى العمر. فالحزن في جموحه يغادر مآقيهم ليتحوّل في حناجرهم مواويل. لذا، هم منذورون للفجائع الكبرى، فالعواطف العاديّة، كما الخسائر الصغرى، لا تصنع لديهم أغنية. في تطرّفه، يعطيك المرواني انطباعًا بلامبالاته بهموم الحياة. في الواقع هو يحوّل همّه الأكبر غناء، ما لا يغنّيه ليس همّه.. إنه يُهين كلّ ما لا يُغنّيه.
” الأسود يليق بك ”