عبير زين

أهل بورتسودان (فينا خير)!


مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (262).

نحنُ في السودان كلما تضيقُ بنا الأحوال تتسع قلوبنا البيضاء و تنشط الأيادي الخضراء وتنتعش نوايا الخير لإحياء خصلة التكافل والترابط والمشاركة بين أفراد المجتمع، وكما أن في الخرطوم جمعيات خيرية تعمل بمجهودات شبابية ذاتية فللولايات أيضاً مجموعاتها التي تسعي لزرع الخير في مواضع الجفاف ليحصده الجميع ويشملهم دون فرز.

جمعية (فينا خير) إحدى هذه المجموعات التي تعمل في صمتٍ وكدٍ لعامها الرابع على التوالي في خدمة أهالي ثغر السودان الباسم، تأخذ الفضل من ذوي السعة لتوفير الدعم لذوى الحوجة والإفتقار، هي جمعية خيرية لا تنتمي لاي جهة سياسة ولا قبلية قوامها شباب من الجنسين من أبناء وبنات هذه الولايه يحركهم الإحساس بالمسئولية تجاه مجتمعهم وأهلهم، وقد نشأت الفكره في شهر ديسمبر من العام 2011 عبر قروب (بورسودان مدينتي) علي موقع التواصل الاجتماعي.

كانت أول بصمة ملموسة يضعها هؤلاء الشباب هي حملة تأهيل مستشفي الاطفال ببورتسودان ومن ثم تم تسجيل الجمعية في مفوضية العون الانسانى وبدأت انطلاقتها رسمياً في درب الخير وحصدت حتى الآن ما يُقارب من 35 حملة خيرية غير الحملات السنويه الثابته التي تشمل توزيع كيس الصائم وشراء ملابس العيد للاطفال اليتامي وأبناء المعسورين وتوزيع لحوم الاضاحي، بالإضافة لإقامة أيام صحية للعلاج المجاني بإستمرار بأحياء بورتسودان الطرفية وتستهدف أكتر من 2000 مريض، بل وتعمل الجمعية بشكل خط طوارئ ساخن تستقبل الإتصالات علي مدار الساعه لتمد يد العون للمرضى المعسرين داخل كل أقسام مستشفي بورتسودان وتقوم بدفع تكلفة إجراء العمليات والفحوصات وتوفير الأدويه المطلوبة للمرضى ويكون المريض تحت كفالتهم حتي يبلغ الصحه.

لم تتوقف جهود هؤلاء الشباب عند هذا الحد بل تعدتهُ إلى الصعود لمشارف البث التلفزيوني لتوسيع دائرة الخير، فكانت إنطلاقة برنامج (فينا خير) قبل حوالي إسبوعين علي قناة البحر الأحمر الفضائية، ويهدف البرنامج إلى عرض الحالات المستعصية على الجمهور واهل الخير لتلقي الدعم المادي، كما أن لدى المجموعة لجنه خاصة في مركز غسيل الكلي ببورتسودان و تقوم إسبوعيا بحملة دعم لمرضى الغسيل في شكل وجبة غذائية وتجتهد لتوفير مايحتاج اليه المركز من فتره لأخرى، بالاضافه لبعض الاعمال المتفرقه التي تقوم بها الجمعيه مثل إنشاء مصلي (حنيش) وبناء فصل بمدرسه (حنيش المختلطة).

همسة: سيظلُ الخير فينا ماثلاً إلى قيام الساعة مادام فينا شباب كهؤلاء، وتبقي نوايا الخير حيةً لا تموت!