عمر الشريف

حقا نحتاج لحفل تنصيب !


يستعد حزب وحكومة المؤتمر الوطنى للإنجاح حفل تنصيب الرئيس عمر البشير للولاية الخامسة إذا احتسبنا فترة الحكم للولاية خمس سنوات وهذا يعتبر تمديد وليس بتنصيب , الرئيس هو رئيس حزب المؤتمر الوطنى والمؤتمر الوطنى هو الحزب الذى استلم السلطة فى عام 1989م بغض النظرعن انشاق واختلاف بعض قياداته . هنيئا للسيد الرئيس الفوز فى الانتخابات التى تم مقاطعتها وعدم تكافؤ منافسيها ويحق للمؤتمر الوطنى أن يقيم الاحتفالات ويقدم الدعوات لضيوفه .

إحتفال التنصيب حسب ما تم نشره حتى الآن يحضره أكثر من 15 رئيسا و76 حزبا و60 الف مشارك فى وقت يعانى فيه السودان من أزمة الغذاء والدواء والغاز والغلاء الشديد ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك وفصل الخريف والسيد الرئيس ورؤساء وأعضاء لجنة الاحتفال يتابعون أحداث الرزيقات والمعاليا وحوادث الطرق المميته وتفاعل شباب شارع الحوادث بالخرطوم او المدن السودانية وأحداث الجامعات . السيد الرئيس لا يحتاج لتنصيب لانه فى سدة الحكم أكثر من ربع قرن والشعب السودانى فى أشد الحوجة لتكاليف الحفل فى كثير من المشاريع والمرافق التى تخدم المواطن والوطن .

نرحب بالاخوة الاشقاء والاصدقاء رؤساء وممثلين ومندوبين فى بلدهم الثانى السودان فى أى وقت ومن غير دعوة وهم محل حفاوة وتقدير من الحكومة والشعب وهم يعرفون السودان وأهله . ليس تقليلا فى تنصيب الرئيس ولا مكانة هؤلاء الضيوف لكنهم يعلمون السودان الذى كان يصدر القطن والصمغ والفول والثروة الحيوانية كان حينها الجنيه السودانى يعادل ثلاثة دولار ، السودان الذى كان يجمع المؤتمرين ليتخذوا قرارا شجاعا وتاريخيا ويقارب بين الاشقاء فى الانشقاقات العربية والاسلامية ، السودان الذى كان يقدم المعلمين والاطباء الذين يشهد لهم التاريخ والاجيال بكفاءتهم ومكانتهم . اليوم أصبح بسبب حب السلطة والطمع والفساد والقبلية والسياسة بلد كله احزاب وحركات مسلحة وطابور خامس يعمل لتدمير البنية التحتية وتكالب عليه الاعداء بالقرارات الجائرة والمقاطعة الظالمة وهجرته الكفاءات الوطنية والخبرات النادرة وهو اليوم يحتاج لتصحيح وإعادة هيكلة وتنصيب مبادىء وحزم ووطنية .

مشكلة السودان اليوم ليس رئيسا او تنصيب رئيس وإنما وطنية ونفوس مؤمنة بالله فى سره وعلنه تحارب الفساد وظلم العباد وتعمل على التنمية والاستقرار من غير حزبية وقبلية . دعم البنوك والمؤسسات والاحزاب لهذا التنصيب المفروض أن يوجه للمشاريع الانتاجية وتحسين سبل المعيشة وبسط الأمن فى مناطق النزاعات ومحاربة البطالة ودعم الصحة وتوفير مياة الشرب والخدمات ودعم القوات المسلحة والشرطة وتحسين الطرق والنهوض بالطيران المدنى وإعادة تأهيل المشاريع الزراعية والسكك الحديدية ليس للمهرجانات والبذخ وإثبات الشرعية . تكلفة هذا الاحتفال لا تقل عن مليارين من الجنيهات من استقبال وضيافة ومهرجان ناهيك عن احتفالات الولايات .

كنا نتوقع فى ظل هذه الظروف والانفتاح الخارجى للحكومة أن تجعل هذا الاحتفال مبسط ويكون احتفال دعم وليس احتفال إنفاق وتبدأ ولاية الرئيس بترشيد الانفاق وفتح مشاريع تنموية وإنتاجية يستفيد منها المواطن والوطن وتشكيل حكومة شبابية وطنية مخلصة تعيد مجد ومكانة السودان . حادثة شارع الحوادث مهما كانت رؤيتها لكنها أثبتت أن هناك شباب يهمهم المواطن والوطن وهناك ايادى للخير ممتدة وقلوب بالايمان والاخلاص نابضة وهى حادثة إن لم تكن الاولى فى حدثها لكنها إعادة التكافل والترابط والتلاحم الوطنى وهو ما تتطلع له الحكومة . نتمنى أن يصدر السيد الرئيس قراراته بترشيد وتخفيض تكاليف هذا الحفل لان الحفل والتكريم الحقيقى هو الفوز برضاء الله ودخول جناته والحفاظ على رعيته ومن تواضع لله رفع قدره ليس الحفل هو أنارة وديكور وبذخ وصرف من غير ضرورة وحتى لا يستغله البعض لمصلحتهم وحاجتهم . حقا نحتاج لترتيب وترشيد وليس حفل تنصيب .


تعليق واحد

  1. لكن كيف الكلام دا فلابد من حفل التتنصيب للرئيس وهل الزواج في كل مرة ممكن يجعله بدون مراسيم؟اذا فقط علي حفل التنصيب بسيطة وإن شاء الله بعد دا يختفي الفساد انت قلت(الاحتفال لا تقل عن مليارين من الجنيهات ) والخبر يقول وألزمت رئاسة الجمهورية من اتحاد المصارف المساهمة في حفل تنصيب عمر البشير بمبلغ قدره مليار ونصف المليار جنيهاً سودانياً.والمصدر هو

    http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-195665.htm