مقالات متنوعة

بخاري بشير : التعليم الخاص .. (غول) يفترس جيوب الأسر!


مع انطلاق اقتراب انطلاق العام الدراسي نعيد نشر هذا العمود الذي نشر في الأسبوع قبل الماضي
# أوشك شهر مايو على الإنقضاء؛ وهاهو يمضي مسرعاً وقد انصرم نصفه؛ وبانقضاء شهر مايو يطل علينا شهر يونيو الشهير بفتح المدارس لأبوابها؛ وبداية انطلاق العام الدراسي الجديد.. وقد أعلن وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم عن بدء العام الدراسي في السادس من يونيو القادم.
# بداية العام الدراسي عند كثير من الأسر السودانية ترتبط بتوفير التزامات المدارس المكتبية وتهيئة الطلاب نفسياً لقطع الإجازة الصيفية والتي تمتد غالباً في السودان منذ فبراير وحتى الموعد المضروب لإستئناف العام الدراسي.
# لكن من أكثر العقبات التي تقف سداً منيعاً أمام الأسر؛ هي توفير الرسوم الدراسية؛ وهنا أعني (المدارس الخاصة) التي أصبحت أكثر من مدارس الحكومة؛ وذلك باعتراف السيد الوزير نفسه في تصريحات سابقة أن التعليم الخاص سيصل حجمه الى 70% بينما يظل التعليم الحكومي في نسبة 30%؛ .. وذكرنا حينها حتى بح صوتنا أن هذا من مؤشر خطير سيطيح بمجانية التعليم التي نادت بها الدولة.
# نعود الى مسألة رسوم المدارس الخاصة والتي يدرس فيها عدد كبير من الطلاب؛ لأن الأسر أصبحت تجتهد في أن يقرأ أبناؤها بالمدارس الخاصة؛ التي استحوذت على خيرة الأساتذة المدربين والمؤهلين؛ نظير ما تقدمه لهم من رواتب تفوق كثيراً رواتب التعليم الحكومي.
# وظلت ادارات المدارس الخاصة تجتهد؛ خاصة بعد التوقيت الذي يلي إعلان نتائج امتحانات الأساس أوالثانوي للإسراع بالإعلان عن ما حققته من نتائج (باهرة) عبر مختلف وسائل الإعلام؛ من خلال إعلانات مدفوعة الثمن؛ تماماً كما يحدث هذه الأيام.
# والغرض من هذه الإعلانات المدفوعة هو الوصول الى قلوب وأمزجة أولاياء الأمور؛ لحصد أكبر عدد من الطلاب المستوعبين سواء كان ذلك لأول مرة بالمستوى الأول أو المستويات الأخرى.. والغرض واضح ولا يحتاج الى إمعان التفكير.. فكل هذه المدارس تبحث عن الربح؛ لأنها لم تقم إلا لهذا الهدف.
# كثير من المدارس لا تهتم بالبيئة المدرسية اللازمة لإخراج طلاب مكتملي التأهيل؛ وجولة سريعة لأغلب مدارس الخرطوم (الولاية) تكشف بوضوح الإنعدام الكامل لميادين المناشط الرياضية؛ وغياب المعامل والجمعيات الأدبية والفنية.
# المدارس الخاصة بولاية الخرطوم صارت غولاً يفترس (جيوب) الأسر؛ ويسود فيها مبدأ “اذا لا تملك المال حوّل ابنك الى مدرسة حكومية”؛ وطبعاً هذا المال المقصود يزيد في كل سنة حتى قصم ظهور أولياء الأمور.. بل أن الأدهى والأمر أن فئات الرسوم الدراسية تختلف من مدرسة الى أخرى؛ والمتحكم الوحيد في هذه المعادلة هو إدارة المدرسة التي وضعت نصب عينيها تحقيق أكبر قدر من الكسب.
# وبخلاف الرسوم الدراسية هناك ما يسمى برسوم التسجيل؛ وهذه بالذات (تقطعها) إدارة المدرسة من رأسها؛ وهي لمن لا يعلم أهم من الرسوم الدراسية؛ حيث يتم تحصيلها أولاً وقبل كل شئ.
# المؤسف أن كل هذه (المغالاة) التي تدفعها الأسر السودانية من (حر مال) فقرها لـ (وحوش) التعليم؛ تحدث أمام بصر وسمع الوزارة؛ التي أصبحت بقدرة قادر (مشجع) أساسي للتعليم الخاص على حساب التعليم الحكومي.