مزمل ابو القاسم

سلحفاة النت


* كثيراً ما تتهم الصحف بالسكوت عن الإخفاقات التي تلازم عمل شركات الاتصالات، بادعاء أن تلك المؤسسات تمثل المعلن الأكبر للصحف، وبالتالي فإن إرضاءها يتم بالتغاضي عن سوءاتها، والسكوت عن أي قصور يبدر منها.
* لست معنياً بالتطرق إلى كثرة انقطاع الاتصال أثناء المحادثات مؤخراً، علماً أن الحصول على مكالمة مكتملة وواضحة الصوت بات مطلباً صعب المنال حالياً، ناهيك عن الصعوبات التي تكتنف خدمات التجوال الدولي وسواها.
* تتعلل شركات الاتصالات بالعديد من المسببات لتبرير عدم قدرتها على تحسين أدائها، وتطوير شبكاتها للإيفاء بحاجات مشتركيها، ومن أبرزها صعوبة تحويل العملات الأجنبية من وإلى السودان، وتأثيراتها السالبة على استيراد قطع الغيار والمعدات اللازمة لتطوير عمل الشبكات.
* هناك جزئية أخرى تتعلق بسوء الخدمات المتعلقة بالإنترنت، وتخلفها الشديد بالمقارنة مع ما يحدث في العالم من حولنا.
* خدمة الإنترنت عندنا أبطأ من سلحفاة عرجاء، علماً أن مقياس سرعة الإنترنت أصبح من أهم معايير قياس مدى تطور الدول أو تخلفها حالياً.
* يحتل السودان المرتبة (173) من أصل (187) دولة في تصنيف سرعة الإنترنت عالمياً، (وفقاً لتقرير أكامي)، والذي تتصدره هونغ كونغ، (وليس أمريكا ولا أي دولة أوروبية) بـ(49.2) ميغابايت في الثانية، مقابل (85. ميغابايت) للسودان!
* تلك المرتبة المتأخرة – بل والمخجلة- توضح لنا أسباب تخلف كل الخدمات المتعلقة بالنت في السودان.
* أصبحت الشبكة العنكبوتية بوابة لكل العلوم والخدمات الإلكترونية، وبالتالي فإن تخلف خدماتها وبطء شبكاتها يؤثر سلباً على قدرة الأفراد والجماعات وحتى المؤسسات الخاصة والعامة في تطوير أدائها، مثلما يحد من قدرة الباحثين على بلوغ المعلومات التي يرغبون فيها من محركات البحث وسواها، لأن (السلحفاة) السودانية لا تساعدهم على نيل مبتغاهم.
* يلاحظ كل المتعاملين مع المؤسسات التي تقدم خدمات إلكترونية كثرة الأعطال التي تطال الشبكات، وتوالي تردد عبارة (الشبكة طشت) يومياً، الشيء الذي يتسبب في إهدار الوقت والجهد، وتأخير الحصول على الخدمة.
* خدمات الصرف الآلي وشراء الكهرباء والتحويلات البنكية واستخراج الوثائق الثبوتية تتأثر جميعها ببطء الإنترنت، ليدفع المواطنون الثمن على حساب وقتهم وأعمالهم.
* الشركات التي تقدم خدمة الإنترنت في السودان تشكو من كثرة الرسوم والضرائب التي تفرضها الحكومة على تلك الخدمة.
* هنا ينبغي على الحكومة أن تتفهم حقيقة أن الحصول على إنترنت سريع لم يعد ترفاً، بقدر ما أصبح لازماً مهماً لتطوير الأعمال والخدمات في شتى المجالات.
* مساعي الدولة لتطبيق مقترح (الحكومة الإلكترونية) ستصطدم بسوء خدمات الشبكة العنبكوتية، إذ لا مجال لإحداث أي ثورة في عمل الخدمة المدنية بخلاف تحسين حال الإنترنت، وزيادة سرعته، ومساعدة الشركات التي توفره على زيادة طاقتها الاستيعابية، وإزالة العقبات التي تكتنف طريق تطوير الخدمة.


تعليق واحد

  1. كلامك حقيقي ..المعاناة مستمرة مع الاتصالات باشكالها من مكالمات الي خدمة الانترنت رغم ارتفاع التعرفة في السودان ..ربنا يصلح الحال