مصطفى أبو العزائم

قمة أصدقاء السودان


تشهد(الخرطوم) حدثاً فريداً في الثاني من يونيو المقبل وهو تنصيب المشير عمر حسن أحمد البشير لفترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات وتأتي فرادة الحديث من مشاركة أكثر من عشرين زعيماً عربياً وأفريقياً وعالمياً في حفل التنصيب ونتوقع ان يكون من بينهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, أو ولي العهد السعودي أو ولي ولي العهد وفي هذه المشاركة دلالات كثيرة أبرزها عودة السودان الى المحيط ا لعربي ليأخذ مكانته المفقودة طوال السنوات الماضية من عمر الانقاذ لاختلاف الرؤى والتفسيرات حول بعض المواقف الحكومية السودانية من قضايا لم يرد الاشقاء العرب أن تقف فيها الخرطوم موقفاً توفيقياً بين معسكرين مختلفين مثلما حدث في حرب الخليج الثانية والموقف من نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين –رحمها لله- ثم موقف الخرطوم من طهران وهو ما يزعج الاشقاء العرب مثلما يزعج(واشنطن) التي ترى في كل نظام الحكم الايراني مهدداً حقيقياً لأمن اسرائيل.
نتوقع مشاركة سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر التي باتت تلعب دوراً مفتاحياً ومحورياً في المنطقة بل كونت لنفسها رصيداً سياسياً كبيراً لدى الشعب السوداني من خلال مواقفها الخاصة باتفاقيات سلام دارفور التي كانت(الدوحة) مركزاً للتفاوض حولها, وكان سمو الأمير الأب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عرابها, وهذه المشاركة تبعث برسائل عديدة لأكثر من طرف يهتم بالشأن السوداني.
لن يغيب الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي وان كان برنامجه يحتم عليه زيارة برلين يومي الثالث والرابع من يونيو القادم لكن ذلك في تقديرات المراقبين لا يمنع مشاركة الرئيس السيسي في حفل التنصيب قبل زيارته المرتقبة الى ألمانيا بيوم واحد خاصة وانه سبق ان زار الخرطوم لساعات عند التوقيع الاطاري على اتفاقية سد النهضة التي لعب السودان دوراً مهماً في انجازها.
لن يغيب رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي ميريام ديسالين عن هذا الحدث بالتأكيد رغم انشغاله وكل الشعوب الاثيوبية بالانتخابات العامة وعمليات الفرز والنتائج وتشكيل البرلمان المركزي والمجالس النيايبة المحلية وتشكيل الحكومة لكن العلاقة مع الرئيس السوداني عمر البشير هي علاقة خاصة كما يفسرها الاشقاء في اثيوبيا.
ولن يتغيب بالتأكيد السيد اسياس افورقي رئيس دولة اريتريا للروابط بين الشعبين وللعلاقات التي قويت بين أسمرا والخرطوم خلال السنوات الماضية بما أتاح لأبناء الشعبين التنقل بين البلدين بالهويات الوطنية.
تشاد ستشارك في عملية التنصيب ولن يكون مستوى التمثيل أقل من الرئيس إدريس ديبي الذي تجمعه بالرئيس البشير علاقات خاصة حتى ان اقامة الرئيس البشير في العاصمة(إنجمينا) كان داخل منزل الرئيس(ديبي) عندما تم تنصيبه لفترة رئاسية جديدة وكنت وقتها ضمن الوفد الصحفي الذي رافق السيد رئيس الجمهورية في تلك الرحلة قبل سنوات قليلة.
المشاركات لن تقف عند هذا الحد وستكون واسعة لتشمل مشاركة رؤساء دول شقيقة وصديقة وكل دول الجوار ومشاركات عربية رفيعة من دول مجلس التعاون الخليجي الى المغرب وموريتانيا غير التمثيل الرفيع للجامعة العربية ومشاركة الأمم المتحدة في هذا الاحتفال خاصة وأنها شاركت قبل خمسة أعوام باثنين من ممثليها في تنصيب الرئيس البشير بعد إنتخابات 2010م.
حفل تنصيب البشير, له أكثر من دلالة ويحمل أكثر من دلالة مثلما أشرنا من قبل خاصة بعد ان تحسنت علاقات الخرطوم بكل دول الجوار تقريباً عدا دولة جنوب السودان التي لابد ان يشارك رئيسها الفريق سلفاكير ميارديت في حفل تنصيب المشير البشير سعياً منه لأن تلعب الخرطوم دوراً في وقف حمامات الدم بين الاخوة الاعداء في دولة الجنوب.
احتفالات تنصيب البشير ستكون فرصة للرئيس نفسه ولحزب المؤتمر الفائز في الانتخابات العامة لارسال رسائل سياسية لحلفائه وخصومه معاً في الداخل والخارج وفرصة لأن تنعقد قمة – غير رسمية- يمكن ان نطلق عليها اسم قمة أصدقاء السودان.


تعليق واحد

  1. يا ريت لو تدينا اسماء 3 دول ممكن تكون حليفة للسودان, صحيح انتهى عصر الصحافة في السودان !! .