تحقيقات وتقارير

مبادرة شارع الحوادث .. الآن حصحص الحق


قبل عدة سنوات كان الصيني وعدد من رصفائه عائدين لتوهم من الجامعة وبالقرب من مستشفى جعفر ابن عوف استنجدت بهم امرأة في العقد الرابع من عمرها مطالبة إياهم بمساعدتها في ستر جنازة طفلها الذي اسلم الروح لبارئها في ذاك التوقيت باعتبار ان ضيق ذات اليد لا تمكنها من ستر جنازة ابنها كان الصيني ورصفائه في الموعد وكحال الطلاب وجدوا أنفسهم في مهمة خيرية فما كان منهم إلا وأن باعوا احد هواتف الشلة لأقرب بائع تحويل رصيد ومن ثم ستر جثمان الطفل تبرز على عقولهم فكرة (جهنمية) وهي تكوين مبادرة لمساعدة المرضى والأطفال خاصة الفقراء منهم. حتى وصل عدد متطوعي مبادرة شارع الحوادث بالداخل والخارج .. قبل عام ونصف قرابة الثلاثين ألف متطوع.

جلبة كثيرة صاحبت الأيام الماضية قيام المبادرة بإعادة تأهيل عنبر العناية المكثفة بمستشفى محمد الأمين حامد بأم درمان في بلد تعاني من قلة أسرة العناية المكثفة وكم من مريض ومريضة لفظوا أنفاسهم مؤخراً جراء عدم توفر »أسرة العناية المكثفة والتي تصل أسعارها لتنويم المريض في ليلة واحدة وبالمشافي الخاصة الى مبالغ ضخمة ولا يقتصر العمل الصحي في البلاد على الجهد الرسمي فقط وإنما كثير من المنظمات والمؤسسات الخيرية لديها بصمات ومساهمات واضحة جداً في دعم العمل الصحي والتي تقوم بتشييد أقسام بالمستشفيات الحكومية ومخيمات علاجية على غرار مخيم عمليات القلب الذي دأبت منظمة سند الخيرية ومنظمة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية بمركز القلب القومي ومستشفى ود مدني للقلب وكذلك مخيم الشفة الارنبية الذي تنظمه الجمعية الطبية الإسلامية كل عام عبر أطباء أمريكان وأتراك مسلمين جلها ساهمت في شفاء عدد كبير من المرضى والأطفال على الخصوص. وبدا واضحا ان مبادرة شباب شارع الحوادث نالت الإعجاب من كثير من الفئات وذلك في سرعة تفاعل المتبرعين لجهة توفير مبالغ لإجراء عمليات عاجلة لأطفال صغار أو توفير أدوية على جناح السرعة فآلاف الأطفال استفادوا من دعم المبادرة وتشير المصادر إلى أن شباب الحوادث وجد الإشادة والإعجاب من رسميين من بينهم وزير صحة ولاية الخرطوم الحالي والذي قدم قبل فترة للمبادرة شهادة تقديرية باعتبارها لا تنفصل عن المبادرات الاجتماعية. ويقول عضو المبادرة إبراهيم فزع لـ »ألوان« أن مثل هذه الإعمال ليس لها أدنى علاقة بالميول السياسي للمتبرع أو العضو لافتاً إلى ان المتطوعين مجاهدين وإسلاميين ومنهم يساريين مشيراً إلى أن الهدف النبيل هو مساعدة الأطفال المرضى فيما يؤكد مصدر مطلع بإدارة الإعلام بوزارة الصحة بولاية الخرطوم أن افتتاح تأهيل العناية المكثفة بمستشفى محمد الأمين حامد جاء بطلب رسمي وموافقة الوزارة. ينبري الناطق الرسمي بوزارة الصحة بولاية الخرطوم د. المعز حسن بخيت مؤكداً عدم وجود اي اتجاه لعمل تحقيق مع شباب شارع الحوادث مشيراً إلى أن الوزارة لا تعمل بسياسة دس المحافير وان وزير الصحة بروفيسور مأمون حميدة كانت ابرز توجيهاته وسياساته مشاركة المجتمع في خدمة المواطن مستشهداً بدعم المجتمع لمستشفيات البلك وإبراهيم مالك، والنو وأحمد قاسم ومستشفي محمد الأمين حامد. وأضاف بخيت بأن تأهيل العناية المكثفة بمستشفى محمد الأمين حامد كان عملاً تشاركياً مع مبادرة شارع الحوادث وفي ذات المستشفى عملت مع أخوة كرام في إنشاء مركز غسيل الكلي للأطفال بتكلفة تجاوزت الـ4 ملايين من الجنيهات. وأعلن معز بأن الوزارة تفتح أبوابها لكل الخيرين وشباب السودان للعمل جنب الى جنب لرفعة الصحة في عمل تشاركي تقوم به الوزارة ممتدحاً مساهمة مبادرة شارع الحوادث. فيما أبدى المدير العام لمستشفى محمد الأمين حامد د. معاوية الطيب أسفه تجاه اللغط الذي حدث في مسألة المشاركة المجتمعية التي قام بها شباب الحوادث وكانت المبادرة لإعادة التأهيل وليس للإنشاء وان إدارة المستشفى سمحت لشباب المبادرة بتنفيذ هذا الأمر.

تقرير : ابوبكر محمود- الوان


‫2 تعليقات

  1. بدون خجله يا معز تذكر كل هذه
    المبادرات من الخيرين اي الحكومة ولماذا تكون هنالك احتفالية لتنصيب البشير وانتم تعلمون انه فائز سلفا في انتخابات مضروبه ومكشوفة بصور لم يحدث مثلها في كل دول
    العالم تنصيب بذخي وسوف يكون حفل راقص.
    وبعدين انت ووزير الصحة حميدة
    اذا لم تستطيعوا الانتقام من هؤلاءالشباب من يضمن نجاتهم من جهاز الامن وانا اقولها حهاز امن البشير لم يتركم كم فعل مع غسان حننتظر