تحقيقات وتقارير

الرؤساء الأفارقة.. زعماء بلا (سقوفات) زمنية


تتمتع القارة الإفريقية بصفة الرؤساء الأطول بقاء على كرسي السلطة في العالم، ، الفعل الذي جعل الاتحاد الإفريقي يصرح مؤخراً بأن ثمة اتجاه إفريقي لاقتراح تحديد ولاية الرؤساء وتحريم تعديل الدساتير، إذ أكد مدير مركز القرن الإفريقي المقرب من دوائر الاتحاد الإفريقي محمد طه توكل، عزم مجموعة من النخب الإفريقية تقديم مقترح مفاجئ للقمة الإفريقية الـ(25) المقامة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا الشهر القادم، ينص على تحريم تعديل دساتير الدول الإفريقية، وتحديد ولاية الرؤساء الأفارقة في دورتين فقط.

الخرطوم تمتنع:
في الوقت الذي توقع فيه البعض أن يسهم المقترح حال تمت إجازته في تكريس الديمقراطية بالقارة الإفريقية وتجذير الاستقرار السياسي، أعلنت الخرطوم على لسان مندوبها الدائم بالإتحاد الإفريقي السفير عثمان نافع، أن الخطوة في حد ذاتها لا يمكن النظر فيها حال تم تقديم المقترح، لجهة أنها لا تحسم بين يوم وليلة _ بحسب تعبيره _ وقال لـ(ألوان) أمس: كما أنها تمس السيادة الوطنية للدول، كاشفاً عن خلو جدول أعمال القمة من المقترح، حكم زيمبابوي:
رئيس زيمبابوي روبرتو موجابي قضى (28) عاماً في كرسي الحكم، ويعتبر الرئيس الأفريقي الوحيد الذي يعاديه الغرب والولايات المتحدة الأمريكية ولا يزال على كرسي بلاده، يحكم روبرتو موجابي (91 عاما) بلاده زيمبابوي منذ العام 1987، بعد مشوار نضالي كبير من خلال حزب ماركسي لينيني في الستينات، اشترك موجابي في الانتخابات عام 1980 ليصبح أول رئيس وزراء لبلاده، ثم ثاني رئيس لها عام 1987 ويستمر حتى الآن، فقد فاز في انتخابات أغسطس 2013 بولاية سابعة حتى العام 2018، وعندما تنتهي ولايته السابعة سيكون قد حكم بلاده لمدة ثمانية وثلاثين عامًا.

حكم أنجولا:
جوزيه إدواردو دوس سانتوش (72 عاما) الرئيس الحالي لجمهورية أنجولا، تولي السلطة منذ 36 عاما فقد وصل إلى حكم أنجولا في 21 سبتمبر 1979، وهو أيضا رئيس الحركة الشعبية لتحرير أنجولا (إمبلا MPLA)، وكانت وسائل الإعلام الرسمية الأنجولية في2 سبتمبر 2012، قد أعلنت فوز الرئيس سانتوش بالانتخابات الرئاسية وبموجب دستور جديد طبق عام 2010 يعني فوز حزب الحركة الشعبية لتحرير أنجولا انتخاب دوس سانتوش الذي بلغ السبعين من عمره في ذلك العام لفترة خمس سنوات أخرى.

حكم غينيا:
تيودورو أوبيانج نجيما مباسوجو، (العمر 72 سنة) رئيس دولة غينيا الاستوائية منذ 1979، أي أن مدة حكمه تصل 36 سنة، وانضم إلى العسكرية خلال فترة الاستعمار الإسباني، كما ارتاد الأكاديمية العسكرية في زاراجوزا إسبانيا، عندما كان حاكما عسكريا لجزيرة بيوكو ونائب وزير القوات المسلحة أطاح بسلفه فراسيسكو ماسياس نغوما في 3 أغسطس 1979، أسس حزب غينيا الاستوائية الديمقراطي في 11 أكتوبر 1987، وهو رئيسه حتى الآن.

حكم الكاميرون:
الرئيس بول بيا، وصلت سنوات حكمه للكاميرون 33 عاما فقد تولي السلطة في 6 نوفمبر 1982 عقب استقالة الرئيس أحمدو أهيجو، تعرض لمحاولة انقلاب من أنصار أهيجو، لكنه واجهها بحملة تطهير ضد كل من تعاطف مع الرئيس السابق، في عام 1992 وبسبب الضغوط الداخلية والخارجية وافق على إجراء انتخابات بمشاركة جميع الأحزاب، أعيد انتخابه في 1997 و2004، وسط ادعاءات خطيرة ضده تتهمه بالفساد والغش وبالجرائم ضد الإنسانية.

حكم أوغندا:
الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني (70 عاما)، يحكم أوغندا منذ عام 1986 وحتى الآن ليكون رئيساً لمدة ثمانية وعشرين عاماً، وقد وصل إلى الحكم عبر جيشه من المسلحين جيش المقاومة الوطني، ويسعي الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني للترشح لولاية جديدة في انتخابات 2016، ويقول أن أوغندا محظوظة بوجوده.

حكم تشاد:
الرئيس التشادي إدريس ديبي (63 عاما) رئيس تشاد ورئيس حركة الإنقاذ الوطنية، ينتمي لقبيلة الزغاوة التشادية – السودانية، أرسل إلى فرنسا للتدريب، واستولى على الحكم في ديسمبر سنة 1990، قام بتعديل الدستور وبموافقة شعبية عارمة، حيث رشح نفسه لفترة رئاسية ثالثة، مما أثار استياء المعارضة، ووصفت فترة رئاسته بالاستقرار الأمني والتحسن الاقتصادي الملموس، ويعتبر وصوله للحكم فترة انتقالية بين الدكتاتورية إلى الديمقراطية ومن إنجازاته استخراج البترول التشادي عام 2003 وكذلك في عهده انطلقت أول قناة فضائية للتليفزيون التشادي عام 2009م.

حكم إريتريا:
أسياس أفورقي (69 عاما) 24 عاما في حكم البلاد فهو أول رئيس لاريتريا منذ استقلالها عن إثيوبيا في 24 مايو 1991، بعد كفاح طويل ونضال مسلح استمر 30 عاما، ومنذ استقلالها عن إثيوبيا في عام 1993 حكم إريتريا كدولة حزب واحد من قبل الرئيس أسياس أفورقي، الذي لا يطيق المعارضة.

حكم جامبيا:
تولى يحيى جامع رئاسة جامبيا منذ 1994، وهو في عمر الـ(31) بعد سنتين من رئاسته لمجلس القوات المسلحة، الذي استولى على الحكم عبر انقلاب غير دموي عام 1994 حيث أسس لواحد من أكثر الأنظمة القمعية في أفريقيا حسب منتقديه، وفي 5 مارس 2014 قال رئيس جامبيا يحيى جامع: إن بلاده ستتوقف عن استخدام اللغة الإنجليزية كلغة رسمية، لأنها «إرث استعماري» ولم يوضح أي لغة أخرى ستحل مكان الإنجليزية.

حكم الجزائر:
عبد العزيز بوتفليقة (78 عاما)، الرئيس الثامن منذ استقلال الجزائر، تولي حكم البلاد منذ عام 1999، وفي 23 فبراير 2014 أعلن وزيره الأول عبد المالك سلال ترشحه لعهدة رئاسية رابعة، ويعاني بوتفليقة من أزمة صحية، لذلك تطالب المعارضة بتنحيه عن الحكم، وسط انتشار أنباء عن توريث السلطة بالجزائر من الرئيس بوتفليقة لشقيقه الأصغر سعيد بوتفليقة.

خطوة في الاتجاه الصحيح:
المحلل السياسي المقرب من دوائر الإتحاد الإفريقي عمار عوض شريف ذهب في حديثه لـ(ألوان)أمس، من مقر إقامته بعاصمة الضباب لندن، إلى أن اتجاه القارة الإفريقية لإقرار قانون يحدد عدد سنوات ولاية الرؤساء الأفارقة هو خطوة في الاتجاه الصحيح لتوطين الديمقراطية في أفريقيا فكل المشاكل التي تعاني منها القارة تبدأ من تشبث القادة الأفارقة بالسلطة ودوننا ما حدث قبل أيام من ثورة شعبية واقتتال وهناك أيضا نمازج مشرقة مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا وتنزانيا ومقترح الاتحاد الأفريقي الأخير يصب في هذا الاتجاه وهو أمر لا يمس سيادة الدول بأي حال من الأحوال خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن الدولة القطرية بمفهومها السابق بدأت في التراجع لصالح القوانين الدولية والإقليمية التي تسود العالم حاليا.

تقرير : أكرم الفرجابي
صحيفة ألوان


‫2 تعليقات

  1. تحدث كاتب المقال عن كل الدول ولم يكتب كلمه عن السودان لماذا؟

  2. يا عبدالعظيم … يا اخي …. البشير ده ما بيعدوا معاهم لانه اصغرهم منذ 89 …. يعني لسه ما كمل ال 30 سنة الاولى….