مزمل ابو القاسم

القوة المثالية


* رحم الله الملازم شرطة عوض زايد، الضابط المسؤول عن قسم شرطة منطقة (ود أب صالح) بمحلية شرق النيل، الذي استشهد أثناء أدائه لواجبه يوم أمس الأول، بعد أن تعرض لاعتداءٍ وحشيٍّ بالعصي، أسال دماءه الزكية، وأهدر شبابه الغض، وفطر قلوب أهله المفجوعين.
* في اليوم نفسه تناقلت وسائل الإعلام نبأ استشهاد الملازم شرطة وسام الرشيد، متأثراً بطلقٍ ناريٍّ، أصابه أثناء مشاركته في صد هجومٍ شنّه مسلحون على حقل (دفرة) النفطي بولاية غرب كردفان الشهر الماضي.
* لزم وسام مستشفى الشرطة مستشفياً أكثر من شهرٍ، قبل أن يلاقي ربه راضياً مرضياً، وشهيداً بإذن الله.
* أكدت حادثتا استشهاد عوض ووسام (رحمة الله عليهما) مقدار التضحيات الجسيمة التي تقدمها قوات الشرطة لوطنها ومواطنيها.
* يسهرون الليل كي ينام غيرهم آمناً مطمئناً.
* يذودون عن حياض أهلهم بدمائهم.
* يواجهون المخاطر بثباتٍ وجرأة، ويخوضون المعارك الشرسة مع رفاقهم في بقية القوات النظامية ببسالةٍ نادرةٍ، كي يحموا بلادهم من شرور المتمردين والمجرمين وقطاع الطرق، ويجودون بأرواحهم ودمائهم رخيصةً، فداءً للوطن الحبيب.
* في العادة يثير تعدي فرد شرطة على مواطنٍ غباراً كثيفاً، وضجيجاً عالياً، يستغله بعض كارهي الشرطة لدمغها بالتفلت، وإساءة استخدام السلطة، بينما تمر أخبار استشهاد الضباط والأفراد، وأنباء التعدي على رجال الشرطة بهدوء لا يتناسب ومقدار التضحيات التي تقدمها أكثر قوة نظامية منضبطة في تاريخ السودان الحديث.
* دماء الشهيدين عوض ووسام تمثل شهادة براءة، ودليل تميز، ومؤشر تفانٍ في أداء الواجب، وتحمل في جوفها أبلغ دليل على صدق انتماء رجال الشرطة لتراب الوطن.
* تضم قوات الشرطة عشرات الآلاف من الضباط وجنود الصف والجنود، وتتمتع بالحد الأقصى من الانضباط، وبأعلى درجات التفاني في أداء الواجب بمسؤولية وهمّة، مع أنها تعاني الأمرّين من ضعف المخصصات، وقلة المرتبات، برغم خطورة العمل الذي تؤديه، وصعوبة المهام التي تضطلع بها.
* لا أخفي تعاطفي مع قوات الشرطة مطلقاً، ولا أتحرج في إظهار محبتي وتقديري لها، لأنني لا أستطيع أن أتخيل ما قد يحيق بالوطن لو تدهور أداء حفظة الأمن، وفقدوا قدرتهم على ضبط المتفلتين.
* لذلك أكرر مناشدتي للدولة، كي تولي (القوة المثالية) الحد الأعلى من الاهتمام، بمضاعفة مخصصاتها، وتحسين شروط خدمة أفرادها، للقضاء على ظاهرة التسرب من الخدمة بسبب ضعف المرتبات.
* من يجودون بأرواحهم، ويفدون أهلهم بدمائهم يتقاضون دريهماتٍ لا تقيم الأود، ولا تغطي الحد الأدنى من متطلبات المعيشة في زمن الغلاء الفاحش.
* تعظيم سلام لحفظة الأمن، وتحية محبة وتقدير للشهيدين عوض ووسام، ولكل مغاوير الشرطة الذين يحملون أرواحهم على كفوفهم، ويجودون بدمائهم، كي يحفظوا دماء غيرهم في كل أرجاء الوطن الحبيب.


‫2 تعليقات

  1. رحمهم الله بقدر ما قدموا لهذا الوطن.والتحيه والتقدير والتجله لقوات الشرطه في مواقعها المختلفة …وشكرا نبيلا للكاتب علي كلماته المعبره في حق هؤلاء البواسل…ونسأل العلي القدير ان يتقبلهم قبولا حسنا”

  2. لماذا لم تكن كلماتك عن الشرطة ومنسوبيها كذلك حينما طردتهم الصفوة وهم يؤدون دورهم في حماية الناس في القلعة الحمراء يوم مباراة مريخ الفاشر ..احترموا عقول القراء وضعوا في بالكم أننا كشعب سوداني مثقفون و نقرأ بعقولنا قبل عيوننا .