الطيب مصطفى

من هذه الرعناء غير الرشيدة


اليوم اتيح الفرصة كاملة للبروفيسور محمد عثمان صالح رئيس هيئة علماء السودان والأكاديمي ، وهو يتناول قضية لها أبعادها ومؤشراتها ذات الصلة بالسيادة الوطنية،أترككم قرائي الكرام مع مقال البروفيسور محمد عثمان فهوعلامة لا يحتاج مني إلى تعريف.

للإجابة عن هذا السؤال أحيل القارئ على وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقدته المقررة الأممية الخاصة لقضايا العنف ضد المرأة المدعوة رشيدة مانجو، لقد جاءت هذه المقررة أو المبعوثة ــ لا يهم- جاءت بالعجائب والطامات في مؤتمرها الصحفي (الأحد 24/ماو/2015م) بمقر الأمم المتحدة الإنمائي بالخرطوم .وقد نشرت صحف الخرطوم في اليوم التالي بالتفصيل وقائع المؤتمر الصحفي ويمكن لمن أراد الوقوف على كلامها أن يراجعه هناك.

أحاول في هذه العجالة أن أرد على ما قالت وأُظهر ما فيه من تحامل وتهافت وتناقض ذلك أن الدفاع عن قضايا المرأة ونبذ العنف ضدها من واجبنا نحن المسلمين والعلماء بخاصة ولنا رسالة منشورة قبل فترة بعنوان (تكريم الإسلام للمرأة وتحريمه العنف ضدها) فلتراجع بمركز أبحاث الإيمان .

من الذي دعا هذه المرأة ؟:

قبل الرد المفحِم على دعاوى هذه المرأة الرعناء غير الرشيدة يتساءل الجميع.. من الذي دعا هذه المرأة ؟ مبعوثة أو مقررة خاصة لمنظمة يعلم الجميع أنها ضربت نهضة السودان في الصميم بالمحاصرة والمقاطعة ورفع العصا على الدوام .

أولاً: ادعت هذه المرأة أن السكوت وعدم الإنكار حيال العنف ضد المرأة يمثل قلقاً، وظهر مقصودها حين قالت إن نساء “تابت” كُن في حالة صمت وإنكار، هل من المعقول أن يصمت المظلوم ولا يفصح بأي وسيلة عن ظلمه وحرية التعبير في السودان مكفولة، وقد جلست هذه المرأة الأممية في السودان قرابة الأسبوعين، ألم تجد المعلومات المتاحة في كل الوسائل؟ وقد أُتيح لها مقابلات عديدة كما ورد في ادعائها فأي الأمرين نصدق؟

هذا تناقض واضح بين قولها توجد تقارير ولقاءات، وبين قولها لا توجد معلومات !

أما حديثها عن عدم المساواة ووجود فقر وتخلف ونزاع فنقول : أما الفقر والنزاع فقد أوجدته سياسة المنظمة الأممية الرعناء وسياسة الهيمنة التي تفرضها القوى المسيّرة لهذه المنظمة وفروعها وإداراتها، لكن من ناحية المساواة فإن وضع المرأة في السودان أفضل بكثير من دول الإقليم بل إن مشاركة المرأة في الشأن العام السياسي والتنفيذي والتشريعي والاجتماعي والاقتصادي يشهد به كل منصف من دول الإقليم ومن الدول المتقدمة وأُحيل القراء إلى الانتخابات التشريعية الأخيرة التي وجدت فيها النساء ما لم ينلنه في دول الترويكا !! والإحصاءات بيننا .

إن حديثها عن تحميل الدولة والمجتمع مسئولية حماية النساء يصبح حديثاً من لغو القول لأن الدولة والمجتمع على معرفة تامة بواجباتهما ولا يحتاج الأمر إلى وصية أو وصاية من هذه المرأة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم –إن كانت- هي من واجب السلطات العدلية وقضاة السودان لا يحتاجون إلى وصية من أحد .

إن قضية هذه المرأة الأساسية هي خدمة أهداف معادية للنمو السكاني من ناحية، وللعفة والإحصان من ناحية أخرى والأمثلة على ما نقول حديثها عن القانون الجنائي وقانون الأحوال الشخصية وقانون النظام العام والزواج المبكر وختان الإناث، وقد قالت بالحرف الواحد إن المادة (152) المتعلقة بالسلوك الفاحش لها أثر سلبي على حياة النساء والفتيات وحرية الارتباط!!، كل ذلك واضح وفاضح إلى قولها وحرية الارتباط، الارتباط يعني حرية اتخاذ الأخدان مع أن المسلمات السودانيات يتقيدن بقوله تعالى في سورة النساء {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النساء : 25] فماذا تريد هذه المرأة بحرية الارتباط ؟ إلا هذا الذي يرفضه القرآن الكريم ويدعو إلى العفة والإحصان.

إن هذا الهجوم المبرر عندها –وغير المبرر عندنا- يدل دلالة واضحة أنها إنما جاءت بأجندة سياسية عولمية فهي مأجورة ومأزورة ونحن نتحداها أن تقول غير ما قالت ثم تحافظ على وظيفتها وأجرها .

لقد تصدت هذه المرأة غير الرشيدة إلى عمل شرطة النظام العام التي تكافح المخدرات والخمور والبغاء وتجارة البشر وتحافظ على قيم البلاد وكينونتها، الواضح المقصود هو انتشار الإباحية والفوضى وأن يُبتلى السودان بمثل ما ابتلي به الآخرون من التحلل والفجور باسم الحرية الشخصية، ونحن نعلم أن هناك كثيرين قال الله تعالى فيهم {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً} [النساء : 27] ولن نميل إن شاء الله تعالى ونركع لأجندة الفسوق العالمي التي تمثلها هذه اللخناء .

(وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الشورى ا4-42] .

أ.د. محمد عثمان صالح

رئيس هيئة علماء السودان


تعليق واحد

  1. مثل هذه المنظمات يا أستاذ الطيب .. يرفع لها (العصير) بجهاز المغتربين .. هذه المنظمات بدلت كلمة مغترب بـ (مهاجر) وأقامت مركز دراسات وابحاث الهجرة بالجهاز وقدمت الدعم.. وكان المراد غياب خبرات ومدخرات ملايين المغتربين . والاحتفال بـ خبيرة الامم المتحدة مدير ة منظمة الهجرة الدولية . وهي تقدم دولارات معدودة لدعم جهود السودان في محاربة ابنائه المغتربين وإنشغال كل منسوبي الجهاز بمحاربة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ومؤتمرات غايمة وغايمة وغايمه للمغتربين ولاشتاء ولاصيف في وطن كل الفصول