مصطفى أبو العزائم

خارج دوائر السيطرة.!


رغم سنوات عمره التسع وسبعين ،ورغم ما واجهه من اتهامات ومحاولات لاغتيال الشخصية الا ان المستر(جوزيف بلاتر) أثبت انه مقاتل محترف, ومتحد من الدرجة الاولي لكل من أرادوا اقصاءه عن مقعد الرئاسة بعد أربع دورات سابقة في اتحاد كرة القدم العالمي(الفيفا).
كان وجه(بلاتر) لحظة اعلان فوزه برئاسة(الفيفا) يشع بالفرح بينما عرف منافسه المدعوم من(واشنطن) والاتحاد الاوربي الامير علي بن الحسين ان الهزيمة ستلحق به ان خاض المعركة الانتخابية في جولتها الثانية, لذلك آثر الانسحاب وحسنا فعل.
أفريقيا بكل اتحاداتها ومن بينها السودان كانت تقف مساندة لجوزيف بلاتر, وكذلك اتحاد كرة القدم الاسيوي فقد حقق(بلاتر) للقارتين الكثير ولكل الاتحادات, ساند ودعم وقدم النصح والارشاد ونقل ميادين المنافسات العالمية من ميادين محتكرة وشبه مقدسة الى ميادين أخرى ما كانت تحلم باجراء المنافسات فيها.
فوز(بلاتر) ضربة موجعة للاتحاد الاوربي المؤتمر بأمر الولايات المتحدة الامريكية وضربة أكثر إيلاما لواشنطن نفسها التي أرادت ان تقصي الرجل واتهمته بالفساد تارة وبالعجز عن التطوير تارة وبكبر السن تارات وتارات.. والسبب الذي قد لا تجرؤ على ذكره هو ان السيد (بلاتر) لم يتخذ موقفا متشدداً عندما أرادت بعض الاتحادات العربية وفي مقدمتها اتحاد كرة القدم الفلسطيني وعلى رأسه اللواء جبريل الرجوب تجميد اتحاد كرة القدم الاسرائيلي داخل الاتحاد الدولي.
الولايات المتحدة الامريكية (راعية الديمقراطية) في العالم كما تزعم وتدعي لم ترد للاتحادات غير السياسية ان تمارس حريتها في اختيار قياداتها أو تحديد سياساتها.. وغاب عن مؤسسات الحكم الامريكية ان الرياضة شأن أهلي لا علاقة للدول به.. ولم يغب عن العالم كله التناقض في المواقف الامريكية التي لا تعتبر كرة القدم لعبتها الاكثر شعبية, لأن(كرة القاعدة) أو (البيسبول) هي الاكثر شعبية هناك.. أمريكا تريد الهيمنة حتى على ما لا علاقة لها به وتريد التدخل في شأن الترفيه والتسلية لكن بلاتر الثعلب الذكي والمرواغ عرف كيف يسبب لها صدمة لا نتوقع ان تسكت عليها ونرى في الافق ملامح مؤامرة جديدة ستواجه(بلاتر) الذي خطا نحو الثمانين ويخطط لمستقبل رياضة الشباب.. لقد أثبت الرجل لكل العالم انه خارج دوائر السيطرة الامريكية.