رأي ومقالات

د. ناهد قرناص: مريم الأخرى


(وحدها التي ستاتي بعدي ..ستنصفني …فعندما تبدأ بافراغ جيوب قلبك من أثاري ..ستكتشف انت ..كم كنت ثريا بي )…قالتها الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي ..على لسان احدى بطلات قصصها …مشاعر مسبقة… لشخصية مبهمة… تخشاها النساء عامة وتشترك في كرهها عمدا حتى من قبل ان تظهر ..شخصية المراة الاخرى أو الزوجة الثانية …اليس غريبا أن تحمل احساسا لشخص غير موجود!! ….فتجد نفسك تحجز له موقعا في قطار الكراهية …الذاهب الى كوكب اللعنة مباشرة.. دون المرور بمحطة حسن الظن؟؟؟ ….ربما لذلك تأتي ردة الفعل عنيفة عند وقوع المحظور.. بزواج الرجل للمرة الثانية .. كبلدياتنا التي اتاها الخبر ضحى …ذات جمعة ..بان زوجها الذي كان يسافر لرؤية والده العجوز في مدينة مجاورة ..قد اصبح مثل السراي (ساكن بغداد في كل بلد سوالو ولاد) …عندما سمعت الخبر ..كان هو يغط في نومة الضحوية اللذيدة في الراكوبة ممنيا نفسه بفطور فول بيتي لذيد …فاتاه حمام موية الفول الساخن ..فقد (رشته) الزوجة المكلومة بموية الفول ولم تنتبه الى فعلتها الا بصراخ الألم الذي تصاعد منه…ولولا لطف الله وعنايته لمات الرجل متأثرا بحروقه ….. ردة الفعل العنيفة لا يتوقعها الرجال ولكن نستوعبها نحن واكاد اجزم ان كل حاملة اكس كروموسوم تقرا مقالي هذا ستردد في داخلها (يستاااااهل)……ورغم تفهمي لذلك العنف… لا انصح به …ولكني انصح بالهدوء والعقلانية والتكتيك لكي ياتي الدرس كقرصة الأذن مؤلمة ولكنها لا تترك اثرا ..
من هذا المنبر انا أرفع قبعتي تحية لتلك المرأة التي اخبرتها صديقاتها في جلسة تحفيظ القران بان زوجها قد عزم عصر اليوم على الزواج بفتاة صغيرة متعللا بان أبنه (واااااحد) وهو يريد ان ينجب له اخوة .. …اسرتها صديقتنا في نفسها وتحاملت وعندما رجعت الى المنزل وجدت عريس الغفلة وهو يستعد ..سألته ببراءة (على وين يا أبو خالد ؟؟؟)…قال ابو خالد (عندي واحد صاحبي داير يعقد لي ولده ..بعد صلاة العصر وأصر أبقى وكيل العريس )…قالت له (اها يا سيادة الوكيل قبل ما تمرق ..النبي فيك تنزل الحلة الكبيرة الفوق الدولاب في المخزن ..نفيسة جارتنا دي بكرة عندها كرامة )..ذهب أبو خالد عن طيب خاطر لانزال الحلة ..وبمجرد دخوله المخزن ..سمع صوت الباب يغلق عليه من الخارج ..وصوت الطبلة الكبيرة وهي تحكم من فوق الترباس الكبير …وذهبت صديقتنا لجارتها نفيسة لشرب القهوة ولم تعبأ بصرخات العريس ….عند عودتها بعد صلاة العصر بمدة طويلة …وجدت ابنها خالد وقد جمع مجموعة من أصدقائه محاولا خلع الباب استجابة لطرقات ابيه التي صارت واهنة ..فقالت لابنها (اهو دا المفتاح )..صرخ فيها ابنها (حرام عليك يا أمي تقفلي أبوي في المخزن الضيق دا ..انت مش عارفة عنده الأزمة ؟)…قالت له بكل هدوء ( انا عارفة الهواء الجوة المخزن بقعدوا ….ابوك كان ماشي يعرس ! قال ولده وحيد ..هو الرسول عليه الصلاة والسلام ذااااتو ..كان وحيد )….ما يستفاد من هذا المقال ..لا تأمن غدر النساء وان تمسكن….. وان خفتم الا تعدلوا فوااااحدة ..وان كنت لابد فاعلا فنصيحتي لك ..حاول قبل فترة كافية.. الترويج لفكرة الفول من الدكان فعلى الاقل ستكون درجة حرارته محتملة عند الرشة ….وان كنت لابد فاعلا ..فاتفق مع المقاول مسبقا على بناء باب للطوارئ للمخزن .. خاصة اذا كنت من ذوي الأمراض المزمنة …وقبل ان اختم هذا البوست كان لابد ان ارسل تحية لمسجل ادم الذي احسن المواكبة اليوم باغنية ..(ما دام نسى العشرة واختار سوانا حبيب.. )……ووصباحكم خير

د. ناهد قرناص


تعليق واحد

  1. روعة يا دكتورة براعة متناهية لك التحية من رجل استوعب الدرس فمن يعجز عن العدل فواحدة وكل رجل يعلم قدرته على العدل من عدمها فالعدل كلمة شاملة وجامعة لمن يستوعب معانيها. نعم يا دكتورة أوردتي أمثلة جذابة ساندتي فيها بني جنسك وأخذت الموضوع من جانب واحد وتناسيت الشريك وما له من حقوق في الزيجة الثانية التي قد تكون لها أسبابها الوجيهة أو حتى الغريزية فهل يحرم من استيفائها ولكن في الوقت نفسه يجب عليه مراعاة الحقوق الأخرى ومراعاة حقوق شريكه الآخر. نحن الرجال قلما نستوعب الدورس وقد نقع في الشرك والشر والمقلب لأكثر من مرة. لك التحية يا دكتورة وكلامك جميل ولأول مرة أقرأ لك وسوف أداوم على قراءة كتاباتك لأنها نابعة عن شعور حقيقي وفعلي قد يجهله الرجال في غابات النساء الكثيفة التي نكتشف فيها كل يوم نبات وحيوان جديد لم نره من قبل. لك التحية والتجلة وامتعينا نحن البسطاء بمثل ذلك وخير من ذلك فالمجالات واسعة وانت صاحبة الخبرة والكفاءة والعقل الراجح المتزن. لك التحية