عالمية

علي عبد الله صالح في حواره الأخير “يقصم ظهر بعيره” وينقلب على السعودية


وقفة أمام الطريقة التي كان يتحدث بها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في حواره مع قناة «الميادين» تكشف حجم الرعب الذي يعيشه وحجم الانكشاف الذي بدا عليه وقد رأى انه لا بد أن يرمي سهامه الأخيرة ويعترف بكل الاعترافات التي ظل يخفيها طوال السنوات الماضية.
«الراقص مع الثعابين» كما يسمي نفسه بدا عاجزا عن الرقص وهو يؤكد أكثر من مرة أن جيشه يقاتل جنبا إلى جنب مع الحوثيين في الميدان في أكثر من موقع بل إنه قال إنه يقاتل معهم في عدن ضد الانفصال ويعتب على شركائه الحوثيين في ميدان القتال أنهم لم يستأذنوه عندما ذهبوا إلى عمان للخوض في مفاوضات بدونه.
لبس صالح عدة الحرب وأعلن أنه عدو السعودية الأول وحرض أشد التحريض على الشقيقة الكبرى كما وصفها وهو يستعرض بطولاته ضد المملكة متهما ما وصفه بالجناح السديري في الأسرة الحاكمة الذي قال إن الملك سلمان ينتمي إليه بإجباره على توقيع اتفاقية ترسيم الحدود التي قادها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز متفاخرا بأنه تمكن من استعادة 37 كيلومترا من اليابسة و30 إلى 60 ميل بحري.
أكثر من ذلك اتهامه العلني للمملكة بدعم الانفصال والوقوف ضد الوحدة اليمنية عام 1994، وقد ذكر صالح وهو يتحدث عن الحدود أن الشيخ زايد بن سلطان رئيس الإمارات العربية الراحل قال له: «السعوديون لا يحاورونك على الأرضي التي لديهم بل على التي لديك. أما ما أخذوه فقد أخذوه» كما قال.
وربما جاءت هذه الإشارة للخلافات بين الإمارات والسعودية والنزاع الحدودي بينهما كإشارة للرأي العام بمعرفته بعض خفايا العلاقات المتوترة بين الإمارات والمملكة وإرسال رسائل بأن التحالف الذي تقوده المملكة غير متماسك وللقول إن لديه خطوطا مع دولة الإمارات وعلاقات مستمرة حتى اليوم.
ويبدو أن كشفه العلني عن وجود نجله أحمد علي عبد الله صالح في أبو ظبي وإقامته فيها بعد إقالة الرئيس هادي له من منصبه كسفير لدى الإمارات جاء لتأكيد هذه العلاقة المستمرة مع الإمارات وللتأكيد أن التحالف ليس على قلب رجل واحد، فبينما تقوم دول التحالف بقيادة السعودية بقصف منازله ومنازل نجله لا زالت واحدة من الدول المشاركة في التحالف تستضيف ابنه على أراضيها.
وكالعادة لم ينس صالح التهجم على دولة قطر فقد ذهب هذه المرة للتقليل من شأنها وكذلك اتهامها بتسخير قناة «الجزيرة» للنيل منه قائلا: «تحولت هذه القنوات إلى منبر للشتائم والاتهامات لكل من لم يتبع سياسة النظام السعودي والقطري»، ويحرص الرجل في كل لقاءاته على الإشارة إلى قطر وما يصفه بتآمرها عليه وخاصة في معرض ذكره لثورة الحادي عشر من شباط/فبراير اليمنية التي أطاحت به ودورها في ثورات الربيع العربي التي اندلعت في مصر وتونس وليبيا وسوريا كما يقول.
لقد أغلق الرئيس اليمني المخلوع كل الأبواب على نفسه وأعفى الدول التي ظلت تتوسط له لدى السعودية من تلك المهمة الصعبة بعد اعترافاته الأخيرة، وإعلانه حربا مفتوحة على السعودية ودعوته اليمنيين لحمل السلاح ضدها واستخدام مفردات ورسائل بهدف تحريك جبهة السعودية شمالا، بل انه وفي معرض حديثه وشتمه للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي امتلأ به الحوار سخر من مقولات هادي حول عمران وصنعاء قبل سقوطهما عندما قال إن المدينتين خط أحمر وعبر بنكاية عن الرياض قائلا للسعودية «تحالفتم مع هادي الذي سلم السلطة وهرب، وسلمها للحوثيين»، مذكراً بأن هادي قال «عمران خط أحمر، صنعاء خط أحمر، عدن خط أحمر. ذلحين (الآن) قد الرياض خط أحمر، بالنسبة لهادي»، كما لو أنه يقول إن الرياض ستلقى مصير عمران وصنعاء نفسه.
وفي محاولة منه لإثارة النعرات الطائفية داخل السعودية استخدم صالح كثيرا من المصطلحات عندما تحدث عن نجد والحجاز وعسير ونجران قائلا: «شوف كيف طمسوا هوية شعب. وسموه الشعب السعودي، وهي نجد، وهذيك الحجاز. كان يديروها الأشراف وهناك آل الرشيد. يعني هذا جانب تاريخي. طيب طمستوا (طمستم) شعب، وربطتوا (ربطتم) شعب بأسماء أسرة واحدة».
لم يكن صالح بحاجة إلى الإفصاح عن أحقاده علنا لكنه وجد نفسه وقد انكشف بما لا يدع مجالا له للمناورة والخداع بعد أن فقد المملكة العربية السعودية واتجه إلى ايران التي تحدث خلال الحوار أنه يحتفظ بعلاقة جيدة معها مؤكدا أن إيران لا تشكل خطرا على اليمن وإنما السعودية.
وأكثر من ذلك أنه اتهم السعودية بوقوفها وراء ما يجري في العراق وسوريا في رسالة إلى محوره الإيراني الجديد، خاصة بعد أن ارسل قبل أيام ابن شقيقه يحيى صالح للقاء الرئيس السوري بشار الأسد.
وخلاصة القول إن الحوار الذي جاء ليفك صالح به الحصار عن نفسه بعد اغلاق نوافذه الإعلامية، واستهدافه شخصيا بالقصف واستهداف مقاره ومنازله كان بمثابة محاولة من الرجل لطمأنة أنصاره بأنه لا زال موجودا وقادرا على الصراخ لكنه في الوقت نفسه دل على ارتباك واضح وضعف وفقدان بصيرة.
فالرجل الذي عرف بالمناورة والذكاء السياسي وجد نفسه بسبب سوء تدبيره ومؤامراته في مواجهة أفضل أصدقائه وهي السعودية التي فعلت كل جهد عام 2011 لحمايته واعادته للسياسة وعملت الكثير لإنقاذ حياته بعد محاولة اغتياله في حزيران/يونيو 2011.
وقد وجد صالح فرصة للتعبير عن شيء ظل يحاول اخفاءه وهو إعلانه انه لا يعترف بمؤتمر الحوار الوطني الذي أجمع عليه اليمنيون والذي كان نتيجة من نتائج المبادرة الخليجية التي وقع عليها صالح نفسه.
أما الشيء الذي يبرهن على أن الرجل مصاب بجنون العظمة وفقدان الذاكرة فهو قوله انه لا يريد العودة للسلطة.
عم يتحدث الرجل ومن سيسمح له بذلك بعد كل هذا الدمار الذي أصاب اليمن وجيرانه؟

العربية


‫3 تعليقات

  1. وسيلقى نفس مصير القذافي وأشنع وقريبا جدا جدا “بإذن الله ” هذا الخائن الذي عض اليد التى إمتدت إليه بالإحسان ….