مصطفى أبو العزائم

(الليمون) في زمن الوفرة..!


التناقض في مواقف الحزب الاتحادي الديمقراطي من المشاركة في الحكومة الجديدة أو مقاطعتها, لا نحسب أنه أكثر من مناورة بذخيرة ميتة لازعاج الحليف الاكبر صاحب القرار وحاجته لتلك المشاركة حتى يظهر بالمظهر الديمقراطي, وإشراك الآخرين معه من القوى السياسية الاخرى التي لم تخذله وشاركت في الانتخابات العامة بل ومضت الى أبعد من ذلك بأن كان لها أكثر من ممثل في اللجنة القومية لترشيح البشير للرئاسة.
المناورة السياسية واضحة وهي تخصم من رصيد الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) ولا تضيف وتجعله كمن يبحث في أمر (اقتسام) غنيمة الحكم ان كان الحكم (غنيمة) تسعى وراءه الاحزاب..!
للراحل محمد سلام – رحمه الله – أغنية راجت زمان ظهوره منتصف سبعينات القرن الماضي حملت اسم (قام إتعزز الليمون.. عشان بالغنا في ريدو) وكأنما هذا هو لسان حال حزب المؤتمر الوطنى مع مواقف الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل الذي أعلن عن عدم مشاركته في الحكومة القادمة, حسبما جاء في تصريحات منسوبة للسيد أسامة حسونة خص بها (سودان تربيون) ونقلتها كل صحف الخرطوم تقريباً, بل ان بعضها احتفى بتلك التصريحات كأنما هي إحدى بوابات الخروج من الأزمة السودانية..(!)
لا نعرف ان كان السيد حسونة قد سمع أو اطلع أو قرأ – بصفته قياديا اتحاديا كما ذكرت الصحف لا نعرف ان كان قد اطلع على معلومات تسربت من داخل (غرفة القيادة المركزية) لحزبه قبل ثلاثة أيام أفادت بأن الحزب الاتحادي الأصل قام برفع قائمة مرشحين للمشاركة في الحكومة السودانية الجديدة وقدمها لرئيس الحزب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني, وان أبرز المرشحين للمناصب الوزارية هم السادة حاتم السر وابراهيم الميرغني وعادل جابر أبو العز, وهؤلاء الثلاثة دفع بهم رئيس قطاع التنظيم بالحزب السيد محمد الحسن الميرغني ليكونوا وزراء جدد, مع استحسان أداء السيدين الأمير أحمد سعد عمر وزير مجلس الوزراء والفاتح تاج السر وزير الأوقاف ليتم الإبقاء عليهما ضمن قائمة وزراء الحزب.
السيد أسامة حسون لا نعرف ان كان يبحث عن موقع شخصي, أو يعمل من أجل (فركشة) الشراكة القائمة الآن التي يعتبرها الكثيرون شراكة من أجل الوطن لا من أجل الحكم.. ولا نعرف ما صفته القيادية التي جعلته يقرر في مثل هذا الأمر الكبير.. والخطير.
والوطنى مثل الاتحادي الأصل, ومثل كل الاحزاب والسياسيين يعلمون ان (تعزز الليمون) في موسم الوفرة سيصيبه بالكساد.. وقديماً قال أهلنا ولا زالوا يقولون: (البلد الفيها قرض ما فيها مرض).. والقرض معروف وهو ثمرة شجرة السنط ويستخدم في علاج الكثير من الامراض ..ودباغة الجلود.