صلاح الدين عووضة

فقط في السودان !!


* يموت شخص فيُطعم أهله المُعزين – إفطاراً وغداءً وعشاءً – ليومين أو ثلاثة..
* ثم مع الطعام القهوة والشاي والماء والعصائر و(المساند)..
* عقب رفع الفراش تُصبح المصيبة مصيبتين (ميتة وخراب ديار!)..
* يخاطب المسؤولون – في زماننا هذا – الناس بطريقة واحدة ..
* فثمة تشابهٌ عجيب – وغريب – في الأصوات و(الحركات) والتلويح بالعصي ..
* أما أكثر العبارات جرياً على ألسنتهم فهي عبارة (أنحنا يا جماعة!)..
* تذهب لقضاء حاجةٍ لك عند موظف – بمرفق حكومي – فيُقال لك (مشى الفطور)..
* تأتي بعد قليل – عوضاً عن الانتظار – فيُقال لك (مشى الصلاة)..
* تأتي بعد نحو ساعة فيُقال لك (مشى البيت!)..
* تفتح قناةً سودانية فيطل عليك وجهٌ نسوي (أبيض) بلسانٍ (لبناني)..
* وتفتح إذاعة سودانية فتسمع من تقول (ألو مرحبا، مساء الخير عليك، حابي تهدي؟)..
* وتفتح صحيفة سودانية فتقرأ (مثل هكذا حال !)..
* تشاهد حماراً هائماً على وجهه – في منطقة بعينها- بعد أن تخلى عنه صاحبه..
* وتظن – عقب اختفائه – أنه قد أُخذ إلى حيث جماعة (الرفق بالحيوان)..
* ثم تُفاجأ بأنه أُخذ إلى حيث يصير (سجقاً وبيرقراً وكفتة!)..
* يحادثك أحدهم و(سفة السعوط) تبرز من خلف شفته السفلى..
* وآخر قد يبصقها – من نافذة الحافلة – لتستقر على وجهك..
* وثالث يخفي (سوءتها) عن خطيبته (حتى حين !)..
* تجرب فتح محل لبيع سلعة مبتكرة – مثل مَحافظ جلود السحالي مثلاً – بشارع بيتك..
* بعد أسبوعين ستُفاجأ – إن راجت سلعتك – بمحل مشابه عند نهاية الشارع..
* بعد شهر ستجد أن الشارع سُمي (شارع السحالين!)..
* حاول أن تنجح في مجالٍ ما إلى حد الشهرة ..
* سيحيط بك الحسد من كل جانب ويُقال عنك (ما هو فيك وما ليس فيك)..
* وستجد نفسك أمام أحد خيارين: إما أن (تتخن جلدك)، وإما أن تهرب بـ(جلدك!)..
* يشدك إلى ندوة إعلانٌ جاذب بعنوان (تحديات الراهن وآفاق المستقبل)..
* ويُدهشك أن المتحدثين هم أنفسهم الذين قالوا الكلام ذاته في ندوة سابقة عن الموضوع عينه..
* وتبقى التحديات كما هي والمستقبل (لا آفاق له !)..
* هاجر من البلاد – قبل عشرين عاماً – والحكومة تتحدث عن (سحق المتمردين)..
* عاد في إجازة – بعد عشر سنوات- فوجدها تتحدث عن (سحق المتمردين)..
* رجع نهائياً – الآن- فوجدها تتحدث عن (سحق المتمردين!).
من الإرشيف
(صحيفة الصيحة)


تعليق واحد