هيثم صديق

أيام الله السبعة


الثلاثاء:
كالمعتاد كانت الكهرباء مقطوعة لما كنت ادير موجة الراديو لأتلهى عن موجة الحر فعثرت على محاضرة للراحل محمد سيد حاج الذي مضى ولما يتعرف عليه الكثيرون.. الرجل يملك توصيلا جيدا للمعلومات والمواعظ بحس الحلفاويين وسرعة بديهتهم.
الأربعاء:
كان يوما حزينا جدا بالنسبة لي لما أدخل ابن عمتي وصديقي إلى المستشفى فإذا بشدة وتزول قد تحولت إلى فشل كلوي استوجب غسيلا.. هل يمكن أن تفشل وظائف الكلى في فترة وجيزة كهذه؟.. هل للماء صلة؟.. والأسئلة أكثر من آهات القلب.
الخميس
تابعت عشرات الصفحات تنعي الراحل الكبير عز الدين السيد وقرأت لصديقي أبشر الصائم إضاءة جميلة لما كان عليه البرلماني الضخم.. كنت أنظر إلى بوابة عمارة الراحل التي تحوي شركة التأمينات الإسلامية وكان يخرج منها إلى عربته على الدوام لا تمنعه كهولة ولا مرض تماما كالراحل الآخر الذي كان يعمل في ذات العمارة غازي سليمان المحامي.
الجمعة
صلينا الجمعة بدون كهرباء فلاح لي صوت الإمام أكثر نقاء ولاح لي أن الخطبة بلا مايكرفون أفضل حتى خرجت فإذا بعشرات لم يسمعوا شيئا.
السبت:
استمعت للعميري يغني (لو أعيش زول ليهو قيمة) فتذكرت الغالية عفاف حسن أمين وهي تحكي لي عن كيف كان العميري يحوم بسفنجة وهو يحمل الكنوز في عقله وقلبه فأنشدت لود الأبيض الكبير:
ليك حق تخافي
ما دام جبت ليك شبط هدية
وأنا طول الدنيا حافي
الأحد
بعد أن طلقها لسنوات طويلة أعاد أحد معارفنا زوجته إلى عصمته فقلت لصديق لنا: طيب ما كان من الأول فقال لي: وزارة التربية برضو رجعت المرحلة المتوسطة!!!
الاثنين
شاهدت آثار سجن تدمر وقد حطمته معاول داعش وقد كان حافظ الأسد ومن بعده شبله قد جعلاه مقابر فتذكرت القذافي لما هد سجنه وجاء ليفعل لك بسجن كوبر والفيتوري يلهم وردي (أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق) مضى الأسد ورحل القذافي والفيتوري ووردي وتهدم السجن وما يصنع الأبطال يغدو أطلالا وأبو نواس يصدق وهو ينشد:
قل لمن يبكي على رسم درس
واقفا ما ضر لو كان جلس؟
(صحيفة اليوم التالي)