أم وضاح

تفاءلوا خيراً لعلكم تجدوه!!


تلقائياً وبتساقط الأيام والساعات والدقائق تخلصنا من تداعيات ما قبل الانتخابات وما بعدها بزخمها وترويجها ومنافستها، وحالات التفاؤل والإحباط والترقب التي رسمت شكل المشهد آنذاك، لتبقى حقيقة واحدة وماثلة لا ينكرها إلا من يريد أن يغطي قرص الشمس بأصبعه ويحجب عن نفسه ومن حوله ضوء النهار، وهي أن الرئيس “البشير” عاد لرئاسة السودان بأمر من انتخبوه لدورة رئاسية قادمة لا نملك إزاءها إلا أن نطرد عن نوافذ المستقبل أسراب البوم والغراب، ونستبدلها بعصافير الكناريا والحمام الأبيض، ونبذل التفاؤل بلا حدود متأسين بالحكمة القائلة (تفاءلوا خيراً تجدوه).. ودعوني أقول إن تنصيب الأخ الرئيس لفترة رئاسية قادمة هو عنده وعند من انتخبوه وعند من لم يفعلوا أمانة ومسؤولية بحجم الجبال طولاً وعرضاً، لأن خصوصية السودان ما عادت في أنه (سلة) غذاء العالم كما كنا ننشد ونتباهى، لكن حجم المشاكل والإخفاقات والإحباطات والمؤامرات جعلته البلد الذي (انسلت) روحه أكثر من مرة وكادت أن تفارق جسده، لكنه كما كل الأشياء العظيمة ظل صامداً وواقفاً رغم الجراح التي تنزف، وأكد أنه البلد الذي يمكن أن يجرح لكنه لا يقع، ويمكن أن يمرض لكنه لا يموت، ويطعن من الخلف لكنه لا ينكسر.. وبلد بهذا القدر من السيرة والمسيرة يحتاج أن يشهد في المرحلة القادمة بشريات قيادة جماعية بمعنى كلمة جماعية، تناسقاً وتفاهماً وترابطاً وإرادة، جاءت لتقدم لهذا الشعب عطاءً يستحقه وخدمة هو أهل لها، لأنه ما عاد في الوقت فسحة لـ(لبع) أو فساد، وما عادت في مساحات المستقبل (فرقة) لتقاعس أو تخاذل.
هذه الأمة تحتاج من يكون قدوتها في التوكل وليس التواكل لتنهض من طول الرقاد الذي أجبرت عليه!! أنا شخصياً مجبرة أن أتفاءل حتى يثبت العكس، لثقتي في شخص الرئيس أنه ينظر من نافذة عالية للساحة وكله عنده مكشوف.. وبالتالي أتوقع أن تكون الحكومة القادمة من الجادين والحادبين والراغبين في أن يبصموا بصمة حقيقية في سجل الإنجاز، لأننا والله سئمنا وهرمنا وقرفنا من شاكلة الوزراء الذين لا يزيدهم المنصب إلا ترهلاً في الوزن وزيادة في عدد البدل، وكثرة في تأشيرات المدن على جوازات السفر، ونهماً وحباً في الإطلالات الإعلامية.. وكلٌ حريص أن يتبعه مكتب إعلامي بأستوديو متحرك ليسجل كل سكناته وحركاته حتى لو كانت (قحة) بعد طول (صمة خشم).
أقول إن هذا اليوم ليس تاريخياً فقط بالحشد الذي سيفلح المؤتمر الوطني فيه بتنصيب رئيسه، لكنه تاريخي والآمال تتجدد بأن ثمة قادماً أفضل على مشارف الأبواب، وربما تتنزل الوعود إلى أرض الواقع دون حاجة إلى قفزة أو وثبة.. ومشي (مرحمن) أفضل ألف مرة من قفزة في الظلام!! فشاركوني ألأمل والتفاؤل لأنه آخر ما تبقى لدينا!!
{ كلمة عزيزة
مؤكد، ولأن النفس البشرية بطبعها لا تكتفي وهي في حالة هل من مزيد، مؤكد أنه وقبل تشكيل الحكومة الجديدة هناك بعض الوزراء ممن يأملون ويتمنون، ومؤكد فارشين المصلاية هذه الأيام للعودة من جديد.. لكن لا أظن أن القيادة السياسية ستعود بأي شخص ظل في موقعه ولم يحقق المهام التي أوكلت إليه، وبعضهم دون ذكر أسماء ظل “مكنكش” في الوزارة لأكثر من ستة عشر عاماً بذل فيها كل ما يستطيع من إبداء الولاء والطاعة والتقرب للرئاسة، ولو أنه بذل عُشر ما بذل في وزارته لجعل منها شيئاً آخر ولحمل كتابه بيمينه.. لذلك فإن عودة أي وجه من أمثال هؤلاء يعدّ أول قاصمة ظهر للحكومة الجديدة وأول خرم في مركب الآمال الذي نرجو أن نقطع به إلى شواطئ الأمان.
{ كلمة أعز
قبل تشكيل حكومات الولايات يتم وداع وشكر الوزراء السابقين، لكنني أقترح وفي ولايات الخرطوم تحديداً أن تتم محاسبة بعض الوزراء الذين لم يسجلوا نقطة إنجاز واحدة في عهدهم، بل كانوا خصماً على الوزارات والمؤسسات التي تتبع لها.. وسأعود لهؤلاء بالتفصيل وبالأسماء والحقائق والمعلومات!!

(صحيفة المجهر السياسي)


‫2 تعليقات

  1. وينك انتي الفترة دي كلها والله مشتاقين. لا أريد أن أكون سببا في احباطك ولكن كلام الرئيس ده أنا شخصيا سمعته أكثر من مرة. وبصراحة وصراحة أكبر لو ما بدأ لنا بملف الفساد ومحاسبة كل من أغتنى في عهد الانقاذ لن أصدق أي شيء لأننا سمعنا قبل كده من الرئيس وتفاءلنا ولكنه خذلنا ثم عاد مرة أخرى وقال الكلام ده نفسه وخذلنا والشيء الذي احفظه من كل خطاب للرئيس أن نهاية هذا العام ستكون نهاية التمرد واحلال السلام وما فيش حاجة. وتكلم كثيرا عن الفساد حتى كون له مفوضية تحت اشرافه ثم حل المفوضية دون أن يتكرم بكلمة واحدة لشعبه عن السبب وراء تكوينها وحلها. بصراحة يا أم وضاح أنا شخصيا عايز أشوف وعد واحد قاله لنا الرئيس وتحقق ومن كثرة الكلام حتى قراراته اصبحت لا تجد طريقها للتنفيذ ولك في جبايات الطرق خير مثال. بس كيف أصدق أرجوكي ساعديني لكي أصدق وأتفاءل معك.

  2. أعلل النــفــس بالآمــــال أرقــــــــــــــبــها***ما أضــــــــيق العــيــش لولا فُســـحــة الأمل