د/ عادل الصادق المكي

السلم التعليمي.. حُمار جحا


بعضنا لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب.. جبل على المكاجرة والمكاواة.. وتبخيس أشياء الناس.. يحب الشناف.. يشنف أي حاجة.. يكوس لأي شي في أجمل شي ويقعد يشنفه.. قلت بعضنا وما قلت كلنا.
أما الفرحة فهم أحسن الناس من يقلبوها غم.. ولاحظوا في بيوت الأفراح والمناسبات الحلوة.. فجأة تلقى في واحد عامل شكلة والقيامة رابطة.. أو نسوان بي جوا متقابلات كواريكن لي رب السماء.. الغريبة في بيوت البكيات.. ما بتحصل أي حاجة تنكد علي الناس.. لأنهم أصلا نكدانين ودا المطلوب.!!!..
وهناك بعض الناس شايلين الإحباط في جيوبهم ويوزعوا فيهو.. تقول له ولدي جاب 98% في الشهادة السودانية.. يقول ليك مبروك.. غايتو بتدخلو طب.. وبيقراهو وبيتخرج.. لكن الشغل دا الله أعلم يلقاهو.. ويقعد يعدد لك في الأولاد الاتخرجوا دكاترة وحسي لافين ساكت.. يعني يحبطك إحباط مسبق الدفع.. يحبطك مستقبلا.. بعد ست سنوات.. أفرح حسي لكن بعد ست سنوات ح يبقى ليك بمبي..!!!!..
وزارة التربية.. بدأت السلم التعليمي منذ أن انتظم كان أربعة أربعة أربعة.. أربعة أولية وأربعة متوسطة وأربعة ثانوي.. جات مايو.. وجابت معاها أيدلوجيتها وبالتالي لابد من إسقاطها على كل مناحي الحياة.. غيرت المناهج لتتماشى مع “أهداف الثورة”.. وعدلت السلم التعليمي.” ستة تلاتة تلاتة” ستة ابتدائي تلاتة ثانوي عام تلاتة ثانوي عالي.. واستمرت بالرغم من تحفظ المحافظين على سلم محيي الدين صابر.. بعضهم لأن السلم عملوهو اليساريين.. كية بس!!.. وبعضهم لأنو اعتاد علي القديم ورافض لأي تغير.. ثم جاءت الإنقاذ ولابد من تغيير كل المنهج ليتماسى مع النهج.. قعدوا فكروا.. وقالوا نحن لازم نخالف الفاتو ديل كلهم (النظام الخالف).. نسويهو تمانية وتلاتة.. ونسميها كلها مرحلة أساس.. وديك ثانوي في محلها.. ثم ظهر المحتجون.. وكل بحجته وبراهينه.. مدافعا يا إما عن نظام أربعة أربعة أربعة.. أو عن نظام ستة تلاتة تلاتة..
أجد علاقة واضحة للمتأمل بين ربكة السلم التعليمي على مر العصور في السودان وحمار جحا: (جحا وولدو متردفين فوق الحمار.. قابلوهو ناس قالوا شوف الناس الما عندهم رحمة ديل الاتنين راكبين فوق الحمار.. جحا نزل ولدو وفضل هو راكب قابلوهم ناس تاني قالوا بالله شوف الراجل الما عندو رحمة دا هو راكب الحمار ومخلي الشافع ماشي بي كرعيهو في الهجيرة والرمضا دي.. جحا نزل خلى الولد ركب.. قابلوهم ناس قالوا بالله شوف الولد الما عندو أدب دا هو راكب ومخلي أبوهو ماشي بكرعيهو.. نزل الولد بقوا الاتنين ماشين بكرعيهم وقايدين الحمار.. قابلوهم ناس قالوا بالله شوف الناس الما عندهم فهم ديل.. عندهم حمار وماشين بي كرعيهم).. جحا زهج وحرد الحمار وخلاهو يمشي يكوس معايشو بعيد منو!!!!!.
إضافة سنة تاسعة لمرحلة الأساس قرار في منظوري غير حكيم.. قولوا لي ليه؟.. عندنا ولاد بياخدوا الأساس براحتهم السنة بسنتين.. يعني لما يصل تاسعة ح يكون عمرو خمسة وعشرين سنة.. في حين إنو المدرس ح يكون عمرو اتنين وعشرين سنة.. والله خايف الطلبة ديل يبوظوا أخلاق المدرسين ديل ويعلموهم السعوط!!!!!!!


تعليق واحد

  1. رحمم الله أيام زمان ومناهج زمان … أيام الأربعة … فقد كان الطالب الذي يتخرج من الابتدائية بوزن الجامعي الآن.

    ألا ليت تلك الأيام تعود يوماً فأخبرها بما فعلت الحكومات المتعاقبة.

    ولكن قل لي يا دكتور هل في ما جاورنا من الدول يوجد مثل هذا التغيير والتبديل أم أن الأمور عندهم مستقرة؟ وبالمناسبة لماذا رفض اقتراح وزارة التربية بولاية الخرطوم القاضي ببدء العام الدراسي في سبتمبر من كل عام؟ كل الدول حولنا تتبع هذ التقويم ولها نفس البيئة؟ لماذا نحن مخالفين؟