الطيب مصطفى

شر البلية ما يضحك!


من نصدّق يا ترى؟.. السيد الحسن الميرغني الذي أكد للمركز السوداني للخدمات الصحفية (اس.ام.سي) مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي في الحكومة المقبلة، أم القيادي بحزب الميرغني أسامة حسون الذي قال في اليوم السابق إنهم لن يشاركوا في الحكومة بسبب الحصة الضئيلة من المقاعد الوزارية التي مُنحت لحزبهم في التشكيل الوزاري المرتقب؟.
إنه حزب العجائب والغرائب والمتناقضات.. حزب لا يكترث كثيراً بما يهرف به أيٌ من قياداته فكل منهم (شايت باتجاه) بلا ضابط تنظيمي يحدد المسار أو القرار، ويكفي أن القيادي بالحزب د. علي السيد قبل أن يُعمِل فيه الميرغني سكين القطع من جسد الحزب قد قال إن من حسنات تنظيمهم أنه حزب (فوضوي) والغريب في الأمر أن علي السيد كان يفاخر بتلك الصفة التي أطلقها على حزبه!.
دعونا نقارن بين قول الحسن الميرغني وقول القيادي الشاب أسامة حسون واللذين يفترض أنهما يصدران عن مرجعية ومن مؤسسة تنظيمية واحدة، فقد قال الحسن (كيف نقول لن نشارك في الحكومة ولنا هذا التمثيل في البرلمان ومجلس الولايات؟ نحن لا تعنينا نسبة الوزراء أو غيرها للمشاركة وإنما الشراكة في اتخاذ القرارات)!.
إذا كان الزعيم الحسن قد قال إنهم لا تعنيهم نسبة الوزراء الذين يمثلون حزبهم فإن القيادي الصغير حسون قد قال إن العرض المقدم لهم (لا يليق بتاريخ الحزب ولا بجماهير الحزب) تخيّلوا! بل إن الرجل انتفض مغاضباً ليعلن أنه في حال عدم منح حزبهم الحصة التي تليق به فإن (خياراتهم مفتوحة) بما يوحي أنهم قد ينسحبون من المشاركة!.
أعجب ما في الأمر أن الشاب (حسون) يعلن ذلك رغم علمه أن حزبه (مكسّر عديل) في السلطة وفي الثروة التي (غرفوا) منها وكرّعوا حتى ارتووا، كما يعلم أن منطقه في المطالبة بالمزيد أوْهَى من خيط العنكبوت ورغم ذلك تراه يملأ الصحف بحديث لن يقنع أحداً من العالمين.
الشاب حسون يعلم تمام العلم أن حزبه الطائفي الذي يطلب له حصة أكبر من السلطة لم ينل أكثر من 25 مقعداً من (426) هي جملة مقاعد البرلمان وهي نسبة ضئيلة تساوي خمسة في المائة تقريباً من المقاعد وحتى هذه حصل عليها الحزب بدعم من المؤتمر الوطني الذي أخلى كثيراً من تلك الدوائر لحزب الميرغني الذي ما كان جديراً حتى بهذه النسبة المتدنية، لذلك قد يلحظ القارئ أن حسون لم يستند في منطقه لزيادة حصتهم من السلطة إلا على وزن الحزب (التاريخي).. يا سبحان الله!! إن كان الأمر كذلك أما كان حزب الأمة هو الأحق بالوزن التاريخي كونه تأسس على طائفة الأنصار التي قامت على أكتافها الثورة المهدية التي حررت السودان من الاستعمار البريطاني ثم أين الوزن التاريخي للسادة الميرغنية الذين دخل كبيرهم مع جيش كتشنر لاستعمار السودان؟! ألا ينبغي أن يحسب ذلك بموازين الربح والخسارة (التاريخية) لحزب الميرغني؟!. ذلك يدعوني لأن أنصح حسون بأن يكتفي بوزن الحزب الانتخابي بعيداً عن الاستقواء بالتاريخ الذي له حسابات أخرى هذا فضلاً عن أن الممارسة الديمقراطية تستند على البرنامج الانتخابي والالتزام أمام الجمهور الذي يحدد الأوزان الانتخابية للمرشحين وللحزب السياسي في واقع الناس وليس في واقع تاريخي مغاير.
ثمة سؤال ينبغي أن يُطرح على السيد الحسن الميرغني وعلى حسون وهما يتحدثان عن أن مشاركة حزبهما في الحكم جاءت من أجل الوطن وليس من أجل السلطة.. بالله عليكم عن أي وطن تتحدثان وأنتما تعلمان أن ابن الأكرمين جعفر يقيم في لندن رغم أنه يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية؟! أي عطاء وطني قدمه الشاب جعفر الميرغني من موقعه الفخيم طوال الفترة الماضية ولماذا لم يستبدل بشخص آخر أكثر تأهيلاً رغم علمه ووالده أنه يكلّف الوطن ودافع الضرائب ويحط من قدر حزبه ويحرجه ويلجم كل من يحاول أن يتحدث عن (الشراكة من أجل الوطن)؟!.
السؤال ليس موجهاً لحزب الميرغني وحده والذي يمتلك من الجرأة وقلة الحياء ما يجعله يتحدث عن الوطن رغم أنه ظل عالة على الوطن وعلى الشعب وعلى التاريخ.. إنما ينبغي أن يوجه للمؤتمر الوطني الذي يتحمل المسؤولية التاريخية عن الاستقواء بحزب متهالك كان ينبغي أن يكنس ويقذف به في مزبلة التاريخ.
المؤتمر الوطني ينسى أنه مسؤول أمام الله وأمام الشعب عن إصلاح الممارسة السياسية بما ينقل السودان نحو مستقبل يسوده الحكم الراشد والممارسة الديمقراطية، أما أن يُخرِج من كهوف العدم حزباً طائفياً لم ينعقد له مؤتمر عام منذ نصف قرن من الزمان ولا يقوم على أي مؤسسات شرعية فانه يرقى إلى درجة (……) أما مجلس شؤون الأحزاب الذي يسكت عن إعمال القانون فلا أملك إلا أن أشكوه إلى الله رب العالمين.


‫4 تعليقات

  1. شيشك على الجماعة يا باشمهندس ….. ليت كل الأحزاب مثل هذا الحزب … أو هذا ما يتمناه (الوطني).

  2. ههههههههههه عجبني ليكم تاني عندكم وش
    عشان تتهافتوا على موائد اللئام
    تاني تجو الحفلة
    ههههههههههههه

  3. ما يعجبنى فى هذا الرجل أنه حقانى ما بيعرف “الدغمسة” عشان كدة فصلوهوا من حزب الطأطاة والأنبطاح والأنبراش

  4. احسن مافي مقالك انك قلت انو المؤتمر مسؤول امام الله فهم بحسب انهم محتلين للدوله يجب ان يوزع الغنائم بما يرضي الله