طب وصحة

المرأة تتفوق على الرجل في سباق الذاكرة مع التقدم في السن


من بين الأسباب التافهة، قد ينسى معظم الرجال مواعيد مهمة في حياتهم اليومية، فقرات عديدة في قائمة التسوق، ذكرى ميلاد الزوجة أو الأبناء، أسباب الخلاف الأخير الذي أغضب الزوجة، وربما رقما غير معرّف في قائمة الهاتف الجوّال يثير معه الشكوك والتساؤلات.

هذه المجموعة من الإخفاقات ترجعها الزوجات الغاضبات إلى عدم اهتمام الطرف الآخر أو استهتاره بالحياة المشتركة وربما لرغبة منه في إنهاء علاقة تنغص حريته، لكن دراسة حديثة أكدت على أن هذه الاستنتاجات قد لا تكون في محلها دائما، بسبب وجود مشكلة فيسيولجية غير محددة تصيب ذاكرة الرجل بعطب مع تقادم السنوات ويتفوق فيها على رفيقته في الحياة، حيث أثبتت الأبحاث أن ذاكرة الرجل هي الأسوأ مقارنة بالمرأة في ما يتعلق بفعل ما هو مطلوب منهما فعله في الحياة اليومية.

ولم يتوصل باحثون بريطانيون وإيطاليون إلى السبب الحقيقي الذي يبقي السيدات على تواصل دائم مع الأمور الواجب تذكرها، مرجحين ذلك -كتفسير أولي- إلى قدرتهن العجيبة في إدارة شؤون المنزل والالتزام بالجداول والمواعيد في أوقاتها المحددة، ما يتطلب منهن التمتع بذاكرة فولاذية.

وشملت الدراسة 100 رجل وامرأة في أعمار تراوحت بين 15 إلى 40 عاماً، خضعوا لاختبار في الذاكرة تضمن بعضه كيفية تذكر تنفيذ خطط للمستقبل القريب وآخر متعلقا بالأحداث.

وبينت النتائج أن النساء كنّ أكثر حظاً في تذكر ما يجب عليهن تذكره من مهام وخطط مرتبطة بالأحداث، أكثر من تذكرهن لمهام يجب إنجازها أو التي يتعلق بعضها بوقت محدد.

أثبتت الأبحاث أن ذاكرة الرجل هي الأسوأ مقارنة بالمرأة في ما يتعلق بفعل ما هو مطلوب منهما فعله في الحياة اليومية

وتورد الدكتورة ليانا باليرمو، الباحثة في جامعة برمنغهام أستون البريطانية والمشرفة على الدراسة، أن أمثلة على ذلك موجودة بوفرة ضمن وتيرة حياتنا اليومية؛ فالمرأة هي الشخص الذي يتذكر دائماً أن يشتري الحليب والخبز إلى المنزل لدى العودة من يوم عمل شاق، كما أنها أفضل من يتذكر أوقات النشاطات والحفلات المدرسية للصغار.

وترجع باليرمو الاختلافات في الجنس في ما يتعلق بالذاكرة، إلى طبيعة تركيب الدماغ إضافة إلى الهورمونات، فيما أظهرت أبحاث مشابهة أن محور الذاكرة في دماغ الرجل يعاني من الانكماش ابتداء من سن 20 عاماً وحتى 40 عاماً، لذلك ينصح متخصصون أن يعتمد الرجل على استخدام المدونات اليومية كالأجندات وملفات المواعيد على الكمبيوتر، لتعويض هذا الضعف في الذاكرة.

لكن وجهة نظر مخالفة ترجح أن ممارسة مجموعة من المهام اليومية المتشابكة والمعقدة، في المنزل، مع الأبناء وفي العمل أيضاً من شأنها أن توفر مساحة جيدة للتمرس والتدريب على تذكر الأحداث المهمة والمواعيد، وهذا ما تقوم به الأمهات بالفعل وهي بذلك تنصح الرجال بالإسهام بدور أكبر في إدارة المنزل والاهتمام بشؤون الصغار.

وأشارت باليرمو في مقالها المنشور في المجلة الفصلية لعلم النفس التجريبي، إلى أن الدور الاجتماعي الذي تقوم به السيدات من خلال تأدية مهامهن المتعددة في الحياة اليومية، هو الذي يعزز من أداء الذاكرة ويحفز عمل الخلايا الدماغية المسؤولة عنها في الوقت الذي يقتصر فيه دور الرجل على القيام بوظيفته خارج المنزل، بدلا عن القيام ببعض الأدوار الاجتماعية الأخرى.

الرجال يعانون من نسبة كبيرة من ضعف الذاكرة وتراجع حاد في أدائها حتى قبل الستين وابتداء من سن الأربعين

وتورد الكاتبة والصحفية الأميركية، تيما إيرنفيلد، نتائج الدراسة التي أجراها فريق مايو كلينيك الأميركي مؤخراً بخصوص أداء الذاكرة مع تقدم العمر، الذي يتراجع بعد سن الثلاثين لدى الرجال والنساء على العموم مع انخفاض حاد في منتصف الستين من العمر، إلا أن الرجال يعانون من نسبة كبيرة من ضعف الذاكرة وتراجع حاد في أدائها حتى قبل الستين وتحديداً ابتداء من سن الأربعين، حيث شهد باحثون حدوث انكماش في جزء الدماغ الذي يتعلق بتنظيم عمل الذاكرة.

وفي ما يتعلق بالعوامل الخارجية، فإن الضعف في الإدراك عموماً ومن ضمنه تدهور عمل الذاكرة قد يكون له ارتباط غير مباشر بأمراض مختلفة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة أيضاً، حيث أثبتت الدراسات في هذا المجال وجود ارتباط وثيق بين خلل الإدراك ومرض ارتفاع ضغط الدم في عمر 47 مع وجود إشارات إلى حدوث انكماش في خلايا المخ المسؤولة عن ذلك، في حين تتسبب السمنة في حدوث فقر في الأداء الإدراكي في جميع الأعمار كما تعجّل بالإصابة بالخرف في سنوات لاحقة من العمر.

يذكر أن العديد من الدول المتقدمة قد أولت اهتماماً كبيراً لمحاربة أمراض ضغط الدم والكوليسترول، في الوقت الذي يبقى فيه التحدي واضحاً في ما يتعلق بأمراض السمنة التي لا تلاقي الاهتمام الجدي من قبل المصابين بها وأفراد المجتمع عامة، الذين يعول عليهم الكثير لدعم هذه الفئة التي تشهد نمواً وتسارعاً كبيرين بين أوساط الناس .

جريدة البشاير


تعليق واحد

  1. النسوان بيتذكرن لكن (معظمهن !) ناكرات جميل (ناكرات العشير) .. يعنى الواحدة تشيلها فوق كفوف الراحة وتنقط ليها العسل في خشمها العمر كلو .. لكن هي بعد ما تتأكد انك كبرت خلاص أو مرضت (المهم بقى ما فيك طريقة عرس تاني / كدّة) .. تنكرك حطب، وتقول ليك انت عملت لي شنو !!! محل ما عايز تمشي أمشى ….