تحقيقات وتقارير

يوميات “مسؤول بلا أعباء” غاب وزراء عن مكاتبهم نهار أمس التزاما بالقرار الجمهوري القاضي بحل الحكومة.. كيف يمضي التنفيذيون سحابة نهارهم خارج الدوام


انهمك طاقم مكتبه في إعداد التقارير الختامية وما حوته جعبة الوزير خلال عمله الذي شارف السنتين، والعيون تتابع الأسطر وحركة الأرقام والجداول، قال أحدهم مازحا: “إن لم تفرغوا من عملكم اليوم فأتوقع أن تجدوا طاقم الوزير الجديد بينكم باكرا”، كانت تلك يوميات مديري مكاتب وزراء وموظفين سبقت عملية إعفاء الحكومة وتداعيات التعين… فحالة التكتم والسرية التي ضربت مسارات التشكيل الوزاري جعلت البعض من الوزراء يتحسسون مواقعهم ويستعدون لمغادرة ربما ستطول، بينما ارتسمت الابتسامة على وجوه بعضهم في انتظار مصيره، واعتصم آخرون بالقدر لكون السلطة بيد الله، سيما مع المفاجأة التي حدثت في المجلس الوطني بدفتيه والإتيان بشخصين لم يكونا في الحسبان ولا في توقعات وتكهنات الصحف.

غاب وزراء عن مكاتبهم نهار أمس (الأربعاء) التزاما بالقرار الجمهوري القاضي بحل الحكومة، وكان أغلبهم وزراء الدولة، فخلال مكالمة مع عدد مديري مكاتب هؤلاء، كانت الإجابة أن الوزير لم يأت، حالة من الوداع الأولي سادت تلك المكاتب، ثمة من تمدد في أريكة المكتب وانغمس في نوم عميق في انتظار ساعة نهاية الدوام، فالوقت أشبه بالإجازة عند الموظفين في مكاتب الوزراء المعفيين، يقول أحدهم: “لأول مرة نحس بأننا في راحة حقيقية داخل المكاتب، وتختفي مظاهر الاجتماعات وأصوات التلفونات والضيوف”، بعض الموظفين ثبتوا مفتاح ريموت كنترول التلفاز في إحدى قنوات أفلام الآكشن ودخلوا في حالة استمتاع المشاهدة، يقول مدير مكتب أحد وزراء الدولة: “قرار إعفاء الحكومة لم يترك لنا مجالا لوداع الوزير لأنه خرج في وقت متأخر من الليل”.

بعض الوزراء الاتحاديين حضروا باكرا إلى مقار مكاتبهم، لكنهم لم يمارسوا عملهم اليومي المعتاد بفعل اللوائح، فوزير الإعلام أحمد بلال عثمان شوهد يتجول في مقر الوزارة ببدلته العنيقة، بينما لم يحضر وزير الدولة للإعلام ياسر يوسف مطلقا.. ورغم أن قرار إعفاء الحكومة لم ينص على تكليف وكلاء الوزارات بإدارة شؤون العمل إلى حين تكليف حكومة جديدة إلا أنه وفقا للنظم واللوائح فإن الوكيل يقوم بمهام الوزير في هذه الحالات، فوكيل وزارة الإعلام عبدالماجد هارون التقى في إطار مهمته الجديدة بوفد إعلامي مصري شارك في احتفالات تنصيب الرئيس، وكذا وكيل وزارة المعادن راشد أحمد حسين الذي التقى وفدا روسياً، بينما حضر وزير المعادن إلى مكتبه وأدى صلاة الظهر مع موظفيه لكنه لم يمارس نشاطا رسميا.. غير أنه بحسب مصادر فإن وزيرة العمل إشراقة سيد محمود غابت عن مقر وزارتها منذ نهار الاثنين الماضي، وظل مكتبها مغلقا ولم يعتبه أحد.

الصفحة الرسمية لوكالة “سونا” احتفت بأخبار الولايات الواردة على لسان الولاة، ووكلاء الوزارات، وظلت الساحة السياسية الإعلامية في حالة من البيات المعلوماتي، فكل الأنظار والأفئدة توجهت إلى مقر الحزب الحاكم بشارع المطار، لكن لا إجابة، فاجتماع القيادي حتى مغرب أمس (الأربعاء) لم يلتئم وخلا مقر الحزب من الزوار سواء القيادات أو غيرهم.

الحكومة القادمة حسب مصادر عليمة لا يعلمها كيفيتها إلا ثلاثة قيادات في الدولة “البشير، بكري وغندور” وهؤلاء وفقا لمصادر أيضا كانوا في اجتماع نهاري جمعهم ببيت الضيافة، لم يكن الإعلام حضورا فيها لكنه لم يخل من ترتيبات التشكيل وإرهاصات الوزارة.

ترميم عام حدث في مقار بعض الوزارات الاتحادية، وشوهد عمال يضعون الطلاء على جدران المكاتب، والممرات، وقص لأشجار الزينة، ربما لأن الوزراء والمسؤولين في تلك الوزارات يريدون أن يسلموا العهدة نظيفة وبواجهة مقبولة، وفوق كل ذلك ظل الموظفون في مؤسسات الدولة، في حالة من التساؤلات التي شغلت الرأي العام، حول من يأتي ومن يذهب، هناك من يسأل خوفا على موقعه لجهة أن التعديلات قد تطيحه وهناك من يسأل ليطمئن قلبه

اليوم التالي


‫2 تعليقات

  1. وزير الاعلام ده بلزات خلوه لحدي يحدد الزمان والمكان لضرب اسرائل ايام مصنع اليرموك .وبعد كدة اذهب غير ماسوف عليك يا هالك

  2. يعني شنو بدلته العتيقة مافهمتها دي ممكن تفهمونا ليها ؟