نور الدين مدني

نداء الإنسانية للإنسان السوداني في دارفور


*ما يجري في السودان وفي دارفور خاصة من نزاعات مسلحة أمر مؤسف لأن السودان كان نموذجاً حياً للتعايش والتسامح بين كل مكوناته العقدية والإثنية المتداخلة منذ قديم الزمان‘ لكن الفشل في إدارة التنوع وسوء استغلاله أجج هذه النزاعات وفاقمها.

*إن ما يجري في دارفور لا يمكن فصله عن الاختلالات السياسية والاقتصادية لكن النزاعات في دارفور تطورت من نزاعات محدودة بين الرعاة والمزارعين ونزاعات بسبب مظالم السلطة والثروة إلى أن أصبحت للأسف الشديد نزاعات قبلية داخلية الخاسر الأكبر فيها الإنسان السوداني في دارفور.

*شهدت شخصياً إبان فترة عملي في دارفور كيف كان الإنسان السوداني يعيش هناك في سلام ووئام ليس فقط وسط القبائل الدارفورية فقط وإنما مع الآخرين من ربوع السودان ومن خارجه.

* لذلك أجد نفسي مسانداً لنداء الإنسانية الذي وجهه الامين العام لهيئة شؤون الانصار الشيخ عبد المحمود أبو الذي وجهه للإنسان السوداني في دارفور لوقف هذه النزاعات الداخلية اللعينة والسعي بجدية لإزالة أسبابها عبر آلية مجلس الحكماء المقترح تكوينه من زعماء القبائل وقادة الحراك المجتمعي في دارفور.

*إننا نرى ضرورة توحيد صف وإرادة الإنسان السوداني في دارفور للخروج من دائرة النزاعات القبلية الداخلية للاتفاق على كلمة سواء بينهم وحصر المظالم القائمة بين القبائل والمظالم العامة في شؤون الحكم والإدارة والعمل سوياً على إزالة أسبابها.

*ظللنا ندعو الحركات الدارفورية المسلحة لتوحيد صفها تحت مظلة واحدة وان تنخرط بجدية في مسار الحل السوداني المنشود لتأمين حقوق الإنسان السوداني في دارفور بدلاً من هذا التشظي الشيطاني الذي بات يهدد أمن وسلام واستقرار ومستقبل دارفور.

*هذا الحراك الإيجابي المطلوب لابد أن تتزامن معه حملة منظمة لجمع السلاح من القبائل‘ عبر صيغة عادلة تحفظ حقوق الإنسان السوداني في دارفور ومعاقبة المجرمين وردع المعتدين وتعزز ثقافة السلام والتعايش والتسامح والعفو .

*إن الفشل في إدارة التنوع أفقد السودان جزءاً عزيزاً من أرضه وشعبه‘ ونخشى إن استمرت النزاعات المسلحة في دارفور بعيداً عن مسار الحل السوداني الشامل أن نفقد هذا الجزء العزيز من السودان ويفقده أهله أيضاً.
كلام الناس
noradin@msn.com