تحقيقات وتقارير

ترشيق المنهج: أولى أساس.. تغيير المنهج والزي خطوتان لتطوير التعليم


غداً الأحد، سيُقرع الجرس مُعلناً بداية العام الدراسي بالنسبة لمدارس ولاية الخرطوم، ورغم أن هذا الأمر يبدو عادياً وروتينيا يحدث كل سنة، لكن هذا العام سيكون مختلفاً في بعض تفاصيله نسبة لتطبيق السلم التعليمي والمنهج الجديد على طلاب الصف الأول أساس، بجانب تغيير الزي المدرسي أيضاً.

في السياق هذا، كانت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم كشفت عن تدريب نحو 4 آلاف معلم بالولاية، على تدريس المنهج الجديد، الذي عدّه خبراء تربويون خطوة موفقة في سبيل تغيير وتطوير المنهج الدراسي رغم أنها جاءت بعد أكثر من عقدين لم يتم خلالهما تحديث المنهج. إلا أن بعض الأسر التي استطلعتها (اليوم التالي) أبدت قلقها من تلك الخطوة ووصفتها بغير المجدية في ظل غياب البيئة الملائمة لتطبيق هذا النظام التعليمي الجديد.

نهاية التنظيم المحوري

عطفاً على ذلك، لابد من الإشارة إلى أنه تم تطوير المنهج الجديد المزمع تدشينه هذه السنة، بناءً على توصيات مؤتمر التربية القومي الذي التأم في فبراير 2012 حيث عكف خبراء مناهج من (بخت الرضا) على إعداده على ضوء فلسفة تعتمد ما يسمى بمبدأ تنظيم المواد المنفصلة عوضاً عن أسلوب التنظيم المحوري الذي كان معمولاً به، وبحسب الخبير التربوي بقسم اللغة العربية بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي (بخت الرضا) الدكتور (عوض أدروب) فإن المنهج المحوري المستخدم الآن تكتنفه بعض العيوب أهمها عدم تدريب المعلم وعدم توافر بيئة تدريس جاذبة بالنسبة للتلاميذ، ما أدى إلى العدول عنه إلى منهج (المواد المنفصلة)، بتأليف كتاب الصف الأول.

يواصل (د.أدروب) حديثة قائلاً: “في تقديري كباحث ومعلم إنه قد تم إعداد هذه الكتب بصورة جيِّدة بوساطة خبراء معهد بخت الرضا الذي يُعد بيت خبرة كبيراً ومتخصصا في إعداد المناهج الدراسية على المستويين العربي والأفريقي وبالتالي جاءت هذه الكتب رشيقة وقائمة على (مدخل المعايير) باعتباره أحدث المداخل المستخدمة في إعداد المناهج الدراسية وآخر ما توصلت إليه بيوت الخبرة التربوية المتخصصة في صناعة المناهج الدراسية على مستوى العالم”، وأردف: “نعني بالمعايير الشروط والمواصفات التي يجب توافرها في كل عنصر من عناصر العملية التعليمية، كأن يكون الكتاب رشيقا والمعلم مُدرباً، والبيئة الدراسية ملائمة، ونسعى إلى أن تبلغ نسبة تحصيل التلاميذ بعد نهاية كل صف دراسي 85%، ليس في التحصيل الدراسي فقط بل في المعارف والمهارات والقيم، فتقييم التلميذ لن يكون بناءً على الامتحانات فقط، ففي الصف الأول سيمثل الامتحان التحريرى نسبة 30% فقط من النتجية النهائية، وسنمنح الأنشطة والمشاركة داخل الصف الدراسي وخارجه 70%، وهذا يعطي تقييماً مستمراً للأنشطة عبر ما يعرف بالسجل التراكمي”. وأشار أدروب إلى أنه سيتم التغيير سنة بسنة وخطوة بخطوة.

ملحقات المنهج وتفاصيله

يعود الخبير التربوي ليوضح لنا أنه روعي ما يسمى بالتكامل بين المواد في منهج اللغة العربية الجديد للصف الأول، وأنهم وفروا كراسات للأنشطة واعتبرها أساسية ومكملة للمنهج وأكد أنها ستمنح مع كل كتاب عدا التربية الإسلامية. يُبيّن الدكتور أدروب أن الكتاب الجديد عالج مشكلات التداخل اللغوي في السودان، فهناك أصوات موجودة في العربية ومفقودة في اللغات المحلية، مثل (ع- ط- ظ) وتمت معالجتها بتدريبات خاصة تسمى الثنائيات الصغرى، بالصور قبل الكلمات، وهذا يحدث لأول مرّة، وأضاف: “تمت مراعاة المهارات الأربع (الاستماع، الكلام، القراءة، الكتابة)”. إلا أنه عاد ليطالب إدارة المركز القومي للمناهج بعدم استعجال إرسال الكتب للتحكيم والمطابع قبل انتهاء الشُّعب من إعداد الكتب بصورة نهائية.

الشمالية.. تدريب و(نفرة)

من جهته، قال المدير العام لوزارة التربية والتعليم بالولاية الشمالية، الأستاذ (لطفي سعيد) إن العام الدراسي في ولايته التي تضم (500) مدرسة أساس بدأ منذ الثالث من مايو المنصرم، مؤكدا أن فكرة تغيير منهج الصف الأول راقت للأسر، خاصة في ما يتعلق بفصل بعض المواد مثل اللغة العربية والرياضيات، مستطرداً أن التربويين أجمعوا على أن ذلك مفيد، مشيراً إلى توفير الكتب المدرسية (الجديدة) للصف الأول بواقع (19500) كتاب لكل مادة، وتشمل اللغة العربية، التربية الإسلامية، الرياضيات، التربية المسيحية والأخيرة أقل نسبة لقلة متلقيها، وكشف عن تدريب أكثر من (627) معلماً (حلقة أولى) بجهد مشترك بين الولاية والمحليات والوزارة الاتحادية ووزارة المالية والهيئة النقابية لعمال التربية والتعليم واتحاد المعلمين بالولاية فقد أسهموا جميعهم في التدريب قبل بداية العام الدراسي.

شندي وسنار على الخط

يقول الأستاذ بمدرسة شندي الجنوبية بنين (بشير محمد علي)، وهو أحد الذين دربوا المعلمين على طرق تدريس المنهج الجديد، إنهم نظموا دورة تدريبية استمرت 15 يوما لمعلمين من خمس وحدات. معلمان من كل وحدة، وأنه تم تدريبهم على منهج الصف الأول على يد (50) مدرباً تم اختيارهم من سبع محليات، وكشف عن الكتب الجديدة وصلت إلى محلية شندي بالفعل، ولكن لم تصل البطاقة الخاصة بالتلميذ رغم أن العام الدراسي سيبدأ غدا الأحد.

وعن ولاية سنار التي تضم 24 وحدة تعليمية و(770) مدرسة أساس تتوزع على سبع محليات، تحدثنا عبر الهاتف إلى مدير تعليم الأساس (عبد الرحيم جادين) فأكد لنا أنه تم تدريب 3 مدربين من أجل تدريب آخرين يتولون بدورهم تدريب المعلمين على المنهج الجديد للصف الأول، وأشار إلى أن الـ(3) الذين تم تدريبهم ينتسبون إلى مدارس المجموعة (ب) التي تفتح في فصل الصيف نسبة لظروف الخريف وتشمل 170 مدرسة، وابتدر العام الدراسي فيها منذ (25 أبريل)، وأضاف: “أما المجموعة (أ) فسيبدأ العام الدراسي فيها في 14 يوليو، وسيتم تدريب معلميها على تدريس المنهج الجديد الأسبوع المقبل”.

يختم جادين قائلاً: “بحسب الخطة الموضوعة فإن الكتب ستغطي عدداً كبيراً من تلاميذ الصف الأول الذين لا يقلون عن 30 ألفا، وأنه في ما لو حدث نقص فسيكمل من مطبعة الولاية”، وأردف: “بالنسبة لمحلية السوكي فقد أسهمت بشراء الكتاب المدرسي بجهد ذاتي

اليوم التالي