د/ عادل الصادق المكي

الله يقدرني. خشمي


صدفة.. رماني الريموت في لحظات (عدم شغلة).. وأنا أقلب في القنوات.. كلها بدون فرز سودانية على أجنبية.. وقفت عند قناة عربية.. فيها جمل (بعير).. جاري مادي رقبتو ومدلدل تلاليشو. ويبرطع.. وزول بيغني ومجتهد شديد.. وبعد أن رخيت أضاني.. لقيت الزول دا بيغني ويشكر في الجمل “وحات الله وحات الله الجمل الشافتو عيني داك مافيهو شُكُر.. علا أسوي شنو؟ الجمل جملهم والقناة حقتهم والفنان ولدهم.. يشكرو زي ما دايرين.. لكن انا البي يقدرني خشمي شنو؟”.. انتظرت قلت الجمل دا يقيف والغناي يسكت أشوف دي قناة شنو؟ وحنكها شنو؟ نص ساعة.. الجمل يبرطع والزول يغني.. أصلو ما حنو عليهو قالو يريحوهو شوية.. قنعت ومشيت من القناة أم جمل دي.. لكن باقي لي إلى كتابة هذه السطور يكون الجمل قاعد يبرطع والفنان يغني ليهو!! استوقفتني قناة النيل اللزرق.. كان احتفال للعاملين وتكريم بعض العاملين.. شفتهم كلهم مترصيين صلاتي علي النبي.. وسيد القناة الجديد قاعد.. وكرمو بعض الناس.. ومافي شك كل زول يكرم بيستحق التكريم.. علي الأقل في نظر من كرموهو.. لكن صرااااحة التكريم في البلد كتر.. حتى أنه فقد معناهو “علا أنا البي يقدرني خشمي شنو؟”.. وسمعت كلمة المالك الجديد للقناة.. وهو يشكر في قناتو.. وفي ناسها.. وقال ح يزيدهم ستين في المية من الراتب.. بارك الله فيهو أخير من عدمها.. لكن كنت بعتقد طالما هو شكرهم كدي ودقّ سدرو ووصل الزيادة لي عن ستين في المية.. مية في المية ماها بعيدة.. كان يعملها ليهم مية في المية.. أصلهم بعدين لما يجو يصرفوها ح يصرفوها خمسين في المية والخمسين الباقية تمشي كسور وبواقي “علا انا البي يقدرني خشمي شنو يا جماعة؟”.. ما زلت عند رائي إنو قنواتنا الفضائية جت ما عندها طعم ولو لموهن كلهن في فرد قناة بي يريحونا ويكفونا شر مساككتن.. لكن قناة النيل الأزرق هي القناة الوحيدة السجمها أقل من الباقيات.. وبي شوية مسيحه بتبقى سمحة.. ويخلو الواسطات والمجاملات.. شغل الإعلام مافيهو مجاملة.. دا شغل فضيحة قاعد في السهلة.. ما يجي واحد قايد ود أخوهو واللا ود اختو ويقول لكم عليكم الله خلوهو ياخد لو غنيوة في قناتكم دي.. ويكون في البيت أبوهو مانعو يغني.. واللا شغلو لي بت اختي دي مذيعة أصلها مدربة وجاااهزة وحات الله كل يوم قاعدة تقرا لي جدها الأضانو تقيلة قاعدة تقرا ليهو الجريدة.. إن دايرين تمشو لي قدام سو كدي.. “علا أنا البقدرني خشمي شنو؟”.. كانت المطربة الفنانة القديرة سميرة دنيا قاعدة تغني ودا الخلاني أقعد.. واستمع واستمتع بصوت سميرة دنيا.. في رائعة خليل فرح غنية “ماهو عارف قدمو المفارق”.. والتي زانها وزادها روعة، صوت سميرة دنيا.. لكن للأسف لاحظت أن الأوركسترا كانت قاعدة تلخبط وتسوط.. مما شوه الأغنية ولم يشوه أداء سميرة.. وأداء سميرة وجمال صوتها ما بيشوهو إلا رب العالمين.. غايتو إن بقو اتغاتتو يبقو اتلومو فينا.. وإن بقوا ما بيعرفو يعزفو يبقى اتلومو في رقبتهم!!