منوعات

مريضة بالايدز تكشف تفاصيل مثيرة حول إصابتها بالفيروس من زوجها


ظهر مؤخراً في الشارع السوداني مرض المناعة المكتسبة (الأيدز) الذي أصبح يشكل هاجساً كبيراً في المجتمع ولم يتوقف انتشار هذا الداء الخطير عند الشباب من الجنسين إنما طال حتى الاطفال الأبرياء فيما نجد أن هنالك مصابين تزوجوا من مصابات انجبوا اطفالاً اصحاء بالضبط كقصة السيدة (…) المتعايشة مع الايدز منذ خمس أعوام فهي قبل ذلك لم تكن تحمل الفيروس الذي انتقل لها من زوجها مما جعل قلبها يتقن الإنصات إلى المصير المجهول الذي آلت إليه دون ذنب تقترفه سوى أنها متزوجة من رجل لم تكن تدري أنه مصاب بمرض الأيدز إلا عندما اسعف إلى المستشفي وفي ذلك الوقت كانت هي حبلي بطفلها في شهره الخامس ومن هنا أحست بثمة مشاعر مشحونة بالوحشة والفجيعة والغربة والتوق الغامض للدفء الإنساني ، مشاعر أشبه بتلك المشاعر السالبة التي تقطن كبرياء الصمت ورحم السرية بصورة مفاجئة وبالتالي وقع عليها نبأ إصابتها بالداء كالزلزال الذي جعلها تبحث في الظلمات عن شخص يقول لها أن نتيجة الفحوصات خاطئة ولكن لا حياة لمن تنادي من وسط تلك الوجوه التي تسلقتها الدهشة .. وهي كانت تبكي وتبكي بحرقة شديدة فالمشكلة التي وضعت فيها أكبر منها بكثير وكانت تتسأل بصوت متقطع الشهقات نتيجة البكاء ولم تكن تأبه بمسح الدموع المتساقطة بطرف ثوبها في محاولة منها لعكس حكايتها للناس حتى لا يقعون في مصيدة الأزواج المصابين بالايدز وقالت : إذا سألتني ما هو الحل ؟ سأقول على الجميع أن يفحصوا فيروس مرض المناعة المكتسبة قبل الأقدام على خطوة الأرتباط طويل الأمد ومن هنا دعونا ندلف لهذه القصة المثيرة والمؤثرة جداً في السيناريو والتفاصيل التي تحمل بين طياتها الكثير من التشويق.
وعن الكيفية التي تعرفت بها على الإصابة بالايدز ؟ قالت : من خلال زوجي الذي كان مريضاً بالمستشفي فأجريت له فحوصات شاملة إلا ان النتيجة جاءت سليمة فما كان من الأطباء إلا وأشاروا علينا بإجراء فحص الايدز الذي اثبت بما لا يدع مجالات للشك أنه مصاب في حين أنني كنت حبلى منه مما استدعاني لإجراء الفحص ايضاً فكانت النتيجة أنني مصابة ايضاَ ما حدا بيَّ الدخول في دوامة لا غرار لها .. هكذا صدمت صدمة قوية بهذا الواقع الجديد إلا أنني بمرور الزمن بدأت أتعايش معه ومن ثم أخذت الإرشادات التوعوية الخاصة بالحفاظ على مولودي الذي خرج إلى الدنيا سليماً معافي من الإصابة بمرض الايدز… هكذا تأقلمت على الحياة الجديدة إلى ان أنجبت الأنباء الواحدة تلو الآخر وهم جميعاً لم تنتقل لهم الإصابة بفيروس مرض المناعة المكتسبة مني أو من والدهم الذي عمل في وظيفة قيادية باحدى منظمات المجتمع المدني.
وسألتني سؤالاً مفاجئاً مفاده هل كنت ستعرف أنني مصابة بداء الايدز لولا أنني قلت لك ذلك ؟ فقلت : لا لأنه لا يبدو عليك المرض قالت : أنت الآن ستلتقي بالمتعايشين في الجمعية ولن تصل إلى هذه النتيجة لو لم يفصحوا لك عنها .. فالفيروس لا يظهر على جسم الإنسان المصاب إلا من خلال الفحوصات الطبية.
أكثر من مريض بالأيدز في الخرطوم أو خارجها يصل عددهم في الجمعية السودانية لمصابي فيروس المناعة المكتسبة حوالي 3 ألف متعايش من بينهم ضيفتنا السيدة (….) التي قالت : أخشي أن يكون المصابين بالأيدز أكثر بكثير من هؤلاء أو أولئك الذين اثبتت الفحوصات اصابتهم بالداء الذي لا يظهر على الإنسان بقدر ما يظل ينهش في الجسد تدريجياً لذلك أرى أنه يجب على الجميع اجراء فحص الأيدز من أجل ألا يتفاجأوا به كما حدث معنا نحن في وقت سابق .
وتسترسل : بدأت تداعيات أكتشافي للمرض قبل خمس سنوات من تاريخه حيث أنني تعرضت للإصابة به عن طريق زوجي إلا أن الإشكالية التي تواجهني في الوقت الحاضر تكمن في استلام منزل بالإسكان الشعبي الذي قدمنا له بواسطة البرنامج إلا أنه لم يحدث شيء إيجابي جديد علماً بأن الفائل محدد حتى العام 2014م وعبركم اناشد السلطات المختصة في معاونتي على اقتناء المنزل المشار إليه.
وعادت إلى عدم استلامها منزل بالإسكان الشعبي قائلاً : سلطات الأراضي قررت منحنا إليه في العام 2014م في حين أننا نعاني من الإقامة بالإيجار البالغ في قيمته ستمائة ألف مع التأكيد أنني وزوجي مصابان بالداء .. لذلك اتمني صادقة أن يتم اعطائنا المنزل في اقرب وقت ولا مانع لدينا من دفع المبلغ المالي الشهري مقابل ذلك.
وحول إحساسها بالإصابة بمرض الأيدز قالت : تخيل أنه فجأة وبدون مقدمات يقولون لك أنت مصاب بفيروس المناعة المكتسبة الذي لم أكن اعرف عنه شيئاً من قريب أو بعيد سوى ما يتم تداوله في اجهزة الإعلام عن خطورته .. حتى أنه كانت جارتي مريضة بالأيدز ولم تكن تخالط اهل المنطقة بقدر ما تتواصل معي بصورة مستمرة للدرجة التي سألوني فيها لماذا تزورك هذه المصابة بالأيدز كثيراً ؟ فما كان مني إلا أن رحلت من المنطقة حتى لا تطالني الشبه بأنني مصابة بالفيروس الذي ينظر إليه المجتمع نظرة سالبة لا تدع لنا مجالاً للكشف عن أنفسنا للعامة فمثلاً لو ذهبت إلى المستشفي لخلع ضرس وقلت للطبيب أنك مصاب بالأيدز يرفض ذلك في حين أنك إذا التزمت الصمت يخلعه لك كسائر المرضي الذين يلجأون إليه.
وتضيف : ومن هنا يتبين عدم الوعي بداء الأيدز رغماً عن مرور سنوات وسنوات على الإعتراف به رسمياً في السودان في العام 2003م حيث تعالت الأصوات المنادية بضرورة عدم نبذ المصابين بفيروس الأيدز ولكن يبدو أن المشاهد التي عرضتها وسائل الإعلام آنذاك الوقت كان لها الأثر الأكبر في تعمق النظرة السالبة التي قادتني في وقت سابق إلى الهروب من الحي المقيمة فيه لأن جارتي المصابة تزورني حتى أن (يد الفندك) خاصتي تركتها لها إلى أن انتقلت إليّ العدوة من زوجي وكنت كل ما الم به عن فيروس المناعة المكتسبة أنه مرض خطير .. مرض قاتل .. مرض يصيب الناس الذين يمارسون الجنس خارج مؤسسة الزواج لكن الحمد لله.
وذهبت إلى نظرة الجيران والمجتمع لها بعد الإصابة بمرض الأيدز قالت : هل تصدق أنني أخفي عنهم ذلك بما في ذلك أهل زوجي ووالدتي قبل انتقالها إلى الرفيق الأعلى هي ايضاًَ لم تكن على علم بهذه الحقيقة.. أما بالنسبة لأبنائي فقد انجبت منهم قبل الاصابة بالايدز ثلاثة وبعدها انجبت اثنين بالارشادات الطبية في المركز وبالتالي هما الاثنين غير مصابين وهم جميعا يدرسون في مرحلة الاساس والروضة ولا تواجهم أية اشكالية في تلقي الأكاديميات.
وبعثت برسالة الى المجتمع قائلة في فحواها: من اوجب الواجبات أن ينظروا الى مرض الايدز على اساس انه مرض لا يختلف عن بقية الأمراض التي تصيب الانسان ولا يوجد لها علاج سوي المسكنات كالسكري والسرطان والفشل الكلوي والى آخره من الامراض المختلفة التي تاتي للانسان بارادة الله سبحانه وتعالي لذلك اتمني صادقة ازالة وصمة العار من حامل فيروس المناعة المكتسبة فكم انسان يعتقد انه صحيحا معافى وأكتشف الإصابة بالصدفة كالمريض الذي عرضتم أنتم قصته قبلا والذي تفاجأ به في الفحوصات الطبية التي اجرها للسفر الى المملكة العربية السعودية بغرض العمل في مجال التدريس بموجب عقد ابرم معه وبالمقابل حينما يكتشف مريض الايدز عن نفسه في الاماكن العامة مثل المستشفيات فانه يكون ساهم في حماية المتعاملين معها من انتقال العدوى لهم باستخدام الحقن والمشارط والخ من الادوات الطبية التي يستخدمها الاطباء في علاج هذه الحالة أو تلك فأنت اذا لم تنبه الجهات المختصة ستساهم في انتشار فيروس مرض المناعة المكتسبة في اوساط الناس الاصحاء لأنه ينتقل عبر عدة طرق خلاف الممارسة الجنسية الاسرع من كل الطرق المغايرة له لذلك ارجو أن يجد مريض الايدز المساعدة من كل الجهات المختصة التي يذهب اليها لقضاء معاملة ما في حياته اليومية لأن الذي يعلن عن نفسه يعمد الى ان لايصاب آخرين بانتقال العدوى اليهم منه.
وتشير الى ان الايدز لا يظهر على الوجه أو في الجسد حتي يتعرف عليه الناس بالظاهر بل هو في الدم الذي لا يمكن اكتشافه الا وفقا للفحوصات الطبية التي كانت قبلا محصورة في معمل استاك فقط انما الآن اصبحت هنالك مراكز كثيرة لممارسة ذلك. فأنا مثلا يمكن ان افعل أي شيء دون ان يعرف أي انسان أنني مصابة بالفيروس لأننا قبل ان نقنن هذا المرض بالجمعية السودانية كانت هنالك سيدات يعانين في المستشفيات من النظرة السالبة لهن باعتبار انهن يحلمن فيروس المناعة المكتسبة خاصة حينما يذهبن لانجاب ابنائهن حديثي الولادة وأنا واحدة من هؤلاء النسوة اذ أنني ذهبت لهذا الغرض فما كان من الطبيبة الا وطردتني لأنني صارحتها باصابتي بمرض الايدز الا انه في الوقت الحاضر فالوضع اختلف عن سابقه نوعا ما وذلك بالتوعية البرامجية التي يقوم بها المهتمين بشأن حاملي فيروس المناعة المكتسبة (الايدز) وانا كنت قد عانيت معاناة كبيرة في عملية انجاب طفلي الأخيرين اللذين هما الآن يدرسان في الروضة وحينما طردتني الطبيبة توجهت الى مستشفي آخر ولم اقول لهم أنني مصابة بالايدز الشيء الذي جعلهم يستقبلوني ومن ثم انجبت طفلي بصورة طبيعية ولكن فيما بعد تدخل البرنامج الخاص بمرضي الايدز وقام بمحاسبة الطبيبة سالفة الذكر ومن القصص التي تصب رأسا في هذا الإطار هو أن هنالك مستشفي رفض طبيبه خلع أضراس لمصابين بالايدز فالأول منهما قال للطبيب أنني مصاب بفيروس المناعة المكتسبة فما كان من الطبيب إلا أن رفض خلع الضرس أما الثاني الذي كان يراقب الموقف من علي القرب الا والتزم الصمت ولم يفصح للطبيب عن إصابته بالمرض الأمر الذي قاد الطبيب الى ان يخلع له ضرسه.. ويعود الأول دون ان يتماثل للشفاء.
وسألتها هل أنتم كمرضي بالايدز ليس لديكم مستشفيات خاصة بكم كالذي يتم بالضبط مع مرضي السرطان أو السكري؟ قالت: لا توجد مستشفيات خاصة بمرضي فيروس المناعة المكتسبة بل لدينا مراكز تعمل من الصباح حتي الساعة الثالثة عصرا أي ان المصاب اذا تعرض لوعكة بعد هذا التوقيت يصعب استيعابه في المستشفيات الخاصة والعامة لأنه اذا وجدت طبيبا متفهما لحالة المرض تتم معالجتك أما اذا حدث العكس فأنه سيتم طردك لا محال ففي الغالب الاعم تجد المتعايشين مع الايدز يشكون من وجع الضرس والآلام في العيون وفي الاخيرة لدينا مريض يعاني من اشكالية في عينه الاطباء كل مرة يؤجلون له إجراء العملية الجراحية بدون أسباب منطقية علما بأنه جاء من ولاية من ولايات السودان البعيدة وعلى هذا النحو الى ان فقد نظره.
سفراء للنوايا الحسنة لمرضي الايدز
وتستطرد: اتمني في المرة القادمة ان اظهر في الصحيفة بعيدا عن التخفي الذي فرضه علىّ المجتمع من واقع نظرته السالبة لنا لأنني لا امانع في أن يعرف الجميع اصابتي بالايدز الذي اعمل في ظله في خدمة المجتمع. ثانيا اتمني ان يتجه الفنانين والفنانات ومشاهير المجتمع الينا وان يرشحوا واحدا منهم لكي يكون سفيرا للنوايا الحسنة لمرضي الايدز في السودان فكل الامراض الاخري المستعصية يوجد لديهم سفراء نوايا حسنة لذلك ادعوهم لزيارة الجمعية السودانية والتعرف علينا عن قرب لأنه سبق ولجأنا الى احدهم وطلبنا منه المجيء لنا في الجمعية فقال لنا: آتي اليكم من أجل ان اعزي فيكم.

سراج النعيم _ النيلين


‫8 تعليقات

  1. أخ سراج سردك جميل وقصه فعلا مؤلمه لكن الصحيح أن تقول مرض ( نقص ) المناعة المكتسبة بدلا عن مرض المناعة المكتسبة ،،، أمنياتي لك بالتوفيق وانت تخطو اول الخطوات الصحية في السلم الصحفي ،،،، الي الاماااام يا استاذ سراج

  2. عندما علمتما انكم مصابين بالايدز لماذا لم توقفا الانجاب ؟ اولادكم نعم لم يصابا بالمرض و هذه نعمة من الله و لكن العار سوف يلاحقهم مدى الحياة فكان الاجدر ان تكتفوا بالاولاد القبل الاصابة و اسال الله اللطف

  3. اسمو نقص المناعة المكتسبة يا سروجة
    قليل من الاطلاع لا يضر

  4. مسعولين من الخير
    انتو سروجة دا مش قال اعتزل العمل الصحفي في السودان وشادي الرحال لخارج السودان
    شنو الحصل

  5. سراج ده احلي ذول هنا أريتني لو اعرف كيف اقابلك كنت أشكرك علي مجهودك الكبير في الموقع ده

  6. يا سراج بالله اكتب مقالات قصيرة عشان نصلح ليك اغلاطك ونضحك شوية ونمشي نشوف مصالحنا
    الداير يقرا ليك الكلام الكتير ده منو يا اخوي
    زمان كنا لما نقرا اسمك الرنان الجميل نقرا كلامك كله فتصيبنا لفة الراس و فوبيا القراءة

  7. غايتو اخترت فقرة عشوائيا من الكللم الفوق ده فتأملوا خصوصا الجملة الاخيرة والانتقال غير السلس عندما كتب كلمة استاك يعني فحص الايدز اصبح ممارسة
    .
    .وتشير الى ان الايدز لا يظهر على الوجه أو في الجسد حتي يتعرف عليه الناس بالظاهر بل هو في الدم الذي لا يمكن اكتشافه الا وفقا للفحوصات الطبية التي كانت قبلا محصورة في معمل استاك فقط انما الآن اصبحت هنالك مراكز كثيرة لممارسة ذلك

  8. الفقرة المقبسة اعلاه تذكرني بالنكات التي المستهلة بعبارة مسطول قال لصاحبو …