مزمل ابو القاسم

أيلا وأسماء أخرى


* مهما أغلظنا في حق المؤتمر الوطني، ومهما انتقدنا محاصصاته المزعجة، وترضياته العديدة، وتشبثه بتكوين حكومة ضخمة المنكبين، مترهلة التكوين، كثيرة الوزراء الاتحاديين، في بلد يفترض أنه يُحكم (لا مركزياً) فإننا لا نستطيع أن نتجاهل حقيقة أن الحزب الحاكم بدا أكثر جرأةً وأوفر شجاعةً من كل حلفائه في قبوله للتغيير، حتى ولو احتفظ ببعض من أمضوا أكثر من ربع قرنٍ من الزمان في دهاليز الحكم.
* العديد من الوجوه الجديدة، لقيادات شابة دخلت التوليفة الوزارية، مثل مدثر عبد الغني (وزير الاستثمار)، وحامد ممتاز الذي تولى حقيبة وزارة الثقافة، وعوض حسن النور الذي خلف مولانا دوسة في وزارة العدل، ومحمد زايد الذي حل محل مكاوي في النفط، بعد تحويله إلى وزارة النقل.
* الدخيري، محمد يوسف، موسى خضر كلها أسماء جديدة قدمها المؤتمر الوطني للحكومة.
* حتى على مستوى الولاة، أجرى الحزب الحاكم عملية نزع جلد شاملة، لم تستثن سوى ثلاثة ولاة فقط، بقي واحد فقط منهم في موقعه السابق، أما حلفاء المؤتمر الوطني فقد كانوا أضعف من أن يستغنوا عمن لعبوا دور الكومبارس في الحكومات السابقة بجدارة.
* الوجوه التي دفع بها الاتحاديون (بشقيهم) للحكومة الجديدة لا جديد فيها سوى استبدال ابن الميرغني جعفر الصادق بأخيه الحسن.
* الدقير استمر مساعداً للرئيس.. وزير الإعلام أحمد بلال في مكانه.. وزير البيئة حسن هلال في موقعه، مع اعترافنا التام بأن الرجل أنجز في وزارته ما يستحق الاحتفاء.
* الفاتح تاج السر لم يتغير.. وزير رئاسة الجمهورية أحمد سعد عمر (ثابت مغطينا).
* لا جديد سوى استبدال عثمان عمر الشريف بمنصور يوسف العجب، وإشراقة سيد محمود بالشريف حسين.
* أحزاب الأمة الحليفة للمؤتمر الوطني، لم تجهد نفسها بأي عملية تغيير، حيث ترددت الأسماء ذاتها، بقيادة الصادق الهادي المهدي وبابكر نهار.
* مكونات الشرق عنوانها الأبرز مساعد الرئيس موسى محمد أحمد، ومبارك مبروك سليم.
* حتى الحركات الموقعة على اتفاقيات سلام مع الحكومة لم تجهد نفسها بالتغيير، فأتت بذات الأسماء القديمة، مثل تابيتا بطرس، وسراج الدين حامد.
* على الرغم من إقدام المؤتمر الوطني على ترشيح العديد من الوجوه الجديدة إلا أن ذلك لم يشبع طموح بعض قيادات الحزب، ممن طالبوا بتغييرٍ كامل، يزيح كل من أطالوا المكث في مناصبهم.
* حتى الوالي الذي حقق نجاحات كبيرة، منحته شعبية كبيرة، ونجومية طاغية، محمد طاهر أيلا، تم تحريكه من البحر الأحمر إلى الجزيرة، علّه يعيدها سيرتها الأولى، ويغير إرث الفشل الذي خلَّفه بعض من سبقوه في المنصب، وقد بادر أحدهم بتعيين خريج (إرشاد زراعي) مستشاراً للوالي لضبط الجودة وتطوير الأعمال!!