رأي ومقالات

اسامة عيدروس: هل ابعاد كل الكباتن وتعيين ابراهيم محمود مسئولا عن الحزب هو رصاصة الرحمة من البشير للمؤتمر الوطني؟


ديك المسلمية
=======
مين كتل الهمبو؟؟؟
+++++++++++
لم يتعاقد معك احد
على حمل الشجرة الى أبواب المسجد
سوف تحملها وحيدا على ظهرك
وفي باحة هذا المساء المجروح
لن يزور احد أحدا
سيظل المشهد على الرف
المؤتمر الوطني يمضي كحزب نحو الموت السريري ببطء. هذه المرة يبدو أن الحزب قد أحنى رأسه للعاصفة تماما حتى انبطح. بعد المفاصلة تم الغاء الأمانة العامة للحزب كي يتم معها الغاء الازدواجية بين الحزب وحكومته وذلك طبعا لصالح الجهاز التنفيذي. رغم ذلك ظل الحزب طوال السنوات الماضية حاكما قبضته موجها لحكومته، واضعا لسياساتها. وكان قادة الحزب رغم ازدواجية مناصبهم (علي عثمان، نافع، عضوية المكتب القيادي) قادرون على ابراز صورة الحزب على حساب الجهاز التنفيذي. لكن لوائح الحزب ونظامه الأساسي (لم يتم اجازتها أبدا خلال أي مؤتمر عام للحزب) تعرضت لمبضع الجراح مرات عديدة لتحكم القبضة رويدا رويدا لقيادة الحزب أولا والتي أطيح بها في التعديلات الاخيرة قبل المؤتمر العام ليجد الحزب نفسه بالكامل في قبضة الرئيس.
القيادات التي اجتهدت كثيرا في الماضي من أجل الغاء شبح الترابي داخل المؤتمر الوطني وجدت نفسها خارج اللعبة والغريبة أن الجميع هلل لخروجهم…البعض كرها فيهم والبعض ظنها فرصة للاصلاح وتجديد دماء الحزب. ولكن بمجرد انجلاء الغبار اتضح أن الحزب لم يفقد بوصلته فقط بل فقد معنى وجوده حتى كديكور لسلطة قابضة.
كان واضحا أن الاصلاح وورقته التي تم تداولها على استحياء ومنحت خمسة دقايق في نهاية كل جلسة افتتاحية للمؤتمرات هي مجرد ديكور لم يكن ليكتمل بغير خروج كل الكبار بما فيهم الرئيس. ولكن الرئيس لم يذهب معهم بل بقي ليجعل من نفسه الآمر الناهي الوحيد في الحزب. ولكن المؤتمرات القاعدية التي رسمت بعناية كانت تضع حبل المشنقة في كل مرحلة بيد من يرأس الجهاز التنفيذي…فعلى مستوى المحلية أمسك المعتمدون تماما بخناق مؤتمراتهم فلم يعد للحزب وشوراه على مستوى المحلية سوى أن يبصم على كل قرارات المعتمد ..لا القرارات التنفيذية التي تخص محليته، بل قرارات الحزب من شورى ووقطاعات وأمانات وحتى الكليات الشورية. ثم يمضي الأمر الى أعلى ليصبح الحزب بالولاية تحت قبضة الوالي بينما وضع المكتب القيادي وقطاعاته وأماناته بيد الرئيس، وجاءت دورة ما بعد المؤتمر بقيادات باهتة لا تسمع لها ركزا وليس لها دور..وسنسمع اصواتها عن قريب وهي تقاتل أشباح نافع وعلى عثمان وترمي باللائمة عليهم وأنهم سبب تأخر البلاد…أمانة لا يمكنها أن تضع رؤية ولا رأي في كل قضايا البلد الماثلة وأزماتها ..ولاثبات وجودها سنسمع قريبا بغزواتها المباركة ضد الذين دمروا البلاد في الماضي وما زالوا يتآمرون للعودة ويجهضون كل جهود الجدد من أجل ترك بصمة او اصلاح حال…ولن تعدم المسرحية من بعض فكاهة مؤامرات من الشوايقة او غيرهم من التجمعات..ولك كي يرموا باللائمة على كونهم مجرد كمبارس في مسرح عرائس يمسك بخيوطه الرئيس.
الفوضى الضاربة في المؤتمر الوطني لعدم وجود رؤية في أي قضية من قضايا البلد تظهر في التخبط في الانتخابات الحالية والتي تحولت الى تجارة واستثمار ناجح جدا…تجارة لمن سيقومون بادارة العملية الانتخابية المليارية وما يمكن أن يدخل جيوبهم منها….واستثمار للعديد من المستقلين الذين خرجوا عن طوع الحزب والذين يساومون الان لقبض ثمن انسحابهم او ينتظرون فوزهم والاياب بغنيمة الحوافز. هذه الفوضى يبدو وكأنه لا طاقة لاحد بتنظيمها أو انها مقصودة لذاتها لاظهار المؤتمر بمظهر العاجز والتمهيد لما سيأتي.
وما سيأتي بدأت ارهاصاته بالتعديلات الدستورية التي جعلت الرئيس ملكا الا قليلا وصدق المتنبيء الغايب وهو كذوب…..كما ان الفوضى الحالية ودعوى الحوار المزعوم يمكن بكل بساطة ان تؤدي لالغاء هذه الانتخابات البرلمانية والابقاء فقط على الانتخابات الرئاسية. حينها فقط ستكون بصلة ديك المسلمية قد كشنوها واصبح الديك جاهزا للذبح.
الرئيس عمر البشير رجل مثقل بالمسؤوليات والتبعات لحكم بلغ فيه خمسا وعشرين عاما لم تسلم فيها البلاد من المصائب والأزمات التي فشلت حكومته في حلها الواحدة تلو الأخرى. ويبدوا أن الرئيس في أواخر عمره يبحث عن خروج هاديء يحفظ له بعض كرامة وماء الوجه وستكون الخمسة سنوات القادمة كافية بالنسبة له لاتخاذ قرارات تعكس مساره تماما خلال الخمسة والعشرين عاما الماضية. وبما أن الدستور قد وضع في يده كل شيء فان الرئيس ببساطة لم يعد يحتاج للمؤتمر الوطني بل ان هذا الحزب اصبح يشكل تهديدا لمستقبله ..ورغم ازاحته لعلي عثمان ونافع وبقية الاسلاميين الكبار الا ان ذلك ليس كافيا للدخول في محور السعودية الامارات مصر..ومازال عليه الكثير ليفعله من اجل ان ترضى امريكا والغرب. سيعمل البشير على حل الحزب وعسكرة الدولة واتخاذ قرارات من المفروض ان توقف الحرب وتحول مسار البلد. لكن كل ما سيفعله البشير لن يكون كافيا ولن يحل مساكل البلد…ان البلد لا تحتاج لعقلية رجل مطافيء ليوقف أزماتها المشتعلة…ولا رجل بلغ من العمر ما بلغ يريد ان يكفر عن بعض أخطائه..انها تحتاج لعقول شابة تتطلع نحو المستقبل…عقول تنظر بأمل لما يمكن أن تبنيه وتحققه للبلاد..لا رجل يضع سياسات كي يعتذر أو يكفر عن الاخطاء ليقضي بقية ايامه في سلام.
أزمة الاسلاميين ككل اكبر فحتى على الضفة الاخرى لن تكفي محاولة توحيد الحركة من قبل شيوخها الذين تقودهم عاطفتهم للتكفير عن المفاصلة…انها تحتاج لعقول ترى صورة العالم من حولنا لتستطيع ان تعرف ان الحركة الاسلامية في السودان تحتاج لمراجعة عميقة تخرجها مما أوقعت نفسها فيه منذ الثلاثين من يونيو 1989م.
على حزب المؤتمر الوطني ان يعلم أن لعبة الانتظار والاعتماد على عامل الزمن لم يعد يجدي..وان ما يدور في البلد يتطلب اكثر من مجرد انتظار معرفة رأي القائد الملهم ليرفع الجميع متسابقين في المكتب القيادي ليوافقوا…..ان تجميد الحزب في الملفات المحفوظة في درج مكاتب مدراء المكاتب للمعتمدين والولاة والرئاسة لن يجعل من الحزب سوى اضافة قبيحة في ديكور مكتمل لمسرح يتحكم فيه الرئيس.
================
# الهمبو هو الفأر عند بعض قبائل السودان…ويحكى أن رجل وقف بجانب جثة فأر قتله ثم قال: مين كتل الهمبو..فزغردت نسبيته وقالت: الأسد الجنبو.

بقلم: اسامة عيدروس


‫5 تعليقات

  1. أسامة شلتها حارة خلاص: ساحات الفدا بس، حليل أيّامك أيّها الأسد الهصور!

  2. الأجراءات الجديدة فى حزب المؤتمر وتغير شخصيات اسلامية كبيرة وأبعادها من سلطة الحزب … هذا دليل على أن مستقبل حزب المؤتمر الضعف والانتهاء ……. فقد شخصيات مهمة وكبيرة من قمة السلطة والزعامة وكان لها الاحترام والدور الكبير والمؤثر فى الشعب وأضافة المزيد من الشعب للحزب ولكن بالوضع الحالى أنتهى الحزب ولا مستقبل له …. ما تأثير أبراهيم محمود حامد فى الشارع السودانى للحزب وهل يقارن بتأثير نافع على نافع أو على عثمان محمد طه او الحاج آدم او غندور….. لا… لا…. فرق شاسع ولا يقارن ولا يقاس … حتى شباب الحزب اللذين لهم تأثير على الشارع والحزب هومشوا تماما ….. عموما وجهة نظر والرأى للآخرين..

  3. بالعكس التغييرات ستقوي الحزب بصورة كبيرة وتطيل عمره للاسف

  4. اساسا مافيش حاقه اسمها موتمر وطني ….اهو الانتخابات بينت……ا

  5. اسامة عيدروس من سنة 91 ما شفتك لمن كنت في معسكر جبل اولياء وشغالين تجنيد في الشباب
    هسة بعد جيضماتكم كبرت عايزين تكبو الزوغة وتنتقدو مش ده نفس الفكر الذي كنت تروج له في معسكر جبل اولياء