أبشر الماحي الصائم

الخضر.. نقوش على جدار الرحيل


بعث رسول الإنقاذ الخضر إلى خمسة ملايين أو يزيدون بولاية الخرطوم على فترة من الولاة، فلبث عمرا في ولاية تعد بحجم دولة بحالها، وأي دولة، وهي تفتأ تدفع ثمن تراجع الحكم الاتحادي وانهيار الخدمات في الريف السوداني، من جهة، ومن جهة أخرى تدفع ثمن الحروب والاقتتال القبلي بإقليم دارفور وجنوب كردفان، وحتى فاتورة خراب دولة الجنوب تتحمل الخرطوم بعض أوزارها، فكثير من الذين ضاقت بهم بلدانهم يتحركون مباشرة صوب الخرطوم، محل الخضر بنوم والطيارة تقوم، فبينما أنت تخطط لأربعة ملايين مواطن، فقبل أن تفرغ من إنجاز خططك، فإذا بعدد الذين ينتظرون هذه الخدمات يصبح سبعة ملايين مواطن !!
ولي في هذا المساق قناعة قديمة جديدة لم تزحزحها كل محاولات التخطيط والإعمار، وهي أنك مهما بذلت في ولاية الخرطوم من مضاعفة الخدمات وتشييد الجسور وبناء المدن، فإن أمر الولاية لا ولن ينصلح إلا بعد نجاح فلسفة الحكم الاتحادي، وذلك بصناعة حياة بأكملها في الريف السوداني، حياة زاهرة بفرص عمل ممتازة مع توفر الخدمات سيما التعليمية والصحية، هل تصدقوا أن ولايات بأكملها الآن تمتلك حكومات وبرلمانات، وفي المقابل لا تمتلك خدمة (أشعة مقطعة)!! وتلك قصة أخرى سنعرض لها فى حينها .
* المهم في الأمر الآن يرحل الدكتور عبدالرحمن الخضر عن ولاية السبع محليات وسبعين أزمة، فيصبح أمر تقييم فترة ولايته في ذمة التاريخ وعنق الحقيقة، يتفق الناس حولها ويختلفون، غير أني أستطيع الزعم بأن علاقة الوالي المنصرف الدكتور الخضر مع الإعلام كانت ممتازة، وهذا هو الماراثون الذي كنا شركاء فيه ونصلح أن نكون فيه شهداء، ربما هو الوالي الوحيد الذي جعل الإعلام شريكا أساسيا في عمليات إنتاج الأفكار وتقديم المبادرات، من هذا الباب قد أتيح لنا أكثر من مرة حضور اجتماعات حكومة الولاية، وفي بعض الملفات أتيح لنا فرصة المشاركة وتقديم الرؤى في ما هو مطروح على منضدة حكومة الولاية، فعلى الأقل يوم كانت حكومة الخضر تناقش قضايا التمويل الأصغر قد أتيح لنا الإدلاء بآرائنا، وكنت يومئذ إلى جانب الزملاء عثمان ميرغني والبطري والظافر، هذا مجرد نموذج، وإن نسيت لن أنسى يوم أن هبط علينا الوالي عبدالرحمن الخضر بمعية النائب الأول وقتها الأستاذ علي عثمان محمد طه، هبطوا علينا بالكيلو خمسة وستين شمال أمدرمان لمتابعة بعض المشاريع الزراعية والحيوانية، أذكر جيدا أن الدكتور الخضر قد استأذن النائب في أن يشاطر الإعلاميين مشقة الترحال، فيعود معهم على متن (بص الوالي)، ليس هذا فحسب، بل إن الرجل وسط دهشة الحضور من الإعلاميين قد وجه سائق البص بأن يتجه بنا صوب سوق قندهار، حيث تناولنا وجبة غداء داخل راكوبة على الهواء الطلق وسط جموع المواطنين، وأتصور أن هذه قيمة مضافة في أن يمشي الوالي في الأسواق، ويأكل طعام قندهار و..
* ليس هذا كل ما هناك..


تعليق واحد

  1. بالله عليك …عشان ركب معاك بص الوالي وضرب معاك الشية تغني فيهو كدا؟؟؟
    اما انك صحفي جعان بشكل.
    ياخي شكلك ما مشيت برا السودان .
    والله العظيم رئيس وزراء بريطانيا بحالها بركب القطار والعجلة …دا عشان ركب بص مخصص للصحفيين
    تمدحه كدا . طيب ازيدك من الشعر بيت ، الخضر بتاعك دا طيلة فترة حكمه ما عرفنا ليهو مكتب ، نحن من سكان الولاية
    وكنا عايزين نقابله لأمر خطة اسكانية وما لمينا فيه لانه ما عنده مكتب.
    كل ما تغمس حبر قلمك في وحل المدح الرخيص كلما كرهك النفس وعرفوا فيك ما ظهر من نفاقك.