مقالات متنوعة

د. احمد محمد عثمان ادريس : لاجئه جنوبية


غادرت ساره الخرطوم الى موطنها بملكال بعد اكمال تعليمها الجامعي بجامعة الخرطوم كلية الاداب قسم اللغة الإنجليزية وكانت كل من جوبا والخرطوم اعلتنا الانفصال او الطلاق في ذلك الحين، وابان تواجدها بالخرطوم كانت تعمل سارة باحدي المدارس الثانوية كمعلمة لغة انجليزية ، نعم تبدد الحلم لدى ساره بمجرد وصولها الى مسقط راس ابائها فلم تجد من وعود اهل السياسة غير الحرب والتنافر والشجار الذي كان يطفؤ ما بين الفينه والاخرى على السطح، نعم كانت الصدمة اكبر لديها وافراد اسرتها الكبيرة،تبددت كل الاحلام، فما كان من ساره الا وان حزمت امتعتها وعادت مرة الى الخرطوم في رحلة طويلة جداَ في مخيليتها،نعم عادت ساره اجنبية للسودان الام لتلحق بمدرستها القديمة التي تركتها ابان الانفصال ولكن كان في مخيلتها ان تتخطى الخرطوم الى استراليامروراً بالقاهرة كنقطة بداية للهجرة، وصلت ساره القاهرة والتي عملت فيها ليلاَ ونهارَ من اجل ان تحوش قريشات لتستطيع ان تنفق على نفسها في رحلة المجهول، وعندما وصلت الى القاهرة كان هناك جمع غفير من ابناء جلدتها يحلمون بنفس الحلم او الهجرة الى الغرب، وكالعادة يتجمعون من مقهي الى مقهي آخر، عملت ساره بالقاهرة كمعلمة لغة انجليزية في احدى مدارس الجالية الجنوبية هناك، واستطاعت ان تجمع مبلغً من المال يؤهلها للعبور الى استراليا حتى لو عن طريق تأشيرة(مضروبة) وبالفعل وصلت الى استراليا بعد عناء كبير وصولات وجولات بقاهرة المعز،وهناك خلعت بذتها الاساسية واعلنت انها لاجئه بحق وحقيقة لظروف بلدها وما تمر به من مطاحنات وتشاجر بين الفرقاء، وقد تم قبول طلبها بعد شهرين من تاريخ دخولها،وهناك استطاعت العمل بمطعم قريب من سكنها (كنادل) ،وكان يتردد على المطعم احدى ابناء مدينتها بالجنوب(ملكال)ويدعى(شمس)وتعرفت به وتاصلت وقويت العلاقة بهما وتم تتويجها بالزواج وقد انجبت ساره منه ثلاثة اولاد ذكور وبنت واحده،ومابعد الاستقرار حاولت ساره ان تترك العمل والتوجه الى مقاعد الدراسة بالجامعات من اجل اكمال تحصيلها الاكاديمي في درجة الماجسيتر والدكتوراه بنفس التخصص(لغة انجليزية)لان هذا المجال كبير وواسع ومستقبله اكبر،وكان كل ذلك بتشجيع ودافع من زوجها(شمس) واستطاعت انهاء المرحلتين في فترة وجيزة(اربع سنوات)ثم ما لبست ان تم قبولها بهيئة التدريس بنفس الجامعة(بملبورن)وفي نفس التخصص(لغة انجليزية)نسبة لتفوقها وعصاميتها التي كانت محط تقدير وانتباه من الجامعة،لذا سجلت ساره كاول امرة جنوبية من الدولة الوليده اسمها باحرف من ذهب وكل ذلك لنبوغها وعصاميتها، والله الموفق.
د. احمد محمد عثمان ادريس