تحقيقات وتقارير

مهما تأخروا فإنهم يأتون


يخرج الجدل من ظل الشاب الصاعد بسرعة الصاروخ ليكون اسماً في الحياة السياسية للبلاد. السيد محمد الحسن الميرغني في ظهوره الأول يقول إنه تخلص من الدواعش داخل حزبه وبعدها يتجاوز فرضية الحزب إلى الوطن برمته حين يعد الشعب بقدرته على معالجة كل المشكلات السودانية في 181 يوماً.. المعالجة في فقه المهندس لا تتم إلا بالانخراط في مشروع التنافس الانتخابي والمشاركة عقب ذلك في السلطة.. انتهت الأولى بحصول الحزب العريق على 22 دائرة برلمانية وانتظر بعدها نصيبه في كيكة السلطة التنفيذية.

في جلسة الانعقاد الأولى لبرلمان 2015 جاء الأشقاء يقودهم السيد الحسن الذي اكتفى بالجلوس حين مضى النواب للصندوق من أجل اختيار رئيس البرلمان.

في إعلانه الحكومة الجديدة وبعد حالة من الشد والجذب يصدر الرئيس البشير مراسيمه الجمهورية بتعيين الوزراء والولاة والنواب والمساعدين.. يعلن الرئيس تعيين السيد محمد الحسن الميرغني كبيرا للمساعدين في القصر الجمهوري.. المنصب الذي ميز نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل عن قائمة المساعدين التي شملت كلا من (الدقير وموسى محمد أحمد وإبراهيم محمود وعبد الرحمن الصادق المهدي) يأتي الرجال الأربعة في نهار أداء القسم ولكن يغيب السيد الحسن، الغياب الذي أثار مجموعة من الاستفهامات.. وفي حالة كبير مساعدي رئيس الجمهورية فإن السؤال قد يتجاوز حالة الغياب عن أداء القسم إلى إمكانية الحضور والمواصلة في متبقي أعوام الحكومة المشكلة حديثاً.

يطرح البعض سؤالاً ساخراً حول غياب المساعد ومبرراته هل هي (زعل أم كسل؟) يقول مقرب من مولانا الحسن لليوم التالي إن عدم حضور الميرغني لإجراءات أداء القسم لا يقوم على أساس تبني موقف عدم رضاء مما حدث.. يبرر المقرب الغياب بوجود السيد خارج العاصمة وفي مدينة سنكات بشرق السودان ويعود ليؤكد على أن مولانا سيأتي إلى الخرطوم في الساعات المقبلة وسيمضي لأداء القسم أمام الرئيس ومن ثم الانخراط في عملية البناء الوطني ومعالجة المشكلات.

لكن هناك حديث مغاير لهذا الاتجاه يقول به القيادي في الحزب الاتحادي الأصل علي نايل حين يتنبأ بفشل السيد الحسن في منصبه الجديد انطلاقاً من الحالة الأولى التي كان عليها سلفه وشقيقه في ذات القصر، فالسيد جعفر الميرغني المساعد المعين عقب التفاهمات بين الحزب الحاكم المؤتمر الوطني وحزب مولانا جعفر الميرغني لم يطب له المقام في القصر ولا في المنصب واختار العودة إلى مكان إقامته في عاصمة الضباب (لندن) وبقي فيها حتى إعلان حل الحكومة.

حديث على نايل يبدو فيه الرجل وكأنه يؤكد على تكرار حالة جعفر مع المساعد الجديد في القصر لكن البعض ينفي هذا الأمر باعتبار أن شخصية الحسن تبدو مختلفة عن شخصية جعفر وأن الشاب انخرط في العملية السياسية من أجل إنجاز مشروع إصلاحي في الحزب يقوم على أسس التقارب مع الحزب الحاكم ومن ثم تحقيق الاهداف وهو الإنجاز الذي يحتاج لأن ينخرط الشاب في العمل ليؤكد لمن يصارعونه صحة خياره في المشاركة في الانتخابات والمشاركة في السلطة وهو ما يبعد بدوره استمرار معادلة الغياب، ففي الوقت الذي نقلت فيه الوسائط الإعلامية خبراً عن اتجاه الحزب الاتحادي الأصل لعدم المشاركة في الحكومة جاء النفي مغلظاً من الحسن في اليوم الثاني وهو ما يعني بدوره أن مشروع المشاركة هو مشروعه الشخصي والأساسي في الفترة القادمة.

حسناً.. المؤكد الآن أن ثمة (طائفيا) منسوبا للختمية سيختار مكانه في القصر أو أن ثمة ختميا آخر يجلس في المبني العتيق الفاتح على النيل، ففي الديمقراطية الثالثة كان عمه أحمد الميرغني يجاور الإمام الصادق المهدي ومع تغيير الصفات يعود التاريخ في الأسرتين الكبيرتين ليضع (نجل الميرغني) قريباً من نجل المهدي الذي يدنوه في الصفة ولكن يعلو عليه بالدبابير التي تزين كتفه بانتمائه للمؤسسة العسكرية.. لكن الانتماء لطائفة الختمية يصلح مبرراً عند آخرين لتاخر الشاب في أداء القسم في وقته، يقرأ في إطار بحث الصاعد عن موقعه في المسارات السياسية وخلق حالة من الهالة الإعلامية ستحدث في حال قام مولانا بأداء القسم بصورة فردية لتكون كل الاضواء مسلطة عليه وحده.

يقول البعض وهم يشيرون لغياب المساعد عن أداء القسم إن نجل مولانا لابد أن يتخذ صفة الخصوصية في أداء القسم في سبيله لتسنم مقعده الجديد.

نجل آخر للسيد محمد عثمان الميرغني يضع أقدامه داخل القصر فاتحاً بابا آخر للاستمرار في علاقة التواصل السياسي بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل.. الأوراق هذه المرة ستكون موضوعة في المحمول الخاص بمهندس الكمبيوتر محمد الحسن الميرغني العائد من ضريح جدته الست مريم لمعاودة الحياة بشكل آخر.. الحياة وسط متاهات السياسة اللعبة التي تنتظر أن تضع لها الإجابات المناسبة لكن قبل ذلك يبقى سؤال رئيس: هل يملك الشاب المقدرات التي تمكنه من القيام بذلك؟ وهل سيتسع له المكتب الجديد أم أنه سيضيق به مثلما ضاق بشقيقه من قبل؟ أم أن الشاب نفسه هو من سيضيق بكل هذا ويعود من حيث أتى؟

الزين عثمان
صحيفة اليوم التالي


‫6 تعليقات

  1. طيب هو هسع فلان أبو قفطان دا بقى كبير اليايات، أها من محله دا حيحل صواميل مشاكل السودان في 181 يوم كييييييييف !!!! غايته إلا كان يقى أبوه حاوي وهو ود الحاوي (مع الاعتذار للفنان عبد اللطيف خضر) ،،،، غايته مصائب والله يخلصنا منها عشان نقدر نصوم رمضان بمزاج مع السخانة دي والسوق المولع نار ،،،، هو خمسة سنين الرفاهية الموعودين بيها دي حتبتدي متين، من هسع ولا بعد رمضان؟؟؟ الله يستر ما تكون بعد العروة الشتوية القادمة؟؟؟؟؟؟

  2. حيقعد طرطور زي ما قعد القبلو ولن يقدم شيئا لانه لا يملك شئ لتقديمة هؤلا اعتادوا ان يقوم الجهلة والعوام من الناس يتقديسهم وتقبيل مؤخراتهم وهم بطبعهم مترفعين عن عامة الشعب فكيف ننتظر منهم ان يقوموا بخدمته ، نحن نسمع بهوؤء منذ ان خرجنا من بطون امهاتنا ولم نر لهم انجازا غير انجازاتهم فى تربية كروشهم الضخمة ، ياخى فكونا منهم بلا ابو هاشم بلا ابو عباس

  3. طبعا ولد السادة كيف يقسم مع بقية الشعب لازم براهو إختاروهو كبير مساعدين مش باشكاتب عشان يكون غير موجود يوم القسم ويسافر سنكات العملية عملية برستيج ويستاهل الإختارو

  4. انت شكلك شكل سبحجى ماتروح شوفلك ركن زاوية ولا مسجد
    ان لم تكن كما يقول المثل تحت القبة شيخ والبركة فى القبة مش فى الشيخ الم تسمع قول الحبيب صلى الله عليه وسلم اذا رايتم العالم يرتاد قصور الامراء والحكام فاتهموه فى دينه
    وفقا لهذا الحديث الا يحق لنا اتهامك وابوك ومن لف لفكم بانكم منافقون وما على رؤوسكم من قطاط اى قطيات ماهى الا لايهام الضعفاء والسذج من شعبنا بانكم اهل التقوى واهل الصلاح
    يا مناقين ويا خونة لكم يوم مهما طال اتظاركم او قصر
    واسال الله ان يعجل بايامكم امين

  5. مدد ي ابوهاشم الله اكبر الله اكبر يملك كل مقومات القيادة الحزبية رجل من بيت دين وسياسة الى الامام سيدي

  6. وأن الشاب انخرط في العملية السياسية من أجل إنجاز مشروع إصلاحي في الحزب يقوم على أسس التقارب مع الحزب الحاكم ومن ثم تحقيق الاهداف وهو الإنجاز الذي يحتاج لأن ينخرط الشاب في العمل ليؤكد لمن يصارعونه صحة خياره . يعني ما عشان خاطر عيوننا