محمود الدنعو

فشل الحرب على داعش


أخيرا أقرَّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما لو ضمنيا بفشل الحرب الدولية التي تقودها أمريكا على تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق منيت بالفشل، بل إن تصريح الرئيس الأمريكي في ختام أعمال قمة الدولة الصناعية السبع جاء مخيبا لآمال الكثيرين ممن كانوا يأملون في أن الحملة الدولية يمكنها أن تخلصهم من خطر داعش. فالرئيس باراك أوباما يقول لكم لا تحلموا بعالم سعيد خال من داعش، فالأمر ليس مجرد الحملة الراهنة، بل ليس هناك مستقبل لهذه الحملة، لأنه قال ليس لديه بعد استراتيجية كاملة لمحاربة تنظيم داعش. وأوضح أوباما أنه ليست هناك لدى الولايات المتحدة استراتيجية كاملة، لأن ذلك يتطلب إبداء الجانب العراقي بعض الالتزامات وكيفية تجنيد وتدريب القوات العراقية، وهي التفاصيل التي لم يتم الانتهاء منها.
تصريح الرئيس أوباما يأتي في وقت بانت فيه لكل متابع لهذه الحملة فشلها، بدليل موافقة الإدارة الأمريكية على دور أكبر لمليشيات الحشد الشعبي الشيعية في الحملة على داعش. فالموافقة الأميركية على دور أكبر للميليشيات الشيعية في الحرب التي تشنها الحكومة العراقية في مناطق ذات غالبية سنية غرب وشمال غرب العراق دليل آخر على الفشل، وأن الإدارة الأمريكية باتت توافق على دور من شأنه تخليصها من كابوس داعش.
قبل تصريح أوباما الذي يقر فيه بغياب الاستراتيجية، وهو الفشل بعينه، اعتبر السيناتور الأمريكي رايان زينك، أن ما يجري في العراق والحرب التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يُعرف بـداعش يذكرنا بالحرب في فيتنام. وقال (زينك) في مقابلة مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية: “واضح أننا لا ننتصر، الحملة الجوية وحدها فاشلة ونحن مستمرون في خسارة المساحات، ويتضح أكثر فأكثر يومياً أن السياسات المتبعة تسقط.. ماذا سنفعل في سوريا؟ ماذا سنفعل مع إيران؟ ماذا سيحدث إن حصلت إيران على سلاح نووي؟ وهل يمكننا إبعاد الإيرانيين ونفوذهم عن المناطق الشرقية في العراق؟ في الوقت الحالي أنا لا أري أي مؤشرات على ذلك”.
إذن، مهما اختلف التوصيف بغياب الاستراتيجية أو الفشل، فإن الثابت هو التنظيم يمارس نشاطه وبصورة مخيفة. وبعيدا عن جدل الساسة، فإن الدراسات البحثية الحديثة تعمق الحقيقة بأن الحملة فشلت، حيث أصدرت دورية (دفنس وان)، بالتعاون مع (معهد دراسة الحرب)، دراسة جاء فيها أنه بعد أكثر من 300 يوم من بدء التحالف الدولي، وبعد أكثر من 3800 غارة جوية شنها التحالف ضد التنظيم، مازالت نتائج هذه الحرب الجوية سلبية. وقالت الدراسة إنه “لا يبدو أن داعش تم إضعافها وتدميرها”.