تحقيقات وتقارير

الأوضاع في (قوى الإجماع) .. الوصول إلى شنآن (الحسن)


لا يدري أحد أهو التدبير أم الصدفة، لكن مساعد أول رئيس الجمهورية، رئيس قطاع التنظيم في الحزب الاتحادي الديمقراطي “الأصل” الحسن الميرغني، قرر بأنه لا توجد معارضة بالبلاد، ومما قاله نجل الميرغني (إذا وجهت لي الدعوة لأكون زعيماً باسم المعارضة فلن أقبل).

وأتت تصريحات الحسن متزامنة مع الحديث عن صراعات مكتومة داخل قوى الإجماع الوطني، حيث يتنبأ شاتمون وشامتون بأن تحدث مفاصلة كبرى داخل الكيان الذي يقوده فاروق أبو عيسى.

توقيعات

حزب البعث في كل مرة يحاول دفعنا إلى النبش في مسألة الاختلاف
عبد القيوم عوض السيد

الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني
الحركة الشعبية قطاع الشمال والصادق المهدي وحزب المؤتمر السوداني يلهثون تجاه التسوية مع النظام

محمد ضياء الدين
المتحدث باسم البعث “الأصل”

ما يسمى بتحالف المعارضة يقوم بجولات خارجية عبارة عن محاولات يائسة لاثبات الذات
الحسن الميرغني
مساعد أول رئيس الجمهورية
الخيارات شديدة المرارة

المبنى يقول إن أبرز كيان سياسي معارض في البلاد هو “قوى الإجماع الوطني” لكن المعنى يقول شيئاً مختلفاً، إذْ توارى الإجماع وصعدت إلى السطح تباينات تسمها الصحف بأنها بادرة انشقاق جدية. مكونات داخل التحالف تقول إن الأمر لا يعدو أن يكون اختلافاًعادياً في وجهات النظر يمكن حسمه بالرجوع إلى اللوائح ولا يرقى بحال إلى التصعيد الممارس في الصحف.

قنانٍ جديدة
الخلافات بين مكونات التحالف قديمة متجددة، ابتدرها حزب الأمة القومي بتجميد نشاطه داخل المنظومة الجبهوية بسبب تجاهل مطالبات له بضرورة إعادة هيكلة كيان المعارض الأشهر.

وقتذاك قالت بعض من القوى التي تمسك كتاب المعارضة بيمينها إن حزب الإمام الصادق المهدي ما يريد إلّا تقارباً مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي توثب لمرحلة جديدة كناها بـ “الحوار الوطني”.

حلول خارجية
لكون انفلات حزب المؤتمر الشعبي بزعامة عرّاب الإسلاميين د. حسن عبد الله الترابي أمراً غير محتسب وذلك لظن كل قادة التحالف –تقريباً- أنه لم يزدهم إلّا قرباً وتماسكاً، فإن أشد الخلافات بانت نواجذها بعد أن مهر التحالف مع حزب الأمة القومي والجبهة الثورية اتفاق “نداء السودان” في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

حينها خرج حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل” ليسجل موقفًا رافضاً لكل مفاوضات تجري خارج البلاد مخافة التدخلات الأجنبية، لكن الثابت أن موقف الرفاق ينبني بشكل تام على رفض كل تفاوض مع حكومة الخرطوم، حيث لا يحمل البعث للحكومة سوى شعار قديم لتحالف معارض شبيه بالإجماع الوطني وهو التجمع الوطني، أما الشعار فليس سوى (سلم تسلم).

وبالتالي حين قصدت قوى الإجماع العاصمة الفرنسية “باريس” تصدى لهم في موقف معتاد متحدث البعث محمد ضياء الدين، الذي جمع أمره واستقال في وقت سابق من منصبه كمتحدث للإجماع مخافة التخليط بين مواقف حزبه والإجماع. ضياء نوه في حديث للزميلة “المجهر السياسي” بأن المهدي ساع إلى جر التحالف نواحي تسوية سياسية مع الحزب الحاكم، وقال: (الحركة الشعبية قطاع الشمال و”الصادق المهدي” وحزب المؤتمر السوداني يلهثون تجاه التسوية مع النظام).

عين من الداخل
رئيس حزب البعث “السوداني” محمد علي جادين، وضع “الصيحة” في كواليس الاجتماع العاصف الذي قيل إنه انتهى بانشقاق ثلاثة أحزاب من التحالف على رأسها البعث “الأصل”.

ومع أن جادين اعترف –ابتداءً- بعدم تلبية دعوة الاجتماع لكونها صدرت من جهة غير مخول لها، وظهر بوضوح أن مخرجاته ستكون انقسامية؛ مع ذلك دون إقرار آخر بالإشارة إلى وجود خلافات سياسية وخلافات في إدارة النشاط العام داخل التحالف، ولكنه شدد على أن تلك الخلافات لم تصل مرحلة الانشقاق، وإنها خلافات مقدور عليها حال جرى الالتزام بلوائح الإجماع.

وإن من رسالة ذات مغزى حشرها جادين في ثنايا حديثه، فهي تلك التي طالب فيها بعدم علك مسألة توقيع المعارضة على “نداء السودان” و”اتفاق برلين” كلما اجتمع قادتها، مجدداً مطلبه بضرورة حسم النقاشات بطريقة لائحية.

الرئاسة كمشكل
أحد الموضوعات “النفاذة” في تباينات التحالف، تتعلق بفوح روائح قوية باعثة للعطس وتتخلق في شكل مطالبات بإبعاد رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع فاروق أبو عيسى، عن منصبه.

حزب المؤتمر السوداني حرّك ذلك المطلب علانية في فترة سابقة لأسباب تتصل بتراجع صحة المحامي المعتق، ذلك قبل أن يتراجع المؤتمر السوداني.

حالياً يشاع على نحو واسع أن بعض قوى التحالف ذات النزعة العروبية تخشى على أبوعيسى في مغازيه خارج البلاد من أن يداخل مواقفه بعض أجندات دولية، وبالتالي اصطفت مع القائلين بضرورة إعمال هيكل جديد للتحالف يمتد حتى رئيسه.

باختصار
باختصار، المشهد داخل التحالف كالتالي: البعث مستعصم بمواقفه الرافضة للقاءات المعارضتين السياسية والمسلحة بالخارج، ويتأبى عن كل حوار مع المؤتمر الوطني الحاكم، وهو ما تراه أطراف في التحالف أشراطاً مستحيلة، كحال المكتوف الملقى في البحر ثم يقال له (إياك إياك أن تبتل بالماء).

الخرطوم – مقداد خالد
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. مسطول سالوهو رأيك شنو في التشكيل الوزاري الجديد..؟ قال ليهم: دا زي برنامج أغاني وأغاني بيتغيروا بعض المطربين وعمكم السر قدور قاااااعد..؟