منوعات

الأعوام الأخيرة شهدت الكثير من المهرجانات والمبادرات .. دعوة بعد المهرجان


الأعوام الأخيرة شهدت الكثير من المهرجانات والمبادرات الإجتماعية الثقافية، الفنية التي ما أن تتصفح تلك الوسائل الإسفيرية التي لا غنى للكبار قبل الصغار عنها اليوم حتى تتدفق الدعوات للتجمعات الثقافية ويظهر عدد هائل من النجوم الشباب فخرجت بذلك النجومية من إطارها المتعارف عليه المحدد داخل الفن غناء وشعر وتمثيل وكوميديا.. وتنكيت لندخل مع هؤلاء الشباب لأنواع جديدة من العلاقات ومساحات أكبر والتعرف على قادة الرأي الجديد الذي لا يحتاج إنتماء سياسياً.. يطل هؤلاء كل يوم بفكرة وسرعان ما ينفذونها.. أخيراً المهرجانات السينمائية وكل ما يتعلق بالصورة ولغتها تتاح لكل منتجيها فرصة التجمع في تلك الليلة الإحتفالية فتجد زخماً من النجوم الجدد أعمارهم تدهشك وجرأتهم وتطلعهم ومبادرتهم لإيجاد مكان لأسمائهم وأفكارهم.. ذلك يجعلك تفكر ملياً في قيمة وسائل التواصل الإجتماعي التي أصبحت منفذاً مؤثراً بعد أن تم إنفصال المشاهد عن التلفاز حتى وإن كان هذا الإنفصال غير شرعي بعد، تجد نفسك متواصلاً هناك بنهم عبر هذه الوسائل فهي تعطيك فرصة ما كنت تحلم بها حين كنت مشاهداً متفرجاً وحسب تنقد وتعض أصابعك غيظاً مما تشاهده على شاشة بلدك واليوم لم يعد حلماً بالنسبه للمبدعين الشباب أن يصبحوا نجوماً وأن تبحث جميل وسائل الإعلام التقليدية عنهم لا أن يبحثوا هم كما كان سابقاً لتثري المشاهد بدماء جديدة.. الشباب اليوم وعبر مهرجاناتهم السينمائية يعيدون الأمل لنا بأنه في الإمكان أن نخرج للعالمية وتعرف ثقافتنا ويردد إسمنا على الأقل في الوطن العربي وتلك شكواي أفردها في مقال لاحق بإذن الله.. لقد جاهد أسلافنا وقيدوا في كل مضامير الإبداع السينمائي والدرامي وهاجر الغالبية دون عودة واليوم لك فقط أن تعد إنفجار النتاج السينمائي الشباب فنحتفي قبل شهر بأول فلم سوداني يعرض في مركز عفراء للتسوق في قاعة العرض السينمائي للمخرج محمد الطريفي فتتلاقح وتتلاحق الأفكار والآراء والكثير من الأفلام التي يمكنك اليوم مشاهدتها في أي وقت على اليوتيوب كم هائل ورغم أنني أتوجس وأتضايق من كلمة الكم التي تلاحقنا لتستهوينا الأشياء المتكرره واللامفيدة فنرهق مجهودنا ووقتنا فيما لا ينفع إلا أن الكم لهؤلاء الشباب مهم فهم يمارسون ويتعلمون ويضيفون الكثير ليصبحوا أساتذتنا قريباً جداً نحن اليوم نملك أكبر عدد من الوزراء ونملك عدداً هائلاً من المنظمات وعدداً هائلاً من الصحفيين والإعلاميين وأساتذة الجامعات ورغم ذلك أجد أن العددية الهائلة من المتطوعين مبررة فهم لا يأخذون من الدولة مالاً ولا وقتاً ولا مخصصات بل يستنزفون بعد أن يستنزفوا جيوبهم وربما يسدون ثغرات كثيرة لأشياء أساسية لا توفرها المؤسسات والجهات المسئولة لذا دعوهم وشأنهم دون نقد هدام هذه دعوة لبعض الصحف التي تنزل بأقلامها إساءة وتجريح في الشباب وهي نفس الأقلام التي تعبئ ورداً وياسميناً حين تكتب عن بعض المسئولين فدعونا منكم.. دعوة للسكوت وإنتظار النتائج دون طلب الدعم من أمثالكم.. على هذه الفترة أن تمتلئ زخماً وصخباً لنفير بأشكال عديدة لكل ثغرات وحاجة المجتمع الفكرية والمجتمعية والصحية وستتم بعدها غربلتها من قبلهم لإنتقاء أفضل البادرات والتجارب وسيكون النوع والتطبيق كثيرًا مؤثراً مبشراً لتتشكل لدينا صورة واضحة بوضوح شاشات العرض في دور السينما التي تأمل جهات شبابية كمؤسسة سينما شباب التي تقدم أكثر من مهرجان وتجمع في السنة ونقطة ضوء المهرجان الذي يقام كل عام، فالقائمون على المهرجان مازالوا في بداية مشوارهم الجامعي ذلك المهرجان الذي يقدم فرصة للتتناول الفكري والإبداعي في كل ما يخص الصورة ولغتها وأنواعها في كليه المشرق التي تستحق وساماً لتعاونها وإحتضانها.. وهنيئاً لها أيضاً مستقبلاً إعلامياً فخماً بسبب إجتهادها الإستراتيجي وتركيزها على إعداد أجيال الإعلام الحقيقي فينتجون ما يستحق الصبر والتشجيع والثقة.. دعوتي أقدمها أيضاً لكل مسئول ولكل مواطن يجلس وينظر إلى الشباب ويسبهم ويسيئ لهم ويتشكك في إمكانية وصولهم بل يشكك في وجود إتجاهات يعرفونها للوصول أصلاً أن تدعموهم فكرياً ومادياً أو أن تصمت وتجعل الحراك والتغيير نحو الأفضل يحدث وباشر أنت أيها المسئول الفخيم بصرف مخصصاتك وإبتعد عن طريق رمي فيه غالبية الشباب نحو مصير مجهول بعد التخرج دعهم يهتمون بمستقبلهم وتقدم لكل مهرجان ملبياً دعوتهم الشرفية وكأنك تهتم هذا سيريح ضميرك قليلاً وأبداً بتوقيع إسمك تحت أوراق المبادرات التي تحتاج تصريحاً لتعطي وتقدم لهذا السودان الذي نأمل أن تتجدد دماؤه.

السياسي