صلاح حبيب

يقتل المواطن لأتفه الأسباب!!


تحدث عملية القتل في السودان لأتفه الأسباب، ويموت المواطن أحياناً بسبب خمسين قرشاً في (شمطة) مع كمساري بالمواصلات العامة أو في جلسة احتساء “كباية” شاي أو قهوة مع “ست شاي”.
روح ابن آدم السوداني أرخص من روح كلب تدهسه عربة أمجاد أو هايس في الطريق العام.. المولى عزّ وجلّ حرّم في كتابه العزيز القتل ووضع أشد العقوبة للقاتل ودلت الآيات الكريمة على ذلك من قتل نفساً بغير نفس وجعل للقاتل أن يتبوأ مقعده من النار.. وفي القوانين الوضعية المادة (130) في حالة القتل العمد الإعدام، وإذا عفا أهل القتيل الدية وهي مبلغ كبير ليس في الاستطاعة.. وهذا يدل على أن القتل يعدّ من الجرائم الكبيرة.
في السودان يتعدى اللص على الإنسان بمنزله ليلاً أو نهاراً وإذا قبض عليه أول عمل يقوم به للتخلص من قبضة أهل المنزل قتل الرجل أو المرأة أو شباب الحي إذا تكاثروا عليه.. لا ندري لماذا روح السوداني رخيصة لهذه الدرجة ألم تكن هناك وسيلة أخرى لتجنب عملية القتل؟ ألم يقرأ هذا القاتل عن عقاب القتل في القرآن؟ ألم يسمع بالمثل السوداني القائل (كاتل الروح وين بروح)؟ بمعنى أن قاتل النفس البشرية التي حرم المولى عزّ وجلّ قتلها سيكشف حتى لو دخل جُحر ضب، كما يقول الإمام “الصادق المهدي”، فالقاتل سيتم القبض عليه عاجلاً أم آجلاً، فلا يظن أن الجريمة التي ارتكبها وفر سينجو من عقابها، فإذا نجا من قبضة البوليس أو أهل القاتل في اللحظة سيعذبه ضميره إلى أن يسلم نفسه، وكم من قضية قتل اختفت معالمها لكن في النهاية تم كشفها، حتى في العمل العام كالتظاهرات، يجب إلا تلجأ السلطات إلى إطلاق الرصاص على المتظاهرين، إلا عند الحالات التي يعيّنها القانون، إذ يمكن أن تستخدم أساليب أخرى لتفريغ التظاهرات كاستخدام المياه أو الرصاص المطاطي غير القاتل، والغاز المسيل للدموع.. كلها أساليب يمكن أن تجنب عملية القتل.
المواطن السوداني وبحساسيته العالية جعلته يلجأ للقتل عند أقل استفزاز حتى طلبة الجامعات، وهم الطبقة المستنيرة، يتركون المنطق في التعامل مع زملائهم، ويستخدمون إما السيخ أو السكين أو العصي، وكلها آلات تؤدي إلى القتل.. قبل فترة نشرت إحدى الصحف حالة قتل عن طريق الضرب المبرح، شاب ظل يضرب شقيقته حتى فارقت الحياة.. وحتى في مدارسنا فإن الأساتذة وهم أيضاً من الطبقة المستنيرة يلجأون لعملية الضرب مما يؤثر على نفسية الطالب، وقد يحدث هذا الضرب عاهة للتلميذ الصغير، لماذا نلجأ للضرب بالسوط أو بالسكين أو الساطور أو (الفرار) الذي يؤدي إلى الموت؟!
في أحد شوارع لندن شاهدت امرأة سقطت على الأرض فتعطلت الحركة تماماً حتى نهضت تلك السيدة.. لم (تُخرّم ركشة) أو (أمجاد) أو (هايس).


تعليق واحد

  1. الكلام دة قلتو قبل اسبوع في تعليق علي قاتل في الحاج يوسف والقتل بقي ساهل في السودان لاسباب كتيرة منها طول امد الحروب في السودان وايضا الفقر والمجاعة ونقص الوازع الديني انا مابعرف الطلبة بيدرسوهم شنو في الجامعات في السودان الطلبة بقو اشد تطرفا