فدوى موسى

من أنت؟


٭ بلا مقدمات أورتوش.. قد تجد نفسك مرة في قلب الحدث.. ليس لأنك قد تفوقت أو لأنك تميزت، ولكن لأنك أدخلت نفسك في وسط دائرة ساخنة هي محور اهتمام الناس.. والراحج أن أمر الإنسان في سعيه للزرق معقود بالتوكل على الله والارتكاز عليه.. فقد تكون صاحب مظهر اجتماعي فاخر وهيئة وهندام لا يتأتى للأخرين ولكن قيمة ماتقوم به وتتشرب به هو الـذي يقدمك أو يؤخرك عند حسن ظن وتقييم ربك والناس.. وقد تكون عاملاً بسيطاً لكنك عند الله والناس أفضل من ذلك الأول.. وما بين هذا وهذاك تقديرات كثيرة فربما لو سألت نفسك «من أنت من جملة البشرية بصدق ودراية بما تعرفه عن نفسك وأحوالها أفعالاً وأقوالاً لأدركت أنك أقلهم كسباً إنسانياً، ولحددت طريقاً متوازناً تحفظ به المساحات ما بينك وبينهم وواجبات التكليف الواجب..

٭ قد تجد إنساناً بادبيات الحياة وتصانيفها في علو مرتبةً وشأناً لكنه عند القوم محل سماحة داخلية نفسية متواضعاً ولا يستشعر في نفسه شيئاً من كبر وتيه ونرجسية.. هذا الفرد هو السباق لقلوبهم وللحق عندهم.. يألفهم ويألفونه.. يتقدمهم بمحبة ورضاء تام ويعتقدون في خيره ولا يخشون آثار شره لأنهم يعرفون أنه لا بشري كاملاً، ولكن بالود والاحترام المتبادل يحجز مكانته عندهم.. والأصل أن يعتقد الفرد عند الناس خيراً ما لم ير منهم غير ذلك، فايقاع احساسك بهم هو مقدار ما تكوّن من صور ايجابية أو غيرها عندك عنهم وعندهم عنك، وتلك هي القاعدة الإنسانية لقبولك وتقبلك لهم وتقبلهم لك..

٭ النفس البشرية معقدة جداً وحساباتها مختلفة وبسيطة وصعبة.. تحتمل كل الأوجه مرونة وقساوة والفضل فيها بالتفاضل والعمق الوجداني العميق الذي لا يعتمد على زيادة أو نقصان لما هو موجود عندك حقيقةً.. فإن دعتك قدرتك يوماً أن تعتقد في نفسك أكثر ما هو متاح لها «أقرع» هذا الإحساس البغيض.. فالدنيا هذه أهون على من خلقها من جناح باعوضة، وهو الغني عن كل ما عند الناس، وأعلم أن كسر خاطر إنسان بسيط متوكل على الله يؤدي ما عليه من التزام وتوجيه وتكاليف ربما كان سبباً في تغيير طعم حياة أو تكدير صفوها.. فاسع بين الناس بالخير فـ «الأيام دول» وربما صرت إلى ما صاروا إليه من موقع متبدل وأصبحت لا تخضع لتوضيع أو ترتيب معهود.. الحياة أهون من ذلك كثيراً.. فقط كلما مرة أسأل نفسك بعمق وصدق مع الله الذي خلقك «من أنا»؟..

٭ آخر الكلام: لا تحاول هتك سترك، الحالات الإنسانية التي ترى أنها دون حالتك.. بل استعصم بحرمة ذلك الهتك وأسع بين الناس بالفضل والتواضع فربما إنسان بسيط تزدريه في شكله ووضعه هو عند الله أفضل منك مرات ومرات.. التحية للبسطاء في الأرض ..

مع محبتي للجميع..