عثمان ميرغني

دعوة خاصة جداً لوزير الداخلية!!


هذه دعوة خاصة جداً مني للسيد وزير الداخلية الفريق عصمت.. أتمنى أن يرتدي (جلابية) و (عمامة) أو مجرد (طاقية) ويقود عربته بنفسه.. ويذهب إلى الحديقة الدولية في الخرطوم..
ويدخل إلى مبنى الجوازات.. ولا داعي أن يحاول إصدار جواز إلكتروني جديد.. فتلك معجزة وزمن المعجزات ولى.. فقط فليجرب إجراءً سهلاً بسيطاً .. إصدار تأشيرة خروج..!!
من الآخر وقبل التفاصيل سيؤمن السيد الوزير بحكمة (مجنون البوني).. المجنون الذي حكى صديقنا البروفسير عبد اللطيف البوني قصته.. وجده في (صينية الحركة) وهو يصرخ بأعلى صوته ( ما أسوأ أن تكون شعباً..) .. فهنا تظهر سمات (الشعب) حتى النواجذ..
مكان ضيق محشور فيه عدة مئات.. بلا تهوية.. و بضع كراسي مثل كراسي (ستات الشاي) في كورنيش النيل..أمام كل شباك عشرات المواطنين المتزاحمين كل يمد يده بما يحمل من أوراق..
زاحمت كما يزاحم الأخرون وزحفت وبعد حوالي نصف ساعة وصلت إلى النافذة.. مددت جوازي .. نظرة سريعة جاءني الرد.. أمشى (أفحص)..!!
نزعت نفسي بقوة من وسط الجموع المتزاحمة.. وخرجت حيث أشاروا لنافذة قريبة.. لكنها بالزحام نفسه ..
هنا خلف الزجاج تجلس شابة أمامها شاشة كمبيوتر..تستلم جوازاً من النافذة وعشرة من الداخل.. انتظرت أكثر من نصف ساعة.. فجأة حملت الموظفة حقيبة يدها وخرجت..
غضب البعض.. نثروا النرفزات السودانية المعروفة.. ولكنهم ظلوا في النافذة عسى ولعل تعود أو يعود غيرها… بلا جدوى.. تحركوا تلقائياً نحو النافذة المجاورة كانت تجلس عليها فتاة هي الأخرى حملت حقيبة يدها وودعت..
اتجه الجميع لأقرب نافذة ثالثة .. خلفها فتاتان خلف شاشتين.. هنا المنظر كان أعجب.. بعد حوالى نصف ساعة من الانتظار.. بصعوبة قالت للجمهور ( الخزنة قفلت.. الساعة الواحدة..).
بعد حوالي ساعتين من الانتظار في سعير الصالة الكئيبة وعندما اقتنعت بأنه في حالة كوني (شعباً) فإن التأشيرة مستحيلة.. لم يكن ممكناً سوى (الاستعانة بصديق)..!!
فعلاً.. استعنت بصديق.. وأنا في مكاني دون أن أغادر.. فحصلت على التأشيرة في ربع ساعة فقط!! و لا (الخزنة قفلت).. ولا السجن ولا السجان باق..
سيدي الوزير.. الملك عبدالله ملك الأردن كان يتخفى في ملابس عادية ويزور مؤسسات الدولة ليرى كيف يعامل المواطن العادي..
أرجوك.. جرب أعمل تأشيرة خروج في الحديقة الدولية!!
وبعد أن تفشل في الحصول عليها.. وفي طريق عودتك زر مقر بنك قطر الوطني في شارع المطار.. وشاهد بنفسك كيف ينتظر(الشعب!!) بعد استلام تذكرة من ماكينة تضبط النظام.. ليحصل كل على الخدمة التي يريدها دون حاجة للتزاحم أمام النوافذ.. صدقني يا سعادة الوزير الفرق ليس في الامكانيات.. فهي ماكينات رخيصة ومتوفرة وسهلة!!
فقط الفرق في النظرة للإنسان..
وفعلاً.. ما أسوأ أن تكون شعباً.. في بلدك!!


تعليق واحد

  1. صدقت يا عثمان ما أسوأأن تكون شعبا وما أسوأ ان تكونا انسانا في وطنك…