الصادق الرزيقي

مـــاذا تبقــى للجنائيــــة؟!


> في محاولاتها اليائسة، تبدو المحكمة الجنائية الدولية ومن يقف وراءها في حالة من الجنون المطلق العبث المفضي إلى الملهاة، وهو سلوك طائش بربري متخلف ومتآمر يضعها كمحكمة أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن تنطوي على نفسها وتختبئ وراء خيباتها، أو تسلم بهزيمتها وقلة حيلتها وهوانها على الشعوب والأمم، فليس في مقدور هذه المحكمة فعل أي شيء لتحدي إرادة الشعوب الإفريقية وقادتها في رفضهم لها وموقف الاتحاد الإفريقي لفكرة ملاحقتها للرؤساء والقادة من الأفارقة، وقد بلغ عدد المتهمين لهذه المحكمة ستة عشر كلهم من القارة السمراء.. فعندما تحاول المحكمة العبث في داخل البيت الإفريقي مع بعض أذنابها واتباعها، فإنها بلا شك تحفر قبرها وتكشف عن الطريقة التي تلفظ بها أنفاسها الأخيرة.
> ومن عجب .. أن ما حدث أمس في جنوب إفريقيا، البلد الذي عانى من العنصرية والتفرقة بين ألوان شعبها، هو عرض من الأمراض التي لم تتخلص منها القارة بعد، فبعض المنظمات والناشطين من شذاذ الآفاق تجمعوا من بلدان غربية مع رصفاء لهم في جنوب إفريقيا، للتشويش على مشاركة الرئيس البشير في القمة الإفريقية العادية التي كانت تبحث في الأساس موقف الدول الإفريقية ومشروع قرار للانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، وصار نفوق هذه المحكمة قاب قوسين أو أدنى، فمع حشرجة الروح في حلقومها أرادت أن تضرب ضربتها الأخيرة، فوجهت الجهات التي تقف وراء المحكمة ووسائل الإعلام الدولية التي كانت تنتظر وجبتها الخبرية الدسمة إلى إثارة هذا الغبار حول مشاركة الرئيس والإعلان عن قرار محكمة ابتدائية صغيرة في جنوب إفريقيا بموجب دعوى وخطاب وصلها لمنع الرئيس البشير من مغادرة جوهانسبيرج حتى تفصل في أمر الطلب المقدم إليها.
> مسرحية سيئة الإخراج دبرت بليل وحبكت بغباء بغرض التشويش والإساءة لرئيس السودان وإحراج مضيفه الرئيس جاكوب زوما الذي زار السودان ووجه الدعوة للبشير لزيارة بلده للمشاركة في القمة الإفريقية التي تناقش موضوعاً ليس غير البشير من هو فارس حلبته، والغريب أن الرئيس زوما عندما رتب لزيارة البشير كان واثقاً من شجاعة الرئيس وقدرته على مواجهة المخاطر والصعاب والوصول إلى جنوب إفريقيا وحضور القمة والمشاركة فيها ويقف في جفن الردى وهو نائم.. لكنه لم يكن ــ أي الرئيس زوما ــ يتحسب لدناءة المؤامرة التي تحاك داخل بلده لإحراجه مع ضيفه وإظهار موقف بلاده والقارة الإفريقية من المحكمة الجنائية كأنه موقف لا قيمة له وضعيف ولا يساوي الحبر الذي كتب به.
> فما جرى موقف ثلاثي الأبعاد، بعده الأول الضغط على البشير ومحاولة ترهيبه وتخويفه وأنى لهم ذلك، والثاني إحراج الرئيس جاكوب زوما في إيذائه في ضيفه، والثالث هو جعل القمة الإفريقية تلعق قراراتها وترتبك في مواقفها، وتتقهقر للوراء..
> وكانت الآلية المناسبة لهذه المؤامرة الخائبة هي محكمة خاملة الذكر في جنوب إفريقيا أعدت لهذا الدور الخبيث، وهنا ينكشف ضعف المحكمة الجنائية الدولية التي لا ولن تستطيع تنفيذ قراراتها وأحكامها وتلجأ إلى عون آخر، وهي تقف عند الجانب المظلم من الزقاق الضيق تنتظر أن يؤتى لها بالمطلوب لديها على طريقة اللصوص وقطاع الطرق والمجرمين من الدرجة العاشرة.
> قد يدور حديث كثير اليوم وغداً وطوال الأيام المقبلة، لكن لن تستطيع جهة أن تتجاوز حقيقة واقعية لا غبار فيها، أن جسارة رئيس السودان وتصميمه على الذهاب إلى أي مكان وثقته في نفسه وتحديه لهذه الصعاب، هو فعل يشبه السودان وأهله، ويؤكد كذلك أن محكمة الرجل الأبيض التي ينصبها للرجل الأسود ما هي إلا أكذوبة ومجرد صيحات تخويف تتلاشى في الهواء، فلن تستطيع هذه المحكمة أو غيرها أن تجعل جباه السودانيين تتدنى إلى الأرض وتنخسف، فليس السودان من يمشي مطأطأ الرأس منكسر الإرادة.. لقد باءت محاولات المحكمة بالفشل، وسجل التاريخ موقفاً مشرفاً ومضيئاً للسودان.


تعليق واحد

  1. انتصرت لرئيسك, الان حان دورك لتنتصر لبنات و امهات بلدك اللاتي انتهكت اعراضهن فهل تفعل ؟؟