هيثم كابو

أمات طه


* هل الصوت الطروب وحده يمكن أن يمنح الساحة الفنية مغنياً يشكل إضافة حقيقية..؟؟ وهل ما نطمح فيه نحن كشباب هو ظهور عارض لمطرب يتجاوزه الزمن سريعاً وتلفه خيوط النسيان أم فنان حقيقي يعبّر عن هموم وآمال وآلام جيل بأكمله..؟؟ أليس ما نحتاج إليه وننشده هو فنان يدرك حقيقة أن الأغنيات تمثل وثائق للتاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي ويسعى عبرها جاهداً للتوثيق لحقبة زمنية عاشها قبل أن يعمل على تسجيل نبرات صوته وأغنياته..؟؟.
* هل الحنجرة الندية وروعة الأداء وحدهما يمكن أن يكونا جناحين يحلّقان بموهوب حتى يضعاه في صدر قائمة الفنانين..؟؟ أم أن الفنان أصبح مؤسسة متكاملة يتم التخطيط لها بدراسة وعمق وتروٍ حتى يتسنى له أن يكون صاحب تجربة مختلفة وعميق أثر وكبير تأثير..؟؟ ولا شك أن الجزئية الثانية من الاستفهام تمثل ملمحاً من تعريف الفنان الحقيقي وفق المتغيرات الراهنة والأمل المنشود وسقوف الطموح التي لا تحدها حدود..!!
* للأسف الشديد: الساحة الغنائية مليئة بمطربين لا يعرفون رسالية الفن وقيمة الكلمة وعمق الأنغام و(يغنون دون وعي.. والسلام)!!
* مؤسف حقاً أن يقف أهل الفن متفرجين على الحال الآيل للسقوط الذي وصلت إليه الساحة الفنية، وبعض الحناجر تغتال الغناء الذي (لحق أمات طه) وبات يفقد رصانته كل مساء..!
* هبوط بلا حدود، والسؤال المهم: من يعيد لكثير من الفنانين وعيهم المفقود؟؟
أنفاس متقطعة
* ميزة المبدع العلامة عبدالكريم الكابلي بجانب قدراته التطربية والأدائية العالية أنه فنان ذو عقل ناضج ومتجدد.. باحث صاحب رؤية ثاقبة ووجهات نظر كاملة العمق.. يحسن التفكير قبل الحديث ويتقن الحديث عن الأفكار.. تشعر معه بقيمة ثقافة الفنان وبلاغته ولباقته.. تتفتح براعم الحوار عندما يتحدث عن إحدي القضايا الفنية أو الاجتماعية أو السياسية.. يضرب الأمثلة من القرآن الكريم والسنة النبوية والأدب العربي وتحس معه بمتعة المشاركة الذهنية..!!
* شارك الكابلي (مساء الجمعة) في مداخلة هاتفية على شاشة قناة النيل الأزرق فكان الفارق كبيراً بين حديثه وثرثرة غيره من المطربين.. “ورد الله غربتك عزيزي كابلي من بلاد العم سام حتي تعود لوطنك بلبلاً غريداً يا مبدعاً جديراً بالاحترام”..!!
*.. والفنانون في كل مكان يبحثون عن الرسوخ بالأذهان والخلود في الوجدان عدا مطربي هذه الأيام فالواحد منهم يبدأ (متأرجحاً) يردد أغاني فارغة (ضارباً بحنجرته) الذوق العام يميناً وشمالاً ثم إذا ما استقامت خطواته شيئاً فشيئا وقدم أغنية ناضجة، أوهمه من هم حوله بأنه سيفقد الرواج ويجب أن يعود لهابط الأغنيات حتى لا تضيع عليه (العدادات)!
* كلما أزف ميقات شهر الصيام ازدادت نبرة الدعاة حدة وبدأت حملة الهجوم على الفنون بتحامل وشدة، فالرجاء من الفضائيات الحرص على عدم تقديم ما يستفز الناس، ونأمل من بعض أئمة المساجد والدعاة ورجال الدين ضبط خُطبهم وفتاويهم..!!
نفس أخير
* ولنردد خلف د. سعاد الصباح:
لا هذا عصرُ الشِعْرِ، ولا عصرُ الشُعَراء
هل يَنْبُتُ قمحٌ من جَسَد الفقراءْ؟
هل يَنْبُتُ وردٌ من مِشْنَقَةٍ؟
أم هل تَطْلَعُ من أحداقِ الموتى أزهارٌ حمراءْ؟
هل تَطْلَعُ من تاريخ القَتلِ قصيدةُ شعر
أم هل تخرُجُ من ذاكرةِ المَعْدنِ يوماً قطرةُ ماء
تتشابهُ كالُرّزِ الصينيّ.. تقاطيع القَتَلَهْ
مقتولٌ يبكي مقتولاً..
جُمجُمةٌ تَرْثي جُمْجُمةً وحذاءٌ يُدفَنُ قُرْبَ حذاءْ..
لا أحدٌ يعرِفُ شيئاً عن قبر الحلاّج
فنِصْفُ القَتلى في تاريخِ الفِكْرِ، بلا أسماءْ.


تعليق واحد

  1. خليك مع الحنانات وفلانة طلقوها وفلانة عرسوها__ الفن الاصيل لا يتوافق البتة مع دواخلك التي تنضح بالنتانة والوضاعة وساقط القول
    كم من مطربات ومطربين زرعت في وسطهم الفتنة بلسانك الزفر ودواخلك النتنة