عالمية

طالبان تدعو الروهينغا “لاستلال سيوفهم باسم الله”


قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن ميانمار تقترب من أسوأ كوابيسها مع دعوة حركة طالبان مسلميها المعروفين بالروهينغا إلى “استلال سيوفهم باسم الله” والدفاع عن أنفسهم لدرء اضطهاد البوذيين لهم.

وقالت الحركة في بيانها إن جميع المحاولات لتحسين وضع الروهينغا قد باءت بالفشل مثل “المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات وبيانات التنديد”. وخلص البيان للقول إن السبيل الوحيد لتحقيق الهدف هو الجهاد.

وأوضحت الصحيفة أن الرهبان البوذيين قادوا حملة منذ سنين تحذر من “عنف إسلامي”، إلا أن مناخ العنف الذي خلقوه نتيجة تهجير وحرق قرى الروهينغا قاد الحكومة لاضطهاد هذه الأقلية المسلمة وإذاقتها المزيد من الممارسات اللاإنسانية، الأمر الذي يثبت أن الحملة التي قادها الرهبان بشأن “عنف إسلامي” محتمل لم تكن إلا “لأغراضهم وأمانيهم”.
آلاف الروهينغا يجوبون البحار بحثا عن ملجأ يقيهم فتك الرهبان البوذيين (الأوروبية)

وقد دأب الرهبان البوذيون على إصدار أقراص رقمية مدمجة تباع في كل مكان عليها تسجيلات تحذر من المد الإسلامي وتعطي أمثلة كيف بسط الإسلام سيطرته على أراض كانت بوذية خالصة مثل الهند منبع الديانة البوذية وأفغانستان وباكستان وإندونيسيا وماليزيا.

واستغربت الصحيفة هجمة الرهبان البوذيين على المسلمين ومن استنادهم على ديانتهم وتوظيفها ضدهم، وقالت إن الديانة البوذية قائمة على الحب والتسامح، وإن نصوص وأدبيات هذه الديانة لا يوجد فيها أي ذكر لاستثناء المسلمين من مبادئها ومنها “دعونا ننشر روح المحبة التي لا تحدها حدود”.

بين مسيرتين
وقارنت الصحيفة بين مسيرتين للرهبان البوذيين، الأولى عام 2007 حيث نزل آلاف منهم للشوارع في ميانمار ينشدون للمحبة والسلام، والثانية كانت الشهر الماضي حيث نزل الرهبان للشوارع لاستنكار الإدانات الدولية لبلادهم لتركها الروهينغا يفرون بجلدهم ويمخرون عباب البحر بلا هاد ليلاقوا حتفهم على متن سفن مهربي البشر المهترئة.

وعلقت الصحيفة على مسيرة الرهبان البوذيين بأنهم لم يحتجوا على توجيه اللوم لبلادهم بشأن مأساة الروهينغا، ولم يطرحوا فكرة أن الروهينغا التائهين في اليم لا يستحقون المساعدة بل احتجوا على عدم فهم المجتمع الدولي لحقيقة الأمر.

ويرى الرهبان أن الروهينغا الذين حرموا من الجنسية لا يمكن أن يكونوا مواطنين لدولة ميانمار حيث إنهم ذوو بشرة داكنة ويدينون بالإسلام.

وردت الصحيفة على هذا الطرح بأنه “يحمل التناقض في طياته”، إذ إن عاصمة ميانمار نفسها يسكنها آلاف المسلمين والهندوس والمسيحيين واليهود والملحدين وأتباع الديانة الطاوية الصينية.

واستطردت أن كل هؤلاء بورميون ومواطنون لدولة ميانمار ويعيشون بسلام مع بعضهم بعضا منذ أجيال.

وخلصت الصحيفة للقول إن المتطرفين لديهم فكرة تقوم على اعتقادهم بأن ميانمار هي المعقل النقي الأخير للديانة البوذية ويجب أن تبقى كذلك.

الجزيرة