منوعات

اين عقد الجلاد (1)


سنوات خضراء مرت على مجموعة عقد الجلاد الغنائية، ومرت بعض العجاف، والفرقة الغنائية التي تربى على موسيقاها أكثر من خمسة أجيال تمشي الهوينى في الوجدان السوداني، وتجترح لنفسها في قلوب الناس مكاناً لا يدانيه مكان.

“العقد” باخضرار زيها وانسجام وقفتها، بدت علامة بارزة في مسيرة الغناء وتاريخه في السودان، وأصبحت الناطق الرسمي لحالة كبيرة من الإبداع حاربتها الأنظمة الحاكمة لسنوات خلت، وتغنت لشعراء كبار انحنى كثير من المغنين أمام خوف الرقيب من التغني لهم.

الطابور الأخضر الزاهي تعرض لكثير هزات وعواصف لكنه تخطاها بجميل صبر، وكثير صمت وتأن.

قرنفلة ثانية

في الأنباء أن عقد الجلاد قامت بفصل اثنين من شبابها (هاني عابدين، محمد عبد الجليل) وقطعت مشيمة رحم تواصلها مع الجيل الجديد، لأسباب لم تعرف حتى الآن، وعقد الجلاد التي سبق لها وأنهت علاقتها مع مؤسسها عثمان النو، ومن بعده كثر.

ورجالات العقد الذين يؤثرون الصمت برغم ضجيج الأسئلة بدأوا أهزل ما يكون في حفل (سوق واقف) بقطر والمجموعة تحولت يومها لثلاثي لا قدرة له على التواصل الحميم، فالنقص كبير، والأصوات التي ذهبت تحتاج لبديل.

وجمهور الفرقة الكبير والمتفاوت الأعمار والأفكار؛ يتطلع إلى قليل تقدير، واحترام من الفرقة التي لم تجتهد حتى للإجابة على سؤال واحد، لماذا هاني ومحمد.

وفي الكواليس حديث يدور حول أن ثمة آخرين في طريقهم لمغادرة الفرقة، وأصوات تقول إن هيمنة (طارق جويلي، وشمت) بلغت أشدها في ظل صمت شريف ومسكنة البقية الباقية.

والآخرون الذين رويَ عنهم نية المغادرة يصمتون إلى حين، وهذا الحين يقلق جمهور المحبين، والفرقة التي تمارس فضيلة الصمت لم تدرك حتى الآن أن الأفق حافل بالكثير.

وبالقرب من المكان يتحرك عثمان النو بخبرة العارف، والقدال يمنح إلياذة قصائده لفرقة رأي، ورتينة القدال تشعل المسرح القومي في أمسية صيفية قبل أيام، وهي ذات الأمسية التي شهدت حضور عضو فرقة عقد الجلاد المفصول (محمد عبد الجليل) وشوهد وهو يصفق ويقف راداً على تحية “رأي” له.

سماوات عقد الجلاد ليست صافية على الإطلاق، لكن راهن الغناء يجعلنا نخاف أكثر منهم لأننا نأمل أن ينصلح الحال، ونحن نشاهد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تبكي حين يغادر الشباب البلد وهم يكتبون عليها لم يتبق إلا عقد الجلاد.. فهل ضاعت آخر ثروات الوطن.

قرنفلة للخروج

نحن أهل الفرحة جينا

لا المدامع وفقتنا

ولا الحكايات الحزينة

لما درب الرايحة

جابنا في هذي المدينة

 

التغير


تعليق واحد

  1. ماذا نستفيد من هذا الخبر هذه المجموعة عليها ان تبحث عن نشاط غير الفن هنالك مجالات كثيرة المصارعة كرة القدم بيع الخضار بيع السمك هذه مهن شريفة بلا فن وكلام فارغ ورمضان كريم نحن في السودان ليس في حوجة الي فن نحن في امس الحاجة للدواء والكساء والتعليم ام الرقص والغناء محلها سلة المهملات