تحقيقات وتقارير

وزيرة جنوب أفريقيا لـ”البشير”: (نحن فخورون بزيارتك)…وتتهم أحزاب المعارضة بإثارة الغبار


ساعات من القلق والإشاعات عاشتها العاصمة وولايات السودان تترقب من جنوب أفريقيا النبأ الأكيد حول سلامة الرئيس “عمر البشير” في مدينة “جوهانسبيرج”  بجنوب أفريقيا، بعد أن عممت وكالات الأنباء والقنوات الفضائية العالمية  القرار الصادر من محكمة في جنوب أفريقيا، تقدمت أمامها منظمة غير حكومية بدعوى قضائية أمس (الأحد)، بمنع الرئيس “عمر البشير” مؤقتاً من مغادرة البلاد،  على إثر طلب  المحكمة الجنائية الدولية من سلطات جنوب أفريقيا توقيف “البشير” أثناء  مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي.
صمت حكومي لساعات  في مواجهة الشائعات
وصمتت الحكومة أمام سيل الشائعات المنهمر بسرعة ومن دون توقف حول وجود الرئيس “عمر البشير” في جنوب أفريقيا، قبل أن يتسرب تسجيل صوتي خجول في (الواتساب) لمكالمة أجراها الأستاذ “محمد دياب” مقدم برنامج (خطوط عريضة) بالتلفزيون القومي مع سفير السودان بجنوب أفريقيا “عمر صديق”. وطمأن السفير “دياب” بأن الرئيس بخير وأن مشاركة “البشير” تأتي في  إطار التزاماته كزعيم ورئيس أفريقي في قمة الاتحاد الأفريقي. وأشار إلى أن التحركات من المحكمة الجنائية الدولية معلومة ومعروفة. وكشف السفير عن تأكيد وزيرة خارجية جنوب أفريقيا “ماتي نكوانا ناشابان” خلال مقابلتها “البشير” أمس(الأحد)،  أن ما حدث محاولة من أحزاب المعارضة في جنوب أفريقيا لإحراج الحكومة. وأشار السفير إلى أن وزيرة الخارجية في جنوب أفريقيا أكدت أن  أجهزة دولة جنوب أفريقيا تلقت إشعاراً رسمياً، بأن كل ممثلي الدول المشاركين في قمة الاتحاد الأفريقي لديهم حصانة من أي مساءلات قانونية. وأضافت الوزيرة للبشير: (نحن فخورون بزيارتك لجنوب أفريقيا).
وأشار السفير السوداني إلى أن “البشير” واصل كل جلسات القمة، وكشف عن  اعتماد الدول الأفريقية المقترح الذي تقدم به السودان وساندته كينيا، وهي أن تسلم مفوضية الاتحاد الأفريقي، مجلس الأمن الدولي، قرار القمة السابقة الذي يقضي بتعليق إحالة موضوع السودان للمحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف السفير “عمر صديق” أن هناك مقترحًا سيجاز في هذه القمة، وهو تشكيل لجنة أفريقية من (6) دول هي (السودان، كينيا، إثيوبيا، تشاد، ناميبيا ورواندا)، على أن يتابع وزراء خارجية هذه الدول الأمر مع الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.
وأعلن سفير السودان في دولة جنوب أفريقيا “عمر صديق”، أن الدول الأفريقية اعتمدت مقترح السودان الخاص بتعليق ملفه في المحكمة الجنائية الدولية. وأمرت مفوضية الاتحاد الأفريقي بتسليم القرار الخاص بهذا الأمر إلى مجلس الأمن الدولي.
أجندة كبيرة
وأكد السفير “صديق” أن القمة الأفريقية ستناقش أجندة كبيرة جداً أهمها تعزيز دور المرأة الأفريقية وتمكينها، بالإضافة إلى مسألة التكامل الأفريقي خاصة في المسائل الاقتصادية. وأعرب عن أمله في أن تخرج هذه القمة بقرارات جيدة فيما يتصل بالقضايا الاقتصادية الأفريقية. وأوضح أن القمة الأفريقية ستفرد حيزاً مقدراً لمناقشة القضايا الزراعية والاقتصادية في القارة الأفريقية. وأضاف أن القمة ستناقش أيضاً قضايا الإرهاب في القارة والوضع في الصومال وجنوب السودان وليبيا. وكانت لجنة المتابعة الأفريقية الخاصة بليبيا اجتمعت في “جوهانسبيرج”، ورفعت تقريرها (السبت) إلى المجلس الوزاري الذي سيرفعه بدوره إلى القمة. وأكد “صديق” أن لجنة منظمة الإيقاد اجتمعت أيضاً لمناقشة الوضع في جنوب السودان.

“غندور” يرد
وفي ذات السياق أعلن وزير الخارجية “إبراهيم غندور”، رفض بلاده لطلب المحكمة الجنائية الدولية من حكومة جنوب أفريقيا توقيف الرئيس “البشير”. وقال إن هذا مطلب قديم تردده المحكمة الجنائية الدولية على فترات، ولكن الموقف الأفريقي الصامد الذي أكدته قرارات الاتحاد الأفريقي المختلفة، وكذلك المجالس التنفيذية للاتحاد الأفريقي، أفشل كل هذه المحاولات. وأضاف “غندور” أن الجنائية ستستمر في استهداف القادة الأفارقة كجزء من قدرنا المحبب إلى أنفسنا، أننا أفارقة ونعتز بذلك وسيستمر استهدافنا.
وتواصلت ردود الأفعال. وقال السفير “عادل العدوي” مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، إن قرار المحكمة  في جنوب أفريقيا بتوقيف الرئيس “البشير” (غريب)، ومن المفترض أن تتخذ الدولة المضيفة وهي جنوب أفريقيا موقفًا بحمايته. وأضاف “العدوي” في تصريحات نقلها موقع (الوطن): (هذه قرارات دولية، وهو ضيف عند حكومة جنوب أفريقيا، لكن على الاتحاد الأفريقي التدخل وتسهيل عودته للسودان).
من جانبها قالت الدكتورة “هبة البشبيشي” خبيرة الشؤون الأفريقية، إن قرار توقيف الرئيس “عمر البشير” في جنوب أفريقيا، يدل على أنه قرار غير مدروس، حيث أنه يستلزم إصدار مذكرة من الاتحاد الأفريقي للقبض على “البشير” بصفته رئيسا مشاركا في قمة الاتحاد الأفريقي، مثلما حدث مع رؤساء ليبيريا وكينيا ليحاكموا في المحكمة الأفريقية.
وأضافت “البشبيشي”: (هذا الحكم يساعد قوات التمرد في السودان في الوصول إلى الخرطوم، وسيحدث أزمات كبيرة، كما يضع علامات استفهام كبيرة على مستقبل السودان، وما حدث يعتبر تشويهًا لسمعة جنوب أفريقيا، لأنها ستعامل من قبل الدول الأفريقية على أنها مصيدة للرؤساء).
ووصل “البشير” (السبت) إلى مدينة “جوهانسبيرج” للمشاركة في القمة الأفريقية التي انطلقت (الأحد) وتستمر حتى يوم (الاثنين).
وقال نائب سفير السودان لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي “حمزة عمر حسن” المشارك في القمة الحالية، في تصريح نشرته وكالة (الأناضول) التركية، إن الرئيس “البشير” وصل إلى “جوهانسبيرج” بدعوة من الدولة المضيفة للقمة (جنوب أفريقيا)، وبناءً على لوائح الاتحاد الأفريقي. وأشار “حمزة” إلى التزام الدولة المضيفة (جنوب أفريقيا) بقرار الاتحاد الأفريقي.
ونوَّه “حمزة” إلى الحصانة التي يتمتع بها “البشير” (رئيساً لدولة أفريقية ذات سيادة).
وفي منتصف  ديسمبر 2014 كان الرئيس “البشير” قد قال في خطاب ألقاه بالخرطوم: (إن إيقاف مدعية المحكمة الجنائية محاولة التحقيق في ملف دارفور، يعود إلى موقف الشعب السوداني الرافض للإذلال والتركيع). وأضاف أن الشعب السوداني هزم المحكمة الجنائية الدولية ورفض تسليم أي سوداني لمحاكم  الاستعمار.
لكن المدعية العامة للمحكمة “فاتو بنسودا” قالت إنها قررت حفظ التحقيق المتعلق بدارفور، بسبب عدم وجود تأييد من مجلس الأمن الدولي، وهو الجهة القادرة على اتخاذ إجراءات قسرية.

 

 

البمجهر السياسي

 


تعليق واحد