صلاح حبيب

ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻋﻤﻠﻪ؟ !


ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ﻭﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺪ ” ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ” ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ
ﺣﺎﻓﻼﺕ ﺃﻭ ﻫﺎﻳﺲ ﺃﻭ ﺃﻣﺠﺎﺩ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ،
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ . ﻟﻘﺪ ﺍﻧﻬﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﺠﺄﺓ
ﻭﺗﺤﻄﻤﺖ ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺃﻫﻢ ﻃﺮﻳﻖ، ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺑﻂ
ﺷﺮﻕ ﻭﻭﺳﻂ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﻐﺮﺑﻬﺎ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﺎﻥ ﺳﺎﺑﻘﺎً
ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻹﺳﺘﺎﺩ ﻇﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻬﺘﻚ ﻭﺗﺤﻄﻢ ﻣﺴﺘﻤﺮ، ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻠﺔ
ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﻣﻮﺍﻧﻊ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺻﻴﺎﻧﺘﻪ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ
ﻣﻦ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺟﺮﺕ ﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺃﻗﻞ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﻨﻪ .
ﻟﺬﺍ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ” ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ” ﺃﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺇﻥ
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺬﺭﻭﺓ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻟﻴﻌﺮﻑ ﺣﺠﻢ
ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﺳﻢ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ” ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ” ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﻧﻴﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ .
ﻓﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺪ ” ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ” ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ
ﺇﻟﻰ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ، ﻓﺎﻷﻫﻢ ﻣﻨﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻮﺍﺻﻼﺕ ﻛﺮﻛﺮ ﺃﻭ ﻣﻮﻗﻒ ﺟﺎﻛﺴﻮﻥ .
ﻭﺑﺨﺼﻮﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ، ﻧﻮﺟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﻄﻮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ
ﻭﻗﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ . ﻓﺎﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ، ﻓﺈﺫﺍ ﺣﻀﺮﺕ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ
ﺗﺠﺪ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺷﺎﻳﻞ ﺍﻟﻤﻜﺴﺮ، ﺩﺭﺩﺍﻗﺎﺕ ﻭﻓﺮﻳﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺻﻔﺔ ﻭﺻﻴﺎﺡ
ﻭﻛﻮﺍﺭﻳﻚ ﺗﺼﻦ ﺍﻷﺫﻥ .. ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻓﺘﺠﺪ ﺍﻛﺘﻈﺎﻇﺎً ﻟﻠﺤﺎﻓﻼﺕ ﻭﻋﺮﺑﺎﺕ
ﺍﻟﻬﺎﻳﺲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺿﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﺮﺿﻲ ﺟﻤﻬﻮﺭ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ . ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮ ﻟﻴﻼً ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ
ﺗﺄﺗﻲ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﺠﺒﺮﺍً ﺃﻭ ﻣﻀﻄﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻛﻮﺏ ﻓﻴﻄﻠﺐ ﺍﻟﻜﻤﺴﻨﺠﻲ ﺃﻭ
ﺍﻟﻜﻤﺴﺎﺭﻱ ﺗﻌﺮﻳﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﺍﻩ . ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺠﺒﻮﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ،
ﻟﻴﺲ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﻫﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﺤﺎﺟﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻠﺤﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ،
ﻓﺎﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ ﺣﺴﺐ ﻫﻮﻯ ﺍﻟﻜﻤﺎﺳﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻮﺍﻗﻴﻦ
ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻤﺴﻨﺠﻴﺔ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺭ ﺳﺮﻳﻊ ﻳﺠﺒﺮ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﺃﻥ ﻳﻔﻴﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﺻﺪﻣﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﻭﺇﻻ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﺗﻌﺮﻳﻔﺔ
ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً .
ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﺝ ﻓﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ” ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ”
ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ، ﻓﻤﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ، ﻭﻟﻴﺲ ﺳﻮﻗﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ
ﺟﺎﻛﺴﻮﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺑﺤﺮﻱ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ، ﻓﻜﻞ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺭﻛﺎﻡ
ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ، ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻓﻠﻦ ﺗﺼﺪﻕ ﺃﻧﻚ ﻓﻲ ﺳﻮﻕ
ﻳﺮﺗﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻭﺍﻷﺟﺎﻧﺐ . ﻓﺎﻷﺳﻮﺍﻕ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﻮﺷﺔ، ﺭﻏﻢ ﻋﺮﺑﺎﺕ
ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻮﺏ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ، ﻟﻘﺪ ﺻﺮﻓﺖ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ
ﺍﻟﺠﻨﻴﻬﺎﺕ ﻟﻠﻨﻔﺎﻳﺎﺕ، ﻭﺍﺳﺘﺠﻠﺒﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻓﺄﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻠﺰﻣﻬﻢ ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ
ﻣﻦ ﻧﻔﺎﻳﺎﺗﻬﻢ، ﺃﻭ ﺃﻳﻦ ﻳﻀﻌﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﻟﻨﻘﻠﻬﺎ .. ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻓﺮﻍ
ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺤﻞ ﻣﻦ ﻛﺮﺗﻮﻧﺔ ﺃﻭ ﺃﻛﻴﺎﺱ ﺃﻟﻘﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻓﻜﺮﺍﺗﻴﻦ
ﺗﺎﺟﺮ ﻭﺃﻛﻴﺎﺱ ﺁﺧﺮ ﺗﺼﺒﺢ ﻧﻔﺎﻳﺎﺕ، ﻣﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻐﻠﻘﺎً ﺑﺎﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ