تحقيقات وتقارير

البشير في الخرطوم.. حسم الجدل وإنهاء الترقب .. “بالروح وبالدم نفديك يا بشير” و(نحن معاهو الله رعاهو)، و(إنت بخير نحن بخير)


وصل الرئيس المشير عمر البشير أمس إلى الخرطوم وسط حالة من الترقب عقب صدور قرار من المحكمة العليا بجنوب أفريقيا بمنعه من مغادرة أراضيها مؤقتاً إلى حين صدور قرار من المحكمة للنظر في أمر تسليمه للمحكمة الجنائية بعد مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي الخامسة والعشرين والتي عقدت بعاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبيرج، وكان أول القادمين إلى مطار الخرطوم رئيس السلطة الانتقالية د. التجاني السيسي، ثم تلاه وزير البيئة حسن هلال، ومساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد، وظهر القيادي بالمؤتمر الوطني علي عثمان محمد طه بصورة مفاجئة ثم أعقبه د. نافع علي نافع الذي حضر بهدوء دون أن ينتبه إلى قدومه أحد، وتنفس الجميع الصعداء بعد وصول نائب رئيس الجمهورية بكري حسن صالح ثم ما لبثت أن هبطت طائرة الرئيس في تمام الساعة السادسة والدقيقة الخامسة والعشرين، وحلقت الطائرة في فضاء المطار وسط ترقب الإعلاميين الذين ظلوا مرابطين خارج سياج المطار لأكثر من ساعة ونصف بعد أن حددت الخارجية الساعة الرابعة والنصف موعداً للمؤتمر الصحفي لوزير الخارجية أمام الصالة الرئاسية التي تزينت بالبساط الأحمر واحتشدت على جانبيه قيادات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بمطار الخرطوم على رأسهم وزير الدفاع ووزير النفط عوض مكاوي ووزير العدل ونائب رئيس الجمهورية بكري حسن صالح، وعلي عثمان محمد طه، ود. نافع علي نافع، ورئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر، ووالي ولاية الخرطوم المهندس عبد الرحيم محمد حسين، ومن الوزراء أيضاً وزير المعادن إبراهيم الكاروري، ووزير بالكهرباء والموارد المائية د. معتز موسى، ود. تابيتا بطرس، ووزير التعليم سعاد عبد الرازق، وزير البيئة حسن هلال، عند هبوط الطائرة كانت الأعناق مشرئبة ناحية مدخل الطائرة والأنفاس تعلو وتهبط، وجميع الأنظار مشرئبة في انتظار اللحظة الحاسمة لظهور الرئيس، وعندما هبط من على سلم الطائرة علت الأصوات بالتكبير وكان أغلبه من قيادات المؤتمر الوطني النسائية، وبعد ذلك توجه الرئيس الى داخل القاعة الرئاسية ومكث فيها إلى حين انتهاء المؤتمر الصحفي، بعد نزول الرئيس من الطائرة صافح عدداً من قيادات الدولة ولم يتمكن من مصافحتهم لحدوث تدافع كبير ناحيته حيث اصطف الإعلاميوين بكاميراتهم على الجانب الآخر من الوفد الرسمي الذي وقف لاستقبال الرئيس.

 

تكبيرات نسائية:
ووقفت أعداد من قيادات المرأة بقيادة البرلمانية د. سعاد الفاتح وهن يكبرن بصوت عال وعند خروج وزير الخارجية من المؤتمر الصحفي اتجه ناحيتهن مكبراً ومهللاً، ثم ما لبث أن تبع خروج غندور مغادرة الرئيس للمطار واحتشدت الجموع من جديد خارج القاعة ووقف الرئيس لتحية نساء الوطني ومشاعر الغبطة تبدو عليه.

 

دموع غندور
ولم يتمالك وزير الخارجية بروفسير إبراهيم غندور نفسه وذرف الدموع قبل بداية المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بالصالة الرئاسية بمطار الخرطوم وقال غندور إن “المحكمة الجنائية تكاد تكون تم القضاء عليها تماماً في أفريقيا من خلال رفض الدول تنفيذ أوامرها وقلل وزير الخارجية من مغادرة الرئيس جنوب أفريقيا عبر مطار عسكري وقال في رده على سؤال إن الرؤساء لا يغادرون عبر المطارات العادية لأن حركتها كثيرة.

 

دهشة الرئيس
وكشف غندور عن تحركات قادها الوفد المرافق للبشير مع المستشار القانوني للسفارة لمتابعة الملابسات وأشار الى إن الرئيس كلفهم بذلك، وقال: عندما علمنا بالقرار اتصلنا بالمستشار القانوني للسفارة السودانية بجنوب أفريقيا وتابع: الرئيس لم يكن بعيداً عن تلك الإرهاصات واستدرك قائلاً: (لا أقول ينظر للأمر وكأنه لا يعنيه، بل كان يتابع ذلك بدهشة)، وكنا نراقب من على البعد ونعلم أنها مجرد فرقعات إعلامية، ونوه إلى سلامة موقفهم القانوني وتابع قائلاً: من حقنا كدولة عضو في الاتحاد الأفريقي أن نشارك مشاركة كاملة.

 

تهديدات الحكومة:
وتوعد غندور أي دولة أيدت قرارالمحكمة العليا بالحسم ونفى تأثيره على تحركات الرئيس في دول العالم وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيف راثكي ذكر أن الولايات المتحدة محبطة من أن جنوب أفريقيا لأنها لم تتخذ إجراءً لمنع الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي يواجه اتهامات بالإبادة الجماعية من مغادرة مؤتمر للاتحاد الأفريقي في جوهانسبرج يوم أمس الاثنين. وقال في مؤتمر صحفي إنه كان يتعين على جنوب أفريقيا اعتقال البشير لكنه عاد وقال: “من الواضح إنه كان يتعين اتخاذ إجراء ما”.
وقال غندور في مؤتمر صحفي إن الرئيس سيواصل مشاركته في العالم واتهم جهاتٍ لم يسمها باستقطاب بعض المنظمات لاستصدار شكوى وبلاغ ضد الرئيس لخلق تشويش واعتبر أن القضية تمس سيادة البلاد، ولفت غندور إلى محاولة بعض المحاكم في جنوب أفريقيا اتخاذ قرارات للتشويش على المشاركة بعد تمسك السودان بممارسة حقه في حضور القمة.

 

أعداء أفريقيا:
وقال وزير الخارجية إن مشاركة السودان في القمة كان يمكن أن تمر بصورة طبيعية وبلا ضوضاء لو لا تحركات بعض من أسماهم “أعداء أفريقيا” الذين حاولوا أن يجعلوا منها دراما لحجب الرئيس من المشاركة في القمة وامتدح غندور موقف حكومة جنوب أفريقيا ورئيسها جاكوب زوما الذي أعلن رفضه لطلب المحكمة الجنائية بتوقيف البشير وقال إنه ضيف عزيز لديهم وإنهم فخورون بمشاركته.

 

ربكة واضحة:
وعلى الرغم من ظهور ملامح الإعياء والإرهاق على محيا وزير الخارجية إلا أن غندور بدا مستعداً للإجابة على أسئلة الصحفيين التي قطعها ظهور رئيس القطاع السياسي بالوطني د. مصطفى عثمان إسماعيل الذي همس في أذن غندور ووجه دعوة مباشرة للصحفيين بالتحرك نحو مكان وجود الحشد لحضور خطاب البشير، الا أن الربكة كانت واضحة حيث لم يتم تحديد المكان المعد للخطاب مسبقاً وبدا واضحاً أن الإعداد للجهات التي يفترض أن تشارك في استقبال الرئيس لم تكن بالصورة المطلوبة حيث لم تظهر لافتات لمؤسسات حكومية أو حزبية باستثناء محلية الخرطوم، واتحاد الطلاب السودانيين واتحاد وكالات السفر والسياحة والطيران المدني، وعند خروج البشير من حرم القاعة الرئاسية اضطر كثير من الجمهور الركض خلف سيارة الرئيس خاصة بعد استبدال العربة الرئاسية المغلقة بأخرى مكشوفة وتعالت الهتافات بصورة عشوائية من هنا وهناك بخلاف التكبير “بالروح وبالدم نفديك يا بشير” و(نحن معاهو الله رعاهو)، و(إنت بخير نحن بخير) واستمر ركض الجماهير وبعض قيادات الدولة سارت وهي راجلة وعلى رأسهم مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن المهدي، ووزير المعادن أحمد محمد الكاروري خلف سيارة الرئيس والهتافات تعلو من هنا وهناك وتقطعها إيقاعات الفنان قيقم، وبدا الرئيس وإحساس النشوة والفرحة بحفاوة الاستقبال تغمره وكانت المفاجأة أن طلب الرئيس المايك عند منتصف المدخل الخارجي للمطار وتفاجأ الجمهور بأن المايك الذي أحضر له كان معطلاً وحاول الرئيس تشغيله مرة ومرتين ولم تفلح محاولاته وواصل الموكب الرئاسي مسيرته وتحيطه الهتافات الداوية.

 

شجاعة الرئيس:
وفي السياق قال والي ولاية الخرطوم الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين إن الرئيس بهذه الزيارة الشجاعة أراد أن يثبت أن هذه المحكمة لا تعنى شيئاً للأفارقة.

 

سقوط الأجندة:
واعتبر وزير الدولة بمجلس الوزراء أحمد فضل أن عودة البشير إلى الخرطوم سالماً انتصاراً للعدالة وأضاف أن الاستقبال الحاشد دليل على وقوف الشعب السوداني بمختلف قياداته خلف الرئيس وهو استفتاء لكل الذين يروجون الأباطيل، ولفت الى أن عودة الرئيس تعني أن دعاوى الجهات ذات الأجندة وكذلك المحكمة الجنائية قد سقطت كلها..

 

رصد: سعاد الخضر ـ راشد عبد الوهاب
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. ( ولا يطأون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح ) صدق الله العظيم
    نسال الله ان يعظم اجر عمر البشير وينصره على اعدائه واعداء السودان في الداخل والخارج ااامين